Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


We Present Wessam The Educational Forum بسم الله الرحمن الرحيم نقدم لكم وسام المنتدي التربوي
 
الرئيسيةFace Bookأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حريق مكتبة الاسكندريه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سامي التلمساني iss.king
الوسام الذهبي
الوسام الذهبي
سامي التلمساني iss.king


الابراج : السمك

عدد المساهمات : 540
تاريخ الميلاد : 17/03/1983
العمر : 41
نقاط : 1372
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
رقم الهاتف الجوال : /

بطاقة الشخصية
تربوي:

حريق مكتبة الاسكندريه  Empty
مُساهمةموضوع: حريق مكتبة الاسكندريه    حريق مكتبة الاسكندريه  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 05, 2011 5:14 pm




ازداد اللغط مؤخرا حول موضوع حرق مكتبة الاسكندريه وعن هوية المسؤؤل عن تلك الجريمة اللا أخلاقية. ولذلك فقد قررت تمضية عطلة نهاية الأسبوع بين الانترنت والكتب لاعداد بحث ينهي، على الأقل بالنسبة لي، هذه المعضلة التاريخية
وعليّ الاعتراف بأن المصادر الخاصة بهذا الموضوع شحيحة وصعبة الإيجاد، ولكنني حاولت الجمع بين كل ما استطعت الحصول عليه من معلومات والخروج بنظرية عقلانية مبنية على وقائع وليس على تعصبات وتحزبات دينية وعرقية
وكباحث فسوف أسعد قطعا بأي نقد بنّاء لهذا البحث، طالما اعتمد على مراجع ومصادر تاريخية معترف بها
حريق مكتبة الاسكندريه

يُرجع البعض إحراق مكتبة الاسكندريه ليوليوس قيصر (100-44 ق.م.). وأحد أهم سنائد هذا الادعاء هو ما دونه يوليوس قيصر نفسه في كتابه الحروب السكندريه من أن النيران التي أشعلها جنوده لإحراق الأسطول المصري الموجود في ميناء الاسكندريه قد امتدت لتلتهم مخزنا مليئا بأوراق البردي يقع قريبا من الميناء. ولكن من الدراسة الجغرافية لموقع مكتبة الاسكندريه في حي بروخيون بعيدا عن الميناء يتضح أن هذا المخزن يستحيل أن يكون المكتبة. كما أن شبهة حرق يوليوس قيصر لمكتبة الاسكندريه من السهل دحضها من خلال قراءة كتاب الجغرافياللمؤرخ سترابو الذي زار الاسكندريه حوالي سنة 25 ق.م. والذي يستمد مادته العلمية من المصادر التاريخية التي كانت موجودة في مكتبة الاسكندريه في ذلك الوقت. وبالإضافة لذلك فإن سيسرو أشهر مؤرخي الامبراطورية الرومانية، والذي عُرف بعدائه الشديد ليوليوس قيصر، لم يذكر إطلاقا واقعة إحراق يوليوس قيصر لمكتبة الاسكندريه مما يعد دليلا إضافيا على براءة يوليوس قيصر من تلك التهمة.

ورغم ذلك فإن بعض المؤرخين يتفقون على أن يوليوس قيصر هو بالفعل من قام بإحراق مكتبة الاسكندريه. وأحد هؤلاء المؤرخون هو بلوتارخ في كتابه حياة قيصر الذي كتبه في نهاية القرن الأول الميلادي والذي ذكر فيه أن مكتبة الاسكندريه قد احترقت بفعل الحريق الذي بدأه يوليوس قيصر لتدمير الأسطول المصري المرابط في ميناء الاسكندريه. وفي القرن الثاني الميلادي، وفي كتابه ليالي البدروم يذكر المؤرخ الروماني اولوس جليوس أن المكتبة الملكية السكندرية قد أُحرقت بطريق الخطأ عندما أشعل بعض الجنود الرومان التابعون ليوليوس قيصر بعض النيران. وفي القرن الرابع يتفق المؤرخان الوثني اميانوس مرسلينوس والمسيحي اوروسيوس على أن مكتبة الاسكندرية قد أُحرقت خطأً بسبب الحريق الذي بدأه يوليوس قيصر. ولكن في الغالب هنا أن هؤلاء المؤرخين قد خلطوا بين الكلمتيّن اليونانيتيّن
bibliothekas
بمعنى مجموعة من الكتب و
bibliotheka
بمعنى مكتبة، وعلى هذا فقد ظنوا أن ما كُتب سابقا عن حرق بعض الكتب القريبة من الميناء والموجودة في بعض المخازن هو حرق لمكتبة الاسكندريه الشهيرة.

وعلى هذا، وبالنظر لما كتبه المؤرخون الرومان السالف ذكرهم، فمن المرجح أن المكتبة الملكية السكندريه قد أُحرقت بعد زيارة سترابو للمدينة حوالي 25 ق.م. ولكن قبل بداية القرن الثاني الميلادي، وإلا ما كان هؤلاء المؤرخون قد ذكروا حادثة حرقها ونسبهم إياها خطأً ليوليوس قيصر. والنتيجة هي أن المكتبة قد دُمرت في الغالب بفعل شخص آخر غير يوليوس قيصر ولكن الأجيال التالية للحادثة أعتادت الربط بين الحريق الذي وقع في الاسكندريه إبان وجود يوليوس قيصر فيها وبين إحراق المكتبة.

