نشرة أخبار عربية !

نشرة أخبار عربية جدا (1)
ا

لعالم فوضى يا سادة
وشعوب تجتاح شعوبا
وشعوب تسقط كالعادة
فى بلد ما من موطننا
شعب يتعرض لإبادة
فى الشرق نصنع حكاما
نصنع جبروتا لا قادة
نصنع طاغوتا يقمعنا
ويفرغ فينا أحقاده
ونظل نغمض أعيننا
نشكو نتباكى كالعادة
ما أسهل أن تحكم شعبا
مسلوبا من غير إرادة
أسوأ كارثة فى الدنيا
أن يحكم عبد أسياده!

(2)
أما من ناحية أخرى
فى الغد السادسة مساء
سيمر الحاكم يتجول
وخطوط السير بأكملها
من أجل الحاكم تتحول
فى الفجر
سنخرج نصطف
نهتف نتزاحم نلتف
وتدق الكف على الكف
"بالروح بالدم نفديك يا مولانا "
من يتوانى من يتباطأ
سيحاكم فورا يا سادة
والحكم أصبح معروفا
إعدام طبعا كالعادة !

(3)
أما عن حالة مولانا
فيقول هناك مراسلنا
من عشر دقائق قد نام
قد أكل كثيرا مولانا
قد شرب كثيرا مولانا
والآن يقول مراسلنا
مولانا دخل الحمام
بعد دقائق
سنوافيكم
ببقية حالة مولانا
عفوا .. قد جاء من القصر
مولانا قد صلى العصر
طبعا كالعادة يا سادة
من غير وضوء
معذور دوما مشغول
بأمور رعاياه السوء
ويقول مراسلنا أيضا
مولانا البطل الضرغام
أصدر منشورا مكتوبا
محتويا بعض الأحكام
تبنى مدرسة فى روما
وتهد جميع مدارسنا
من مصر لحدود الشام

(4)
بالنشرة طائفة أخرى
يتوجه مولانا الحاكم
بالشكر إلى الشعب الساكن
ونهيب على كل مواطن
أن يرسل برقية شكر
ويهنئ فيها مولانا
بقدوم العيد
حقا لا توجد أعياد فى هذا الوقت
لكن مولانا قد بحث
عن شئ يسعد أمته
أو حفل يذهب كربته
أو كأس يحيى نشوته
وأخيرا قرر يا سادة
أن يصبح يوم ولادته
عيدا كالفطر وكالأضحى
مولانا الأعظم يا (....)

(5)
أما عن أحداث الساعة
فى مسجد بلدتنا الأوحد
قد وجدوا رجلا يتعبد
ويقول هناك مراسلنا
أمروا بالقبض على العابد
سمعوه فتية مولانا
يتضرع بخشوع ساجد
ويناجى فى صمت ربه
ساقوه إلى السجن وحيدا
سحلوه ونفوه بعيدا
وسألنا القاضى ما ذنبه
رجل يتقرب من ربه
فأجاب القاضى فى حدة
قد نسى الأبله فى السجدة
أن يذكر حاكمنا وحده
ويقول ثلاث
سبحانك حاكمنا الأعلى
..............
..............

(6)
أما أخبار صحافتنا
فى صحف الغد تطالعنا
صور عن حالة مولانا
وحديث عن خطط الحرب
صورة مولانا يتبختر
ويداعب فى يده كلب
زوجة مولانا ضاحكة
وحديث لنساء الشعب
تهنئة الشعب القومية
لزعيم الأرض المنفية
بحلول القرن العشرين
من خمس قرون يحكمنا
يرعبنا مثل التنين
يذبحنا وتسيل دمانا
ونقبل حد السكين

(7)
أما أسعار العملات
أغلاهم درهم مولانا
منقوش وجه جلالته
مبتسم ضخم الخدين
والثانى درهم مولاتى
جالسة فوق العرشين
والثالث ابنة مولانا
تسقى مولاها كأسين
أما عن باقى العملات
لم يأت عنها أخبار
أو أسعار
أو تصرف حتى من أين
فأوامر مولانا كانت
أن تلغى كل العملات
كى تبقى عملة مولانا
تحفظ فى الجيب وفى العين

(8)
أما الأحوال الجوية
سحب وغيوم رعدية
وزئير الشعب المكتوم
يأتى كعواصف رملية
وتهب رياح دموية
وسيسقط ألاف القتلى
وسيسقط آلاف الجرحى
فى كل المدن القمعية

(9)
أما عن آخر تقرير
ذكرته الصحف اليومية
يتوقع كل الخبراء
رغم الأحكام العرفية
والتقريرات السرية
والقمع بطرق وحشية
يسقط مولانا مقتولا
وستشرق شمس الحرية !

عبد العزيز جويدة – ضيعت عمرى فى الرحيل