حكاية ترفيهيه
البخل بالتطبع
حكى أن رجلاً قال:كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت بيتاً في الفلاة فأتيته,فإذا به أعرابية فلما رأتني قالت:من تكون؟قلت:ضيف,قالت أهلاً ومرحباً بالضيف أنزل على الرحب والسعة,قال:فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت,وماء فشربت,فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت فقال:من هذا؟فقالت:ضيف,فقال:لا أهلاً ولا مرحباً ما لنا وللضيف,فلما سمعتُ كلامه ركبت من ساعتي وسرت فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابية فلما رأتني قالت:من تكون؟ قلت:ضيف,قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف مالنا وللضيف؟ فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني قال: ما هذا؟ قلت:ضيف. فقال مرحباً وأهلاً بالضيف,ثم أتي بطعام حسن فأكلت وماء فشربت ,فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت,فقال :مما تبسمك؟ فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك الأعرابية وبعلها وما سمعت منه ومن زوجته,فقال:لا تعجب إن تلك الإعرابية التي رأيتها بالأمس أختي وإن بعلها أخو امرأتي هذه,فغلب على كل طبع أهله.
ابتسامة اليوم
قالوا: صاد رجل قُنبرةً، فلما صارت في يده قالت: ما تريد أن تصنع بي؟ قال: أريد أن أذبحك وآكلك. قالت: إني لا أُشبع من جوع، وإن تركتني علّمتك ثلاث كلمات هي خير لك من أكلي، أما الأولى فأُعلّمك وأنا في يدك، وأما الثانية فأعلمك وأنا على الشجرة، والثالثة إذا صرت على الجبل. فقال: هاتي. فقالت: لا تلهفنّ على ما فاتك. فتركها وصارت على الشجرة، ثم قالت: لا تُصدقنّ بما لا يكون، ثم قالت: يا شقيّ، لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درّتين هما خير لك من كنز. فعضّ على شفتيه متلهفاً، ثم قال: علميني الثالثة. فقالت: أنت قد أُنسيت الثنتين، فكيف أعلّمك الثالثة؟ ألم أقل لك: لا تتلهفنّ على ما فاتك، ولا تُصدقنّ بما لا يكون؟ أنا وريشي ولحمي لا أكون زنة درّتين، فكيف يكون في حوصلتي ذاك؟ ثم طارت فذهبت.
طبخ بعض البخلاء قدراً من الطعام، وجلس يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب هذا الطعام لولا كثرة الزحام! فقالت امرأته: وأي زحام و ما ثمّ إلا أنا وأنت، فقال : كنت أحب أن أكون أنا والقدر.
كان القاضي أبو يوسف رحمه الله يجلسُ بجانبه رجلٌ فَيُطيلُ الصمت ، فقال له : ألا تتكلَّم ! فقال : متى يُفطِرُ الصائِم ؟ فقال أبو يوسف : إذا غابت الشمس . قال : فإن لم تَغِبْ إلى نصف الليل فضحك أبو يوسف.
قال عثمان بن دراج الطفيلي وكان بخيلاً,مرت بنا جنازة يوماً ومعي ابني وكان في الجنازة أمرأة تبكي وتقول:الآن يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه ولا غطاء ولا وطاء ولا خبز ولا ماء.
فقال إبني:يا أبت إلى بيتنا والله يذهبون.
يدخل إلى طعام لم يُدعَ إليه
مر طفيلي بسكة النخع بالبصرة على قوم وعندهم وليمة فاقتحم عليهم وأخذ مجلسه مع من دُعِي فأنكره صاحب المجلس. فقالوا له: لو تأنيت أو وقفت حتى يؤذن لك أو يبعث إليك قال: إنما اتُّخِذَت البيوت ليدخل فيها ووضعت الموائد ليؤكل عليها وما وجهت بهدية فأتوقع الدعوة، والحشمة قطيعة واطِّراحها صِلَة وقد جاء في الأثر: " صل من قطعك وأعط من حرمك ".
قال أشعب : وُهب لي غلام، فجئت إلى أمي والغلام معي، فقالت: ما هذا
الغلام؟ فأشفقت عليها من أن أقول وُهب لي فتموت فرحاً، فقلت وُهب لي غين،
فقالت : وما غين؟ فقلت : لام، فقالت وما لام؟قلت: ألف، قالت: وما ألف؟
فقلت : ميم، قالت وما ميم؟ قلت: وُهب لي غلام، فغشي عليها فرحاً، ولو لم
أقطع الحروف لماتت.