ولكن من المعروف أن مكتبة الاسكندريه الملكية، أو المتحف كما كان يُطلق عليها حيث كانت تضم أصول العديد من أمهات الكتب في العالم، لم تكن المكتبة الوحيدة الموجودة في مدينة الاسكندريه، بل كانت هناك مكتبتان آخرتان على الأقل: مكتبة معبد السيرابيوم ومكتبة معبد السيزاريون. واستمرار الحياة الفكرية والعلمية في الاسكندريه بعد تدمير المكتبة الملكية، وازدهار المدينة كمركز العلوم والآداب في العالم ما بين القرن الأول الميلادي والقرن السادس الميلادي، قد اعتمدا على وجود هاتين المكتبتين وما احتوتاه من كتب ومراجع. ومن الموثق تاريخيا أن المكتبة الملكية كانت مكتبة خاصة بالأسرة المالكة وبالعلماء والباحثين، بينما كانت مكتبا السيرابيوم والسيزاريون مكتبتنيّن عامتيّن مفتوحتيّن أمام عامة الشعب. ويعود الفضل في إنشاء المكتبة الملكية لبطليموس الثاني فيلادلفيوس بينما أسس ابنه بطليموس الثالث معبد السيرابيوم والمكتبة الملحقة به. ولاحقاً عُرفت مكتبة السيرابيوم باسم المكتبة الأبنة .

وبينما كان موقع المكتبة الملكية في حي بروخيون الملكي بالقرب من القصور والحدائق الملكية، فقد كانت مكتبة السيرابيوم ومعبد السيرابيوم الذي للإله سيرابيس في حي راكوتيس الشعبي. وبينما حوت المكتبة الملكية النسخ الأصلية لمعظم كتب العالم، فقد كان من المعتاد وضع نسخ من تلك الأصول في مكتبة السيرابيوم.

وبعد إحراق المكتبة الملكية صارت مكتبة معبد السيرابيوم، الأكبر حجما من مكتبة معبد السيزاريون، المكتبة الرئيسية لمدينة الاسكندريه. وأول إشارة تاريخية لتلك المكتبة كانت في كتاب الاعتذارللعلامة المسيحي ترتليان حيث يذكر أن مكتبة البطالمة محفوظة في مكتبة السيرابيوم، وأن من ضمن ما تحتويه من كتب نسخة للعهد القديم يذهب يهود الاسكندريه لسماعها تُقرأ في المكتبة. وإذا اعتبرنا أن مكتبة البطالمة هي المكتبة الملكية، فيمكن القول بأن ما تم انقاذه من كتب أصلية من مكتبة الاسكندريه الملكية قد تم نقله لمكتبة السيرابيوم لتوضع بجانب النسخ التي كانت موجودة بالفعل في تلك المكتبة الإبنة. وهذا التحليل مدعم بما هو مذكور في رسالة ارستياس (كاتب سكندري يهودي) والتي يرجع تاريخ كتابتها لنهاية القرن الأول الميلادي، من أن مخطوطات المكتبة الملكية قد نُقلت لمكتبة السيرابيوم. وفي عام 379 م. يعود القديس يوحنا ذهبي الفم لذكر مكتبة السيرابيوم في كلامه الموجه للأنطاكيين من أن مكتبة السيرابيوم تحوي نسخة العهد القديم التي أمر بطليموس الثاني فيلادلفيوس بترجمتها من العبرية لليونانية.

ثم في عام 391 م. قام بعض مسيحيو الاسكندريه بتحريض من البابا ثيوفيلوس بابا الاسكندريه بتدمير معبد السرابيون الوثني وبناء كنيسة فوق أنقاضه. ولكن تدمير السرابيون لم يطل مكتبته وذلك في الغالب لاحتوائها على العديد من أمهات الكتب المسيحية واليهودية بالإضافة للكتب العلمية الأخرى والتي كانت محل اهتمام العديد من العلماء الوثنيين والمسيحيين على السواء. وحتى نهاية القرن السادس الميلادي نجد العديد من الإشارات التاريخية لوجود مكتبة السيرابيوم في الاسكندرية، ومن تلك الإشارات وصف الفيلسوف السكندري امونيوس لتلك المكتبة ولما حوته من كتب، مثل نسختيّن لكتاب المصنفات لارسطو.

