ماذا أحكي عنك و ماذا أحكي عن نفسي...

ماذا أحكي عنك و ماذا أحكي عن نفسي...

لقد أتيت في هذا الصباح الماطر تجرين خناجرك و سيوفك، تقتفين اثر الجريح لتجهزي عليه ربما لن تجدي فيه نقطة دم فقد

كان كلامك في الليلة السابقة كفيل بأن ينزع منه كل أثر للحياة.

أتيت بعدما خنقت ذاكرتك و معها أحلامي التي كنت أظنها أحلامك أيضا ، أتيت بعدما كنا هيئنا حقائب السفر و تصفحنا جوازاتنا

و ضحكنا على صورنا و حلمنا بالمطارات التي سوف تلامسنا و الجزر التي سنستريح فيها .

كنت باردة كطوب الصباح و تافهة كوعودك، لم تكن عيناك سوى نوافذ زجاج لبيوت مظلمة، لم تكن وجنتاك إلا روابي متكلسة

خلفتها براكين غابرة لم تكن شفتاك سوى فوهات مدافع موجهة إلى قلبي لتطلق عليه أحدت ما عندك من ذخيرة.

كأنك لم تعرفيني قبلا و لم تأتيني يوما محملة بهموم الدنيا لتلقيها بين اذرعي و تذرفي دما و دمعا على قميصي الحريري و

تمسكي أطراف أصابعي و تدلكين بها جبهتك لتطردي صداعك المزمن.

أين ذهب ذلك الشوق الذي يسكن عينيك و تلك اللهفة القابعة وراء كل نظراتك و لفتاتك، ما بالك تمسكين بعصبية حقيبة يدك،

هل تبحثين لي عن موته رفيقة تصبغي بها كلماتك؟ هيا صوبي و دوسي بكل مبرراتك و تعليلاتك على الزناد، فالجريح ليس

محتاج لكل هاته الطقوس ليموت و لو نظرت إلى الأرض لاصا بك الفزع من برك الدم التي تغرقني إلى الركبتين.

لا تتصنعي الحزن ، فلن تفيدني آهاتك في شئ فهي لن تحييني ولن تنفث الروح في أحلامي التي بددتها بصغر حجمك و تفاهة

وعودك.

مــاذا أحــكــي عـــن نفـــســي؟؟؟

كل شيء في حياتي كان يمر عبر موانئك ، فالفرحة لا بد أن تصل إلي بعد أن تأخذ من لون عينيك، و الحزن ينبغي أن يشرب

من دموعهما، لم يكن شيء مهم و لا واجب إلا حبك هو زادي ووجهتي هو ملجئي و قبلتي، لم أتخيل حياة بدونك و حتى و إن

رأيتها لن أعرفها، و كأن النساء اللواتي تزخر بهم مقابر قلبي لم يكن نساء و عطرهن لم يكن عطرا و قبلاتهن كانت لسعا و

لدغا.

هل كان حبك عقابا لذيذا؟

أم دينا جديدا تملك نفسي و جوارحي، جاهدت في سبيله ،سافرت في دهاليزه ولم أتألم من رايته المرشوقة في أحشائي، كم

جادلت دفاعا عنه و خضت في فقهه و تعاليمه و كم تحملت أذى الكافرين به و الجاحدين لنعمه، و عندما حلقت شعري و

أحرمت و جئت أشكوك ظلمك سقطت أمام مذبحك و انهار علي معبدك فمت غريبا عن مرفأ أحلامي...

بل كان مرضا نادرا شل جسدي و فكري، تغلغل بصمت عبر رحيقك ليحولني إلى كائن غريب يعيش على حب وحيد و قدر وحيد

لم يكن مستقبلي متشعب و لا مبهم ،فأنت محطة انطلاقي و طريقي و أنت محطة وصولي،و بعد سفري و عنائي و بقسوتك

ألغيت محطة وصولي و تركتني اركب قطارا يهيم خارج زمن حبك انظر من النوافذ الضيقة فلا أرى سوى ظلمة و صقيعا .

نهضت من مكانك بعدما أجهزت على أضحيتك و سرت بخطى واثقة علقت بعضا من روحي في حذاءك الأسود لكنك لم تنتبهي

،انتظرت أن تتلفتي لم تفعلي و اختفيت وراء الوجوه الكثيرة التي لا اعرفها و لم أحبها كما أحببتك.

بحثت لك عن شبر في مقبرة بقلبي، لكن كل مقابري لم تتسع لزفرة من زفراتك فحنطتك بدموعي و كفنتك بذكرياتي الجميلة تم

صنعت لك صندوقا من حشايا فؤادي ها هو يربض في محرابي آوي إليه في ليلي و نهاري أتلمس بقربه أعماق جروحي.

انـتهـــــــــــ

أعجبنى الأسلوب والكلمات كثيرا

وآلمتنى الفكرة أكثر

لكن على أية حال

شكرا لإبداعاتك المتجددة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

انا سعيد لانها اعجبتك....شكرا دعاء.....

فالانسان عبارة عن ذكريات ..

تطفو احيانا للسطح لتملا حياته بهجة

او حزنا وندما على ما فات.......