وبعد احتلال العرب للاسكندريه في 22 ديسمبر عام 640 م. وتدمير أسوار المدينة ونهبها، حدث أن تعرف عمرو بن العاص على عالم لاهوت مسيحي طاعن في السن يدعى يوحنا فيلوبونوس (تلميذ الفيلسوف السكندري امونيوس السابق ذكره، وهو معروف لدى العرب باسم يحيى النحوي، وقد ساهمت كتاباته إلى حد كبير في نقل الثقافة الإغريقية للعرب). وبعد العديد من الجدالات الدينية بين يوحنا وعمرو بخصوص التثليث والتوحيد وألوهية السيد المسيح طلب يوحنا من عمرو الحفاظ على الكتب الموجودة في مكتبة الاسكندريه لأن، حسب قول يوحنا، "بخلاف مخازن وقصور وحدائق المدينة، فإن تلك الكتب ليست ذات فائدة لعمرو أو لرجاله". حينئذ استغرب عمرو وسأل عن أصل تلك الكتب وفائدتها، فسرد له يوحنا قصة مكتبة الاسكندريه منذ تأسيسها على يد بطليموس الثاني. ولكن عمرو بن العاص رد عليه قائلا أنه ليس بإمكانه التصرف دون أخذ مشورة عمر بن الخطاب. فكتب بن العاص خطابا لبن الخطاب يستشيره في أمر المكتبة والكتب. بينما كان يوحنا وعمرو في انتظار الرد، أذن الأخير ليوحنا بزيارة المكتبة برفقة تلميذه الطبيب اليهودي فيلاريتيس (وهو مؤلف كتاب طبي عن النبض وهو الكتاب المنسوب خطأً ليوحنا فيلوبونوس). وبعد عدة أيام أتى رد عمر بن االخطاب والذي قرأه وترجمه عمرو بن العاص على مسمع كلا من يوحنا وفيلاريتيس، وفيه ما معناه: "...وأما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة بنا إليها". وهكذا أمر عمرو بن العاص بتوزيع الكتب على حمامات الاسكندريه لاستخدامها في إيقاد النيران التي تُبقي على دفء الحمامات. ويذكر المؤرخ المسلم القفطي في كتابه تراجم الحكماء أن إحراق تلك الكتب قد استمر لما يقارب الستة أشهر، وأن الكتب الوحيدة التي نجت من الحريق كانت بعض كتب الفيلسوف الإغريقي ارسطو وبعض كتابات اقليدس الرياضي وبطليموس الجغرافي. ورواية إحراق العرب لكتب مكتبة السيرابيوم كما ذكرها القفطي مذكورة أيضا في كتب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار لشيخ المؤرخين المصريين تقي الدين لمقريزي، والفهرس لابن النديم، وتاريخ التمدن الإسلامي لجورجي زيدان. كما يؤيد ابن خلدون في كتابه مقدمة ابن خلدون رواية إحراق العرب لمكتبة الإسكندرية وذلك بالنظر لسلوك العرب في نفس العصر، ومن أمثلة ذلك السلوك إلقاء سعد بن أبي وقاص لكتب الفرس في الماء والنار، وذلك بناء على أمر عمر بن الخطاب الذي بعث لبن أبى وقاص قائلا "إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله باهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله".
( حريق مكتبة الإسكندرية ... من أجل الحقيقة والمنهج العلمي ! )

( كتب الدكتور نبيل شرف الدين أبو ستيتة ، مقالا يطعن فيه على الخليفة الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه ، وكانت أدوات هذا الدكتور ، مجموعة من النفايات التي بثتها بقايا الحروب الصليبية ، وأحقاد تغلي في قلوب أحبابه بعض متعصبي الأقباط ، وبعض كتب التأريخ التي لا سند فيها ولا توثيق !

ثم جاء كثير من الشيعة يهرعون كالرخم وقد تجمعوا ناصرين ومؤيدين - للأسف - هذه الكتابات التي صادقت هوى بل مرضا في قلوبهم ، فكانوا كطيور الرخم هوت على الجيف والمزابل ، أعلى الفاروق يا شيعة تتآمرون ؟! )

( لله ... ثم للحقيقة والتاريخ )

نص الرد على مزاعم الدكتور من موقع هجر :

طال النقاش ، ودار واستدار ، بعيدا عن التحقيق العلمي ، ثم أراه نزل للمهاترات !

كتبت ردا على ما يقوله الدكتور نبيل شرف الدين ، عبارة عن شهادات من قبل بعض المستشرقين ، ورايت الدكتور قد أنزعج منها ، ولم يرضى بإراد تلك الشهادت التي زعم أننا لا نقبلها منه لو أتى هو بها .

ولذلك وبعد طلبنا الملح بأن نرجع جميعنا للمنهج العلمي والتوثيق التاريخي ، طالبت الدكتور نبيل شرف الدين بأن يظهر مصادره الأصلية ، أو أن يأتي بسند الحكاية .

وتفضل الدكتور مشكورا بتقديم مصادره ( هناك فرق بين المصادر والمراجع ! ) وعلى ذلك سوف نقيّم تلك المصادر التي قدمها الدكتور :

وستكون مناقشتنا لرواية ( حريق مكتبة الإسكندرية ) من خلال ما يلي :

* أولا : تحقيق مصادر القصة والبحث في سندها .

أحال الدكتور نبيل قصته إلى :

- أبو الفرج المعروف بابن العبري !

- وعبداللطيف البغدادي !

وكانت هذه الإحالة بمثابة مصادر موثقة اعتمد عليها الدكتور في نسبة حادث الحريق إلى عمربن الخطاب رضي الله عنه .

ونحن نثير هنا مجموعة من التساؤلات :

* متى حصلت حادثة الإحراق المزعومة ؟

الجواب : عندما فتحت مصر سنة ( 642م ) بقيادة عمرو بن العاص .

* من هو أقدم مؤرخ ذكر تلك الحادثة ؟

الجواب :

- المؤرخ ابن العبري : غريغوريس أبو الفرج بن هرون ، كان أبوه يهوديا تنصر ، ولد سنة ( 1226 - وتوفي سنة 1286م ) في مدينة مراغة من أعمال أذربيجان .

نصب أسقفا لليعاقبة ، في مدينة حلب ، وإلى ارتقى إلى رتبة ( جاثليق ) على كرسي المشرق سنة 1264م .

- المؤرخ عبداللطيف البغدادي : ولد سنة ( 1162 - 1231م )

- المؤرخ علي بن يوسف بن ابراهيم القفطي : ولد سنة ( 1172 - 1248م ) .

وعليه نقول :

* إن إحراق المكتبة المزعوم تم سنة ( 642م ) ، وأقدم مؤرخ عربي ذكرها كان ما بين ( 1172 - 1248م ) !

يعني ذلك أنه بين حادثة الإحراق وأقدم تأريخ عربي للحادثة تقريبا ( 606 ) سنوات !!!

( المنهج العلمي وتطبيقاته على حادثة الإحراق )

ونحن هنا نتساءل :

- بحجم هذه الحادثة الفضيعة والخطيرة ، والتي تتوافر جميع مقومات التأريخ لها وفيها ، لا نجد من يؤرخها إلا بعد 606 ) سنوات ؟!

ولذلك نحن مضطرون لتطبيق المنهج العلمي التاريخي على هذه الحادثة من خلال هذه المصادر ... ولذلك نقول :

هناك إنقطاع رهيب ومخيف بين وقت الحادثة والتأريخ ، وهذا يدعونا لأن نتساءل :

* هل كان ابن العبري والقفطي والبغدادي ، ممن شاهدوا الحادثة بأنفسهم وأرخوها ؟

- الجواب : لا .

* ما هو المصدر الذي أستقى من هؤلاء تلك الحادثة ، بحكم الفترة الرهيبة بين حادثة الإحراق وبين تأريخهم لتلك الحادثة في كتبهم ؟

- الجواب :لا يوجد مصدر منصوص عليه ، بل رجح كثير من أهل الاختصاص في البحث أنهم أخذوا معلوماتهم من مصدر مجهول ضائع معاد للمسلمين .



* إذن لم يعتمد هؤلاء على مشاهدة عينية ، ولا على مصادر معتمدة ، فلا بد من أنهم نقلوا تلك الحادثة عن طريق سند متسلسل بالثقات ، يحدث بعضهم بعضا حتى منتهى وقوع الحادثة ، ونحن دورنا البحث في سلسلة السند وتمحيصها ، فما هو سند تلك الرواية التاريخية ؟

- الجواب : لا يوجد أي سند لهذه الرواية قدمه أحد من هؤلاء !

وبعد ذلك كله .... نقول :

* هل يبقى قيمة علمية أو منهجية أو تاريخية ، لتلك الرواية ؟

- الجواب : لا ... بكل تأكيد ، لأنها لم تتوفر فيها أقل درجات التوثيق التأريخي ، فلا مشاهدة عينية ، ولا اعتماد على مصدر موثق أو منصوص عليه ، ولا إسناد للحكاية !

فأي قيمة لمثل تلك الرواية ؟!



* ثانيا : دلالات حول القصة من وجهة مختلفة .

مما يؤسف له أن يصر دكتور ( أكاديمي حاصل على ماجستير ودكتوراه ) على تلك الحادثة ولما يكلف نفسه أقل جهد علمي أكاديمي من أجل الشهادة التي يحملها !

في البدء ماذا كان ؟

في البدء قالت تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة :

( ان هذا الانحطاط الفكرى السادر يبين مدى الحاح الغرب على الصاق الاحكام المسبقة الظالمة بالعرب، ومدى استمتاعة غيا بتزييفة لحقاق التاريخ ، متفننا يخرق ماشاء من المحال ، سخيا

بتفاصيل لاأساس لها سوى الخيال ، بحيث تدفن الحقائق التاريخية كما يود البعض فيما يبدو

الى أبد الابدين دفنا ، على الرغم من تعدد محاولات فرادى المؤرخين المنصفين ،كشف ذلك

الزيف المبين . اننا في عام 1989 نرى القوم في المانيا يغضون النظر عن الحقائق التاريخية

السافرة لكل ذى عينين ، ويروجون من جديد ، في رضا وقتناع ، واستنكار أخلاقى ، خرافية

الحرق الهمجى للتراث الانسانى ، والتى اختلقها وروج لها روح الحروب الصليبية في القرن

الثالث عشر الميلادى ، حيث زعم أحد النصارى العرب أن عمرو بن العاص حرق المكتبة

التى كانت في قيصرية بالاسكندرية ، ولايخجل القوم هنا من افتئاتهم على خليفة المسلمين عمر

بن الخطاب المشهود له بأنه من، أعظم مؤسسى الدول ، وأجلهم قدرا وكفاءة وعبقرية ، ويتهمونة

بالسذاجة وضيق الافق ، والجهل الذى لاجهل بعدة .

ان تلك الكلمة المنسوبة ظلما الىعمر ،المعروف بثاقب نظرة ، تدل على جانب كبير من بلادة

الذهن ... )

( الله ليس كذلك - ص65 ، تحت فصل بعنوان : حريق مكتبة الإسكندرية الكبرى )

بهذه الكلمات الرائعة من تلك المستشرقة أبدا حديثي مع الدكتور نبيل شرف الدين .

كما مر يا دكتور ، تبين لك علميا - إن كنت بعيدا عن تأثير الحروب الصليبة - أنه لا قيمة لتلك الرواية التي لا سند لها ولا مصدر !

ولكن ... دعنا ندردش قليلا في تلك الحادثة من وجة آخر :

يذكر ( بتلر ) : أن يوحنا - الذي ينسب له ابن العبري هذه القصة - هذا مات قبل الفتح الاسلامي لمصر بثلاثين أوأربعين سنة .

ولو كانت الرواية صحيحة ، لذكرها ( أوتيخا ) المؤرخ المعاصر للفتح الاسلامي لمصر ، والذي وصف فتح مصر باسهاب .

ــ الأولى سنة 48 ق.م على أثر احراق أسطول يوليوس قيصر .

ــ والثانية في عهد القيصرتيودوسيس ، وذلك سنة 1391م ، فنسجت هذه الرواية على منوال

الحريقين السابقين .

زار ( أورازيوس ) الإسكندرية في أوائل القرن الخامس الميلادي ، فذكر أن رفوف المكتبة خالية

من الكتب عند زيارته ( ينعق فيها البوم ) بعد أن نال الأمر الامبرطوري باتلافها .

تقول الدكتورة زيغريد هونكة :

( الحق الذى لامراء فيه أن المجتمع العلمى ،الذى ضم أكاديمية الاسكندرية التى شيدها الملك بطليموس

الأول سوتر عام 300 ق.م. كان مصدر اشعاع علوم الاغريق الهلينية ،بمكتبتة الضخمة التى حوت

قرابة مليون مخطوطة ،قيل انها جمعت كل ماكتب باللغة اليونانية على أن ذلك المجمع العلمى الشامل لكافة أنواع العلوم والمعارف وقتذاك كانت السنة النيران قد أتت علية عام 47 ق م. ، ابان

حصار قيصر للاسكندرية ، ثم ان كليوباترة أعادت تشيد المكتبة وتزويدها بعدد لايستهان به من

المخطوطات من مكتبة برجمانون المصرية .

على أن القرن الثالث الميلادى كان بداية التدمير المخططة :

ــ فترى القيصر كار اكلا يلغى الاكاديمية ويحلها ،ويسفك دماء علمانها فى مذبحة وحشية فظيعة ...

ــ كما أن البطريرك النصرانى عام 272 يغلق المجتمع ويشرد علماه آمر بحرق ( مؤلفات الكفرة )

فيبيدها المشتعلون حماسا دينيا من النصارى ...

وفى عام 366 يحول القيصر فالنس ( السيزار يوم ) الى كنيسة وينهب مكتبتة ويحرق كتبها ، ويضطهد فلاسفتة ويلاحقهم بتهمة ممارسة السحر والشعوذة ...

وفى عام 391 ـــــ مواصلة استئصال شأفة الكفرة ــ أى غير النصارى ـ يفلح البطريرك ثيوفيلوس

فى الحصول على اذن القيصر ثيودوزيوس لهدم ( السرابيوم ) كبرى الأكاديميات وآخرها ،وموئل

حكمة العصور القديمة ،والقبلة الذائعة الصيت يحج اليها طالبو الحكمة من كل صوب ،ويترك

مكتبتها بما حوتة من ثلاثمائة ألف مخطوطة نهبا للنيران ،قرير العين بتشييده ديرا وكنيسة على

أنقاضها....

ـ أما ما نجا ومن نجا فقد أمسى غرضا لعصابة نصرانية من الغلاة المراهقين انتشرت في القرن

الخامس الميلادى تولت مواصلة نصرانية تدمير علوم الكفرة وفلسفتهم وتحطيم مراكز ثقافتهم وآثارهم ومكتباتهم والهجوم على علمائهم ، كما اعترف بذلك في وقاحة ودون خجل سيفروس الأنطاكي - الذي صار فيما بعد بطريرك القبط وكذا صديق له .

هكذا نرا أن المكتبات القديمة في مصر جميعا لم يكن لها أى وجود أيام دخول العرب الاسكندرية

عام642 .

فما بالك بزعم الغرب أن رماد الجمر المتبقى من حرق مئات الآلاف من المخطوطات الاغريقية

التى ضمتها مكتبة الموسيون ، والتى كانت كبرى المكتبات المحتوية على ذخائر الآداب القديمة

والتى حرقها العرب كما يصر الغرب في زعمة ــ قد استغله العرب وقودا في الحمامات العامة

طوال ستة أشهر ‍‍!!! ) .

( الله ليس كذلك - ص65 ، تحت فصل بعنوان : حريق مكتبة الإسكندرية الكبرى ) .

قال البروفيسور ألفرد بتلر : ( لايمكن الشك بهذه المسألة أكثر من هذا ) .

قال ( غوستاف لوبون ) :

( وأما إحراق مكتبة الإسكندرية المزعوم فمن الأعمال الهمجية التي تأباها عادات العرب المسلمين .. ولا شيء أسهل من أن نثبت بما لدينا من الأدلة الواضحة أن النصارى هم الذين أحرقوا كتب المشركين في الإسكندرية قبل الفتح العربي الإسلامي ) .

( حضارة العرب - 213 )

وقال ( ريسلر ) :

( اعتبر حريق الإسكندرية أسطورة ) ( حضارة العرب - 101) .

المؤرخ الإنجليزي الكبير - نقلا عن العقاد - إدوراد جيبون ( GIBBON) صاحب كتاب

( الدولة الرومانية في انحدارها وسقوطها ) يسرد ويعقب على حادثة مكتبة الإسكندرية المزعوم :

( أما أنا من جانبي فانني شديد الميل إلى انكار الحادثة وتوابعها على السواء ، لأن الحادثة لعجيبة في الحق كما يقول مؤرخوها ، إذ يسألنا هو أن نسمع ما جرى ونعجب !

وهذا الكلام الذي يقصه أجنبي غريب يكتب على تخوم ميدية بعد ستمائة سنة يوازنه ويرجح عليه لا شك سكوت اثنين من المؤرخين كلاهما مسيحي ومصري ، وأقدمهما البطريق يوتيخيوس الذي توسع في الكتابة عن فتح الاسكندرية .. )

والدكتور الفرد بتلر المؤرخ الانجليزي الذي أسهب في تاريخ فتح العرب لمصر والاسكندرية يلخص الحكاية وينقضها ، ثم يأتي بأدلة قوية وتاريخية في نسف القصة من أصلها !

والمستشرق ( كازانوفا ) يسمى الحكاية اسطورة ، ويقول إنها نشأت بعد تاريخ الحادثة بستة قرون !



يقول الأستاذ العقاد :

( من جملة هذا العرض لآراء نخبة من الثقات في هذه المسألة يحق لنا أن نعتقد أن كذب هذه الحكاية أرجح من صدقها ، وأنها موضوعة في القرن الذي كتبت فيه ولم تتصل بالأزمنة السابقة بسند صحيح ، وربما كانت مدسوسة على الرواية المتأخرين للتشهير بالخليفة المسلم ! )

( عبقرية عمر - 207 ) .



* ثالثا :ماذا عن الغرب والنصارى .

في المقابل الذي نجد فيه الدكتور متحمس في إثبات هذه الشنيعة على الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه ومعه للأسف كثير من الشيعة ، نجده يسكت عن الفضائع الموحشة للكنسية والغرب من العلم والعلماء !

قال ( كوندي ) في تاريخه :

( إن مسيحي إسبانية لما استولوا على قرطبة حرقوا كل ما طالت إليه أيديهم من مصنفات المسلمين ، وعددها مليون وخمسون ألف مجلد ، وجعلوها زينة وشعلة في يوم واحد ، ثم رجعوا على سبعين مكتبة في الأندلس ، وأنشأوا يتلفون كل ما عثروا عليه في كل إقليم من مؤلفات العرب ) .

وقال المؤرخ الغربي ( ربلس ) :

( إن ما أحرقه الإسبانويون من كتب الإندلسيين بغغ الف ألف وخمس آلاف مجلد )

وذكر المؤرخون الغربيون أن الكردينال ( إكسيمينس ) أمر بإحراق ثمانين ألف مجلد في ساحات غرناطة عقيب استيلائهم عليها ، وإنهم قبضوا على ثلاث سفن قاصدة مراكش تقل ما عز على المسلمين أن يخلفوه وراءهم من أسفارهم ، فألقوها في صر الإسكوريال ثم لعبت فيها النيران !

( الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين - 124 ) .

* رابعا : كتب ينصح بالاطلاع عليها .

هناك مئات النصوص الفاجعة والمفجعة والمفجوعة ، أجد نفسي كسولة عن نقلها ، ولكني أحيل عليها للرجوع إليها :

* ( الوثنية والمسيحية ) ألكسندر كرافتشوك .

نبذة عن الكتاب :

( يتلكم عن أحداث الاسكندرية ، من حرق وقتل ونهب قام به البابوات ورجال الدين ، يتحدث عن مجازر يصعب أن تستمر في اكمالها ، ويتكلم بعد ذلك عن تأثر المسيحية بالعقائد الوثنية )

* ( المسيحية والسيف ) المطران " برتولمي لاس كازاس " .

( وثائق إيادة هنود القارة الأمريكية على أيدي المسيحيين الإسبان ، بقيادة رجال الدين ... أفضع ما في الكتاب أنه رواية شاهد عيان ) .

* ( على خطى الصليبيين ) " جان كلود جويبر " .

( كتاب يصف المذابح والمآسي التي حصلت تحت راية الإيمان وباسم الرب يسوع المخلص ) .



* خامسا : ملحق للفصل الكامل من كلام الستشرقة الألمانية .

الكتاب : ( الله ليس كذلك ) .

الفصل : ( حريق مكتبة الإسكندرية الكبرى ؟!) .

( هذه الفرية المزيفة للتاريخ والتى لايراد لها أن تمحى أبدا ...

على الرغم من تكرار تأكيد زيفهاـ تنشرها قبل عام واحد مرة أخرى جريدة يومية المانية كبرى

فتقول :(عندما زحف جيش المقاتلين لنشر العقيدة فى حملتة الاحتلالية العاصفة بقيادة عمرو ابن

العاص ، فتح مصر، واقتحم الاسكندرية ، أمر بحرق مكتبتها العتيقة ـ مكتبة موسيون ـ ومابها من

سبعمائة ألف مخطوط ، وأن تتخذ وقودا فى الحمامات ‍‍‍! فأفى بذلك تراث الانسانية العريق ، الذى

تركة لنا الاغريق، وقد قيل انة حينئذ أمر الخليفة عمر (بكلمتة الساذجة وفكره المحدود ) والذى قال:

اما أن يكون فى تلك المخطوطات علم مطابق لما فى الكتاب الذى لاكتاب سواه ـ فاذن لايكون فيها

غناء، ولاداعى لحفظها ، واما أن يكون مافيها مخالفا للقران فيجب حرقها، فالاسلام لايسمح أن يكون هناك سوى كتاب واحد مدون كتاب الكتب أى كتاب الله ،الذى ليس سوى القران".

ما للعرب وذلك الافناء البربرى لتلك المعرفة التى لايكون ايجاد بديل يستعاض به عنها ؟ مالهم

ولذلك التدمير الذى لايزال القوم هنا حتى اليوم هنا حتى اليوم يلحون علية لاثارة النفسوس بغضا

وصب الحقد الوقح قسوة وازدراء ،على أولئك الأجلاف المستخفين بقيم الانسانية النفسية احتقار؟.

الحق الذى لامراء فيه أن المجتمع العلمى ،الذى ضم أكاديمية الاسكندرية التى شيدها الملك بطليموس

الأول سوتر عام 300 ق.م. كان مصدر اشعاع علوم الاغريق الهلينية ،بمكتبتة الضخمة التى حوت

قرابة مليون مخطوطة ،قيل انها جمعت كل ماكتب باللغة اليونانية على أن ذلك المجمع العلمى الشامل لكافة أنواع العلوم والمعارف وقتذاك كانت السنة النيران قد أتت علية عام 47 ق م. ، ابان

حصار قيصر للاسكندرية ، ثم ان كليوباترة أعادت تشيد المكتبة وتزويدها بعدد لايستهان به من

المخطوطات من مكتبة برجمانون المصرية .

على أن القرن الثالث الميلادى كان بداية التدمير المخططة :

ــ فترى القيصر كار اكلا يلغى الاكاديمية ويحلها ،ويسفك دماء علمانها فى مذبحة وحشية فظيعة ...

ــ كما أن البطريرك النصرانى عام 272 يغلق المجتمع ويشرد علماه آمر بحرق ( مؤلفات الكفرة )

فيبيدها المشتعلون حماسا دينيا من النصارى ...

وفى عام 366 يحول القيصر فالنس ( السيزار يوم ) الى كنيسة وينهب مكتبتة ويحرق كتبها ، ويضطهد فلاسفتة ويلاحقهم بتهمة ممارسة السحر والشعوذة ...

وفى عام 391 ـــــ مواصلة استئصال شأفة الكفرة ــ أى غير النصارى ـ يفلح البطريرك ثيوفيلوس

فى الحصول على اذن القيصر ثيودوزيوس لهدم ( السرابيوم ) كبرى الأكاديميات وآخرها ،وموئل

حكمة العصور القديمة ،والقبلة الذائعة الصيت يحج اليها طالبو الحكمة من كل صوب ،ويترك

مكتبتها بما حوتة من ثلاثمائة ألف مخطوطة نهبا للنيران ،قرير العين بتشييده ديرا وكنيسة على

أنقاضها....

ـ أما ما نجا ومن نجا فقد أمسى غرضا لعصابة نصرانية من الغلاة المراهقين انتشرت في القرن

الخامس الميلادى تولت مواصلة نصرانية تدمير علوم الكفرة وفلسفتهم وتحطيم مراكز ثقافتهم وآثارهم ومكتباتهم والهجوم على علمائهم ، كما اعترف بذلك في وقاحة ودون خجل سيفروس الأنطاكي - الذي صار فيما بعد بطريرك القبط وكذا صديق له .

هكذا نرا أن المكتبات القديمة في مصر جميعا لم يكن لها أى وجود أيام دخول العرب الاسكندرية

عام642 .

فما بالك بزعم الغرب أن رماد الجمر المتبقى من حرق مئات الآلاف من المخطوطات الاغريقية

التى ضمتها مكتبة الموسيون ، والتى كانت كبرى المكتبات المحتوية على ذخائر الآداب القديمة

والتى حرقها العرب كما يصر الغرب في زعمة ــ قد استغله العرب وقودا في الحمامات العامة

طوال ستة أشهر ‍‍!!!

ان هذا الانحطاط الفكرى السادر يبين مدى الحاح الغرب على الصاق الاحكام المسبقة الظالمة بالعرب، ومدى استمتاعة غيا بتزييفة لحقاق التاريخ ، متفننا يخرق ماشاء من المحال ، سخيا

بتفاصيل لاأساس لها سوى الخيال ، بحيث تدفن الحقائق التاريخية كما يود البعض فيما يبدو

الى أبد الابدين دفنا ، على الرغم من تعدد محاولات فرادى المؤرخين المنصفين ،كشف ذلك

الزيف المبين . اننا في عام 1989 نرى القوم في المانيا يغضون النظر عن الحقائق التاريخية

السافرة لكل ذى عينين ، ويروجون من جديد ، في رضا وقتناع ، واستنكار أخلاقى ، خرافية

الحرق الهمجى للتراث الانسانى ، والتى اختلقها وروج لها روح الحروب الصليبية في القرن

الثالث عشر الميلادى ، حيث زعم أحد النصارى العرب أن عمرو بن العاص حرق المكتبة

التى كانت في قيصرية بالاسكندرية ، ولايخجل القوم هنا من افتئاتهم على خليفة المسلمين عمر

بن الخطاب المشهود له بأنه من، أعظم مؤسسى الدول ، وأجلهم قدرا وكفاءة وعبقرية ، ويتهمونة

بالسذاجة وضيق الافق ، والجهل الذى لاجهل بعدة .

ان تلك الكلمة المنسوبة ظلما الىعمر ،المعروف بثاقب نظرة ، تدل على جانب كبير من بلادة

الذهن ؛ فما أطلق المسلمون قط على القران تلك التسمية : ( كتاب الكتب ) وهى التسمية التى

تطلقها النصرانية على الانجيل أخذا عن اليونانية ، وهى الاسلوب المميز لآباء الكنيسة فى التفكير

والتعبير وتظهر مناقضتها للحقائق التاريخية من ثلاثة أوجه :

1ـ أمرالاسلام بتدوين القران ( الكتاب ) فحسب ، فكان في البدء ثمة كتاب واحد منزلا وحيا، بالرغم

من أن النبى أوتى مثله معه ، السنه ، وذلك لتفصيل مجمله وبيانه .

2ـ ان سيرة الخليفه عمر نفسها تناقض هذا الجهل وعدم السماحة اللذين نسبتهما الية تلك المقولة الظالمة المختلفة : فهو نفسة الذى أملى نص المعاهدة أوالعهد مع كافة البلدان المفتوحة : والتى التزم

وفقا لها قائد جيوشه عمرو بن العاص بألايخرب أرض القطر المستسلم ولا زرعه ولا يستبيح ماله

أوعرضة أودمة ، بناء على تنبيهات الرسول ووصاياه التى تحرم السلب والنهب ـــ وهو النص نفسة

الذى أملاه الخليفة عمر في عهد الأمان الذى عقدة مع البطريرك البيزنطى المقوقس في الاسكندرية ،

وهو عهد تتضاءل الى جانب عظمته وحكمتة وسماحته كل عهود الأمان واتفاقيات السلام قبله وبعده

وتتوارى في ظلمه خجلا ... ويحفظ العهد القديم ــ سفر التثنية الاصحاب السابع من: 5ــ 16 وصايا

موسى الى قومه في خروجهم قبل ألف وثمانمائة عام من مصر الى كنعان ، وبالمصادفة في الاتجاه

المعاكس لاتجاه عمرو فيقول : ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون

سواريهم وتحريقون تماثيلهم بالنار ... وتأكل كل الشعوب الذين ( يهوه ) الهك يدفع اليك . لاتشفق عيناك عليهم ) أجل :على : العكس من ذلك نجد عهد الأمان العربي الذى أملاه الخليفة عمر يسرى

على كافة الذميين ،والذى التزمه القائد عمرو بن العاص كذلك مع بطريرك الاسكندرية ( المقوقس )

المذكور : يسرى هذا العهد على جميع الرعايا النصارى وقسسهم ورهبانهم وراهباتهم ،ويعطيهم الأمان لأنفسهم حيث كانوا ولكنائسهم ومساكنهم وأماكن حجهم والسماح لهم بزيارتها...."

3ـ كان عمر على معرفة تامة بحرص الرسول وحثه على طلب العلم ، ذلك حتى يجد كل مسلم

في طلب العلم ، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة ،وكان الرسول أسوة حسنة للصحابة والتابعين!فهو الذى حث على طلب العلم ولو من فم الكافر ،ولوبالصين .

ازاء هذه السماحة والانفتاح العالمى للغرف من المعرفة ، مهما كان مصدرها ،تتضح بلاهة الادعاء

المخترع للأمر بحرق الكتب ، بحجة أنة ان ( كان فيها ما يوافق كتاب اللة فلا حاجةالية ) !!!

وعى المسلمون طلب النبى اليهم مسارعين العلم اخلاصا وشغفا ، وقد جاء في القرآن (وقل ربي زدني علما ) سورة طه الآية أربع عشرة ومائة .

والاسلام يشكل الحياة منذ النشأة حتى في المنتهى في كافة المجالات ، غير غافل عن أى من تفاصيلها، وهو نفسه الذى أصدر أولى تعاليمة الى كل انسان للسعى الى طلب العلم .

أية أعباء ألقيت على عاتق الدولة الوليدة ! وأى فقة على كل عاقل مكلف أن يلم بة ليؤدى الفرائض

اليومية ؟ الصلوات وأحكامها وأركانها والصوم والافطار والقبلة وغير ذلك مما يتطلب الماما فلكيا ومعرفة بالقياس والحساب ومايتعلق بذلك .....

لاشك أن العبادات والفرائض أوالواجبات اليومية التى يحرص على أدائها المؤمن المكلف لاتكاد تحصى : مثلا الطهارة والتطهير ، وعلاج المرضى والوقاية لمنع انتشار الأوبئة بين ملايين الناس

فىالمدن ،والبحث عن أدوية جديدة ناجعة في العلاج ،والدأب على تطويرها أو تحسين صنعها وانتاجها ، وطريقة استخدامها وتبيين آثارها....

كل ذلك مرتبط بلا شك بالتزام المسلم للشرع ، أوما أمره به النبى من السعى في طلب العلم .

وأن ( الساعى في طلب العلم فهو سبيل الله حتى يرجع ) و( أن مداد طالب العلم يعد عند الله دم الشهيد ) .

ان هذه الطريقه التى شقها محمد والاسلام ، والمباينه تماما لطريق النصرانيه ، انما مكنت العرب من

ارتياد المسالك والممالك وتقحمها ، فحققوا سبقا أكيدا مابين خمسة قرون الى ستة ، مخلفين أوربا تلهث آنذاك وراءهم .. وأنى لها غير ذلك وقد اقتدت بقول بولص (لأن حكمة هذا العلم هى جهالة

عند الله .. والرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة ) .

ألم تكن هى التى أدانت الرغبة في طلب المزيد من العلم حتى ان آباء الكنيسة حاربوا العلم والبحث

بحجة أن ذلك ( يجعلهم يتردون في الخطيئة ) مرددين بذلك ماأكده لهم تولليان حيث رغم أنه ( بعد مجيء عيسى ) لايحق لهم ( أن يكونوا محبى استطلاع أو أن يبحثوا في العلوم ! ففي الانجيل

الكفاية ) وأن يكتفوا بالرجوع الى الوحى الانجيلى ، فهو وحده القادر على تزكية الروح وشرحها .

وعكس ذلك في زعمهم صحيح : أى أن المرء ـــ يضل ويسىء استخدام قوى العقل اذن أن تحتم على

الغرب الانتظار طويلا ، حتى تبدأ طيرانها في الغسق بومة منيرفا ، وكانت قبل ذلك بقرون قد حذقت

الطيران في آفاق الشرق مع السحر ، حيث تبين للعرب الخيط الأبيض من الأسود من الفجر )

انتهى كلام المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wessam.gid3an.com/
جيجيك
عضو جديد
عضو جديد
جيجيك


عدد المساهمات : 6
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

حريق مكتبة الاسكندريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حريق مكتبة الاسكندريه    حريق مكتبة الاسكندريه  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 05, 2011 6:06 pm

موضوع هايل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حريق مكتبة الاسكندريه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ندوة الدكتور مصطفى السيد في مكتبة الاسكندريه
» مكتبة الإسكندرية تطلق اكبر مكتبة رقمية عربية على الانترنت
» وقفة مع حريق دولة الصهاينة
» مكتبة كتب التاريخ القديم الالكترونية
» مكتبة الكتب التاريخية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي :: تاريخ العالم القديم Ancient World History-
انتقل الى: