Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


We Present Wessam The Educational Forum بسم الله الرحمن الرحيم نقدم لكم وسام المنتدي التربوي
 
الرئيسيةFace Bookأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بين الجهاد و الحب..روايه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سامي التلمساني iss.king
الوسام الذهبي
الوسام الذهبي
سامي التلمساني iss.king


الابراج : السمك

عدد المساهمات : 540
تاريخ الميلاد : 17/03/1983
العمر : 41
نقاط : 1372
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
رقم الهاتف الجوال : /

بطاقة الشخصية
تربوي:

بين الجهاد و الحب..روايه Empty
مُساهمةموضوع: بين الجهاد و الحب..روايه   بين الجهاد و الحب..روايه I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 25, 2010 7:50 pm

السلام عليكم وبسم ال

iزملائي زميلاتي..هذه رواية وجدتها فياحد المنتديات فاردتان اشارككم فيها..و الرجو ان تنال اعجابكم..تحكي عن النخوة و الرجولة العربية المتقدة والتي لنتافل ابدا..
لا ادري ان كانت حقيقية او من نسج الخيال...

عندما دخل محمد إلى المنزل الذي استأجره في إحدى المدن العراقية خالطه شعور متناقض لقد كان فرحا بوصوله الى هذه المرحلة ولكن مرهق الجسد ومتعب من السفر الشاق والتسلل الى ارض الرافدين
(لقد نجحت في تحقيق أول خطوة ) قالها محمد في نفسه.
إن هي إلا لحظات حتى بدأ في تذكر شريط حياته منذ بدايتها حتى وصوله إلى المكان الذي يقطن فيه نعم تذكر كلام أهله عن فرحهم بولادة الصبي ذا العينين الخضراوين ثم كلامهم عن بداية حبوه وحركته وكلامه كان حديث أهله حول بدايته يثير اهتمامه
تابع مراجعة شريط حياته فتذكر دخوله المدرسة وتذكر إتقانه ومهارته في كرة السلة حيث كان دائم الاعتقاد أن الله أعطاه ثلاث نعم متميزة (عيونه الخضراء ويده الماهرة في الرمي وعقله المفكر)
ذلك العقل ومع الدراسة والاجتهاد مكنه من التفوق في المراحل الدراسية كلها ومكنه من دخول الجامعة وفي اعلي فرع علمي من حيث المعدل
الجامعة كانت دائما ما تجلب له الذكريات الأليمة
دخل محمد الجامعة وبدا يعيش في أول جو مختلط في حياته كانت توجد في مجموعته عدد كبير من الفتيات لكنه لم يعجب سوى بفتاة تسمى آلاء _طبعا لم يكن وحده من أعجب بها _فآلاء تلك كانت من أجمل البنات الموجودات في الكلية بأكملها وهي من عائلة ثرية و راقية طبعا لم يجرؤ محمد أن يتخذ أي خطوة تجاه آلاء فلم يجرؤ أن يتكلم معها طوال خمس سنوات كاملات واكتفى بمشاهدتها عن بعد وقد تذكر انه لم يتكلم معها خلال 5 سنوات سوى 150 كلمة فقط 100 كلمة منهم صباح الخير مساء الخير وما إلى ذلك
فتح محمد حقيبة سفره وشرع في استبدال ملابسه ولكن عقله بقي يسترجع الماضي ومرحلة ما بعد تخرجه
استرجع ذكريات فشله وخيبته في الحصول على عمل ملائم لشهادته بل العمل الوحيد الذي استطاع العمل فيه كان يبعد عشرات الكيلومترات عن مسكن أهله المتواضع حيث كان ينفق 70 % من راتبه الهزيل على المواصلات فقط

استلقى على السرير وبعدها تذكر بفرح ما حدث له بعد ذلك
لقد زاد التزامه بدينه وأصبح محافظا على الصلاة في المسجد وغدا أحرص على تلاوة القرآن وبعدها قرر التفكير في الذهاب إلى العراق للجهاد ضد قوات الاحتلال الأمريكية وفعلا قام بذلك ترك أهله وقد كتب لهم رسالة انه سيذهب إلى مدينة أخرى ليعمل هناك وقد اخذ معه كل شيء ادخره خلال السنوات الماضية واشترى بعض الأشياء ثم قرر أن يبيعها قرب الحدود مع العراق لان هناك الأسعار اعلى كما سمع وفعلا هذا ما حدث وربح ربحا لا بأس به ولكن ذلك الربح لم يثنه عن ترك فكرته الجهادية والتسلل إلى العراق لقتال الأمريكان كما كان يمني النفس دائما
بعد عشر دقائق كان محمد يغط في نوم عميق لم يوقظه سوى جرس هاتفه النقال الذي ضبطه لكي يرن قبل صلاة الفجر بقليل
فقام للوضوء ثم صلى في بيته الفرض والسنة وشعر بشعور فرح غامر لقد تحقق أول قرار مستقل له لقد دخل العراق وها هو قد خطا أول خطوة في مشروعه الجهادي إضافة إلى ذلك الفرح شعر بالنشاط وبدأ عقله المتوقد بالتفكير في الخطوة الأولى كيف يحصل على السلاح لقد كان يفكر خلال سفره في شراء ثلاثة قنابل يدوية ورشاش وذلك ما كان يريد البحث عنه
بدأ محمد بالتوجه إلى الأسواق والأماكن العامة طامعا في إن يجد شخصا يساعده على شراء ما يطلبه (القنابل الثلاث والرشاش) و كان حذرا للغاية في أن يسأل عن مراده ولكنه تمكن بعد ثلاثة أيام أن يتعرف على عبيدة وهو شاب عراقي اسمر اللون قوي البنية طيب القلب خفيف الظل نشأ وعاش في جو ملتزم ويعيش مع عائلته في منزل قريب من المنزل الذي استأجره
قرر محمد أن يدعو عبيدة إلى الغداء ليصارحه بما يريد شراءه وقد توقع أن عبيدة سيساعده في طلبه
قدم عبيدة إلى منزل محمد وتناولا الغداء وخلال تناولهما الشاي انطلق محمد بالكلام
-عبيدةأرغب منك خدمة
-خير يا محمد ماذا تريد ؟
-أبحث عن تاجر سلاح
-لماذا ترغب بسلاح ؟
-سوف أتكلم معك بكل صراحة لقد تركت عائلتي ووطني وقد أتيت إلى هنا لجهاد ومقاومة الأمريكان العلوج
-اطرق عبيدة برأسه قليلا ثم قال سأساعدك في طلبك
اعرف تاجر يبيع أسلحة وقد اشترى منه أخي الوحيد عمر رحمه الله بضعة أسلحة وحاول يتصدى لهجوم الأمريكان على المدينة ولكن أخي تعرض لقصف جوي واستشهد رحمه الله
-رحمه الله وأنا أعتذر إذا ذكرتك بذكريات أليمة
-خلاص ما في مشكلة غدا بإذن الله نذهب سوية لعند هذا التاجر ولكن هذا التاجر جشع للغاية يفضل المال على والده
ضحك محمد وتواعد محمد مع عبيدة في اليوم التالي أن يذهبا في الظهيرة وقرر عبيدة أن يعود إلى بيته رغم إصرار محمد على بقائه معه لوقت العشاء على الأقل . خرج عبيدة من الباب ونزل السلالم وحينها راوده شعور غريب لقد أحس انه لم يكن مع شخص غريب لقد راوده شعور انه كان مع أخيه عمر الذي استشهد
ربما محمد وعمر لم يكونا يشبهان بعضهما كملامح خارجية على الأقل ولكنهما من الداخل كانا كأنهما نسخة واحدة فطريقة التفكير والجهاد ضد القوات الأمريكية نفسها
في اليوم التالي التقى محمد وعبيدة في الموعد المقرر وذهبا إلى ذلك التاجر الذي دعاهما الى بيته (حيث يخفي هناك الأسلحة ) وسأل محمد عن نوعية الأسلحة التي يريدها فكانت الإجابة ثلاثة قنابل يدوية ورشاش مع مخزن واحد من الطلقات
دفع محمد معظم الأموال التي كانت معه إلى ذلك التاجر واخذ ما أراده وقام معه عبيدة وعاد كل منهما الى منزله
)لا بد من تسجيل وصية لي )قالها محمد في نفسه وكل هذا من اجل أن يعرف أهله بشكل أساسي
قام بتشغيل هاتفه النقال وبدأ بتصوير وصية له وهو مع تلك الأسلحة وكان أهم شيء في ذلك آخر عبارة إذا وصلتكم هذه الوصية يا عائلتي فاعرفوا أنني قد استشهدت
بعد ذلك قام محمد بالذهاب إلى إحدى مقاهي الانترنت وقام فورا بنسخ ذلك المقطع إلى الكمبيوتر ثم إلى أداة التخزين وبعد ذلك قرر أن يعطي أداة التخزين إلى عبيدة ومعها ورقة كانت تتضمن أهم التعليمات التي تلزم معرفتها من اجل إيصال الرسالة الكترونيا إلى أهل محمد وبعض أصدقائه المقربين في بلده
وأوصى محمد عبيدة بالقيام بما هو مكتوب في الورقة في نهاية الأسبوع القادم إذا لم يأتي محمد وهذا ما كان يتوقعه محمد
بدأ محمد بمراقبة إحدى الدوريات الأمريكية ومتى تذهب ومتى تجيء اختار يوم الاثنين للقيام بالعملية حينما اختبأ بين أشجار النخيل والعشب الكثيف ثم اقتربت دورية أمريكية كانت تسير في الطريق العام قام بسحب مسمار الأمان ورمى القنبلة الأولى عندها أحس بشعور غريب لقد تذكر كيف رمى كرة السلة في بطولة المدرسة عندما وصل فريقهم إلى النهائي وكان متأخرا بثماني نقاط وكيف تمكن من إحراز ثلاثة ثلاثيات في سلة الفريق الخصم خلال 45 ثانية فقط جعلت فريقه يربح بطولة المدرسة
طارت القنبلة الأولى في الجو ثم سقطت لتنفجر عند العجلتين الأماميتين لسيارة الهمر العسكرية الأولى
ثم تلتها القنبلة الثانية والثالثة التي أصابت سيارتين من نفس الرتل مما أدى إلى انقلاب ثلاثة سيارات همر عسكرية في اتجاهات مختلفة
تبسم محمد ثم سحب الرشاش الذي كان معه وبدأ بإطلاق النار على الجنود الأمريكان الذين بدأوا بالصراخ وطلب المساعدة وإطلاق النار عشوائيا حتى أصابت احدى الرصاصات محمدا في كتفه اليسار
كان محمد قد افرغ كل سلاحه ولم يبق معه أي طلقة كانت حصيلة هجومه ثمانية قتلى من الجيش الأمريكي والعديد من الجرحى بدأ محمد بترديد الشهادتين فقد أحس انه سيستشهد فما زال هناك أكثر من خمس عشر جنديا أمريكيا مدججين بالسلاح يحاولون الاقتراب منه بين النخل والعشب الكثيفين وإصابته كانت مؤلمة والدم يسيل بغزارة ولكن حلت مفاجأة كبيرة بدأ بسماع أصوات للتكبير وهجوم بالأسلحة والرشاشات على الدورية الأمريكية لقد كانت إحدى المجموعات من احد فصائل المقاومة العراقية وقد لمحته بالصدفة فقررت تقديم مكان مهاجمة الدورية الأمريكية لم يكن محمد يعرف ما يحصل فقد كان مرهقا بشدة من إصابته بتلك الرصاصة ولم يجد إلا شخصا ملثما ضخما يحمله معه على دراجة نارية
كان محمد ينظر بعينيه الخضراوين الى ذلك المبنى المكون من أربعة طوابق ذلك المبنى سيكون هو الهدف الذي يستعد لاقتحامه مع المجاهدين واخذ أسرى وكان الهدف الرئيسي
هو احد الدبلوماسيين الأمريكيين الذي يزور المبنى
من عجائب الزمن أن امريكا التي قتلت الملايين من الأطفال العراقيين وحرمتهم غالبية وسائل التعليم والدواء تتغير معاملتها فجأة ويصبح قلب احد دبلوماسييها حنونا بحيث يريد إعادة افتتاح مركز ثقافي
(هذا ما كان يفكر فيه محمد في تلك اللحظة(
بعد مرور فترة من الزمن نظر محمد إلى الساعة وتذكر أن موعد العملية بعد نصف ساعة فقط
العملية تتلخص في اقتحام المبنى وخطف الدبلوماسي الأمريكي من اجل مبادلته بأسرى وأسيرات في سجون المحتل الأمريكي
بدأ محمد بالتذكر كيف وصل إلى هذه اللحظة
لقد أعطاه ذلك الملثم الضخم قطعة قماشية ليربط بها كتفه المصابة ثم انطلقا على متن الدراجة النارية بسرعة كبيرة وبعد مدة من الزمن قام ذلك الملثم بإيقاف الدراجة النارية أمام سيارة ثم اخبر محمد أنه سيقوم بعصب عينيه نظرا للضرورات الأمنية لم يمانع محمد و(ولم يكن يمتلك القدرة على ذلك حتى لو رغب فهو منهك ومصاب(
أحس محمد ان ذلك الملثم أدخله في السيارة وغط بعدها في نوم عميق استيقظ فوجد نفسه في خيمة وعدد من الشباب والرجال المسلحين هناك باستثناء شخص طويل القامة نحيل الجسم
يرتدي نظارات سميكة كانوا ينادونه سليمان وكان يبدو عليه انه يعمل بالمعالجة
-أين أنا ومن انتم ؟(أول جملة قالها محمد بعد استيقاظه)
- ستعرف لاحقا ( رد عليه سليمان بصوت عال )
فاق الضيف اخبروا الأمير هذا ما قاله احد الرجال المسلحين
قرر محمد الالتزام بالصمت وعدم التكلم حتى معرفة ما سيحصل
وبعد انتظار بضعة دقائق أتى الأمير لقد كان رجلا ضخم الجسم تجاوز العقد الرابع من العمر كانت عيونه السوداء تشعان مهابة في نفس محمد وبدلته العسكرية
كانت تثير الرهبة في نفس محمد
دخل الأمير الى الخيمة وألقى السلام فرد عليه الجميع السلام بما فيهم محمد وبعدها وجه خطابه إلى محمد وسأله: ما أخبارك يا ضيفنا ؟
في تلك اللحظة بدأت مشاعر الخوف والرهبة تتبدد من نفس محمد وتحل محلها مشاعر الفرح والبهجة
رد محمد بسرعة: الحمد لله
وجه الأمير سؤاله الى سليمان: كيف صحة ضيفنا ؟
أجاب سليمان أعطيته دواء مخدر للألم وسوف أعالج كتفه المصابة بعد ساعة واحدة
لقد اطمأن قلبي على ضيفنا عندما ينتهي من العملية ويرتاح قليلا ارسلوا لي خبرا وقام الامير بالابتسام تجاه محمد وبعدها خرج من الخيمة
قام محمد بسؤال سليمان
يا أخ ممكن أسألك سؤال؟
-طبعا تفضل
-ما هو اختصاصك وما هي دراستك؟
-ممرض في الفترة السابقة وطبيب حاليا
طبعا اكتسبت خبرة كبيرة من معالجة جروح المجاهدين وإصاباتهم
بعد ساعة قام سليمان بالتخدير إيذانا ببدء عملية إخراج الرصاصة من الكتف الأيسر لمحمد
رغم التخدير ولكون معظم الوسائل كانت بدائية حتى انه تم استخدام ممسك حديد تم تسخينه جيدا من اجل التعقيم (وهذا بعد أن قام سليمان بجراحة شق في الكتف )
كان صراخ محمد يملأ المكان حتى أن سليمان و أحد الأشخاص( الذي كان يساعده و يعطيه المعدات) اقترحا عليه أن يعض على وسادة كانت موجودة في الخيمة وهذا ما فعله
بعد عدة دقائق صرخ سليمان الحمد لله الإصابة بسيطة واخرج الرصاصة من ذلك الكتف المجروح وقام بقطب الجرح (الشق(
بعد ساعات شعر محمد بتحسن وفي المساء بعد صلاة العشاء التقى الأمير في خيمة الإمارة (كما كانوا يدعونها(
الذي بدأ بسؤاله عن اسمه وحياته ولماذا أتى إلى بلاد الرافدين
أجاب محمد على جميع الأسئلة باستثناء سؤال واحد هو أي البلاد التي كان يعيش فيها سابقا حيث طلب من الأمير إعفاؤه من هذا السؤال وهذا ما حدث
فيما بعد قام الأمير وقال له قيادة المعسكر مستعدة لتدريبك في هذا المعسكر ولكن هناك مشكلة كونك لست عراقيا
شعر محمد بخيبة أمل ونظر نظرة استعطاف الى الأمير الذي قال له بعد ذلك مع ابتسامة
اعتبر نفسك أخذت الجنسية العراقية
شكر محمد الأمير على ذلك العرض السخي وطلب منه أن يبعث معه احد الرجال غدا لكي يسترجع أمانة من بيت صديقه عبيدة (كانت الأمانة هي وصيته(
وافق الأمير وفي اليوم التالي وصل محمد ومعه مرافقه حمزة (كان حمزة هو ذلك الملثم الضخم الذي أنقذه من ارض المعركة
والذي كان يتميز بقوته الهائلة وصمته الطويل )إلى بيت عبيدة الذي استقبلهما بحفاوة وقد تعجب من وجود محمد حيا يرزق ولكنه بعدما اخبره محمد القصة كاملة
شعر بفخر وارتياح واخبر محمد انه مستعد أن يجمع مع أقاربه وبعض أصدقاءه الأموال وبعض الطعام ويرسلها إلى المجاهدين في المعسكر
قال محمد سوف اخبر الأمير وابعث لك خبرا واتفقا على كلمة سر كانت تمثل اسم احد أنواع الطعام العراقي مضافا إلى التاريخ الميلادي لهذا اليوم
)أي اليوم الذي اجتمع فيه الثلاثة) طبعا قام الأمير بالموافقة على هذا الطلب وتم إرسال احد المجاهدين إلى بيت عبيدة وكان يحفظ كلمة السر
وبعدها بدأت الإمدادات من المال والطعام تزداد في المعسكر
بعد عدة أسابيع كان محمد قد تعافى من جرحه بشكل كامل وبدأ بالتدريب في المعسكر كان التدريب قاسيا و شاقا ولكنه كان مبدعا ولا سيما في إطلاق النار ورمي القنابل
نفذ محمد فيما بعد بمجموعة من العمليات بعضها كانت تشتمل على مواجهات بالرشاشات مع قوات أمريكية وأحيانا رمي قنابل على الارتال العسكرية
كان دائما ينفذ المهام بإتقان وروعة وتعززت صداقته مع حمزة لكونهما يعملان في مجموعة واحدة
بعد النجاح الكبير الذي حققه محمد قامت قيادة المعسكر بتعيينه أميرا لمجموعة من المجاهدين كان أول طلب محمد من المجاهدين في مجموعته أن لا ينادوه بالأمير
بل القائد كان ذلك اللقب يستهويه منذ أيام كرة السلة حيث لم يكن قائد فريق في حياته رغم تميزه الرائع في اللعب_
بدأ القائد محمد بمحاولة تقليد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم في القيادة
فكان دائما يحاول مشاركة المجموعة بأي عمل كان حتى في بعض أعمال التنظيف
وكان يؤثر بقية أفراد المجموعة على نفسه من الطعام والأموال وغير ذلك حتى انه كان في أحد الليالي يسهر ليطمئن على إفراد مجموعته
كان دائما يخطط وينفذ بحيث يكون هو أول من يهاجم وآخر من ينسحب
تمت الكثير من العمليات بنجاح باهر وبدأ الجنود الأمريكان الذين تعرضوا للهجمات يذكرون لهم ذلك المقاتل الملثم صاحب العينين الخضرواين اللتان تشعان شررا وغضبا تجاه جنودهم
ارتداء نظارة شمسية كان أحد الأمو التي ر نصحه به الكثيرون ضمن المجموعة وخارجها ولكنه لم يرغب في ذلك إطلاقا ودائما ما كان يقول انه لا يكترث إذا عرفه جنود أمريكا
فهو لن يموت إلا واقفا و سيجاهد حتى آخر قطرة من دمه
بعد كل تلك الذكريات الكثيرة عاد محمد إلى النظر إلى ساعته لقد حانت ساعة الصفر
بدأ بمهاجمة المبنى من الجهة الغربية وفعلا قتل ثلاث جنود أمريكيين بسلاح محمد والمقاتلين الذين يرافقونه و كانوا قد زودوا أسلحتهم بكواتم للصوت لكي لا يثيروا الضجة دخل محمد ومعه ثلاثة من المجاهدين إلى المبنى
وكانوا بانتظار المجموعة الثانية
وفجأة بدأ أصوات عالية ومزعجة تضج في ذلك المكان وبدأ الجنود الأمريكيون في المبنى بإعلان الطوارئ امسك محمد اللاسلكي وشغله وحاول الاتصال مع المجموعة الثانية التي كان يفترض بها ان تكون قد دخلت المبنى من الباب الثاني
لقد جاءته الأخبار كالآتي العلوج هاجموا سيارة عراقية مدنية مسرعة كان فيها أب وابنته قتل الأب وقام الأمريكان بمحاولة قتل الطفلة عراقية عمرها ستة أعوام
فبدأ حمزة بالهجوم عليهم لحمايتها واستطاع إخراجها من السيارة وإبعادها عن المكان وأصاب جنديين أمريكيين و وبعدها باغتته إحدى رصاصات الغدر من احد الجنود الأمريكان
أمر محمد المجموعة الثانية بالانسحاب وطلب من الثلاثة الذين بقوا معه أن يعودوا الآن وان يتركوا له دراجة نارية واحدة وانه سيعود في حال استطاع ذلك
رغم اعتراضهم في البداية لكن أوامر محمد الصارمة والتي جاءت مرافقة لصوت عال وغاضب _نادرا ما كان يظهر منه_ جعلتهم يفعلون ذلك لقد كان يشتعل نارا وغضبا من استشهاد حمزة ذلك الشخص الرائع الذين أنقذ حياته واحضره إلى المعسكر
صعد محمد السلالم لقد أدرك أن مهمته تتلخص في الحصول على أسرى من اجل مبادلتهم بإطلاق سراح المختطفين في سجون الاحتلال وهذا ما سيحاول فعله او سيستشهد دون ذلك
بدأ بالصعود الى الطابق الأول فوجد ثلاث جنود أمريكيين قام بقتلهم بسرعة البرق بالرشاش المزود بالكاتم دخل غرفة مجاورة فكانت هناك مجندة أمريكية
تتواجد على الشرفة وتمسك بسلاح رشاش بدأ محمد بالتحرك بحذر حتى وصل إلى ورائها ووضع الرشاش على رأسها من الخلف وقال لها
)go backعودي إلى الوراء(
تراجعت تلك المجندة التي كانت ترتجف من الخوف وأغلق محمد باب الشرفة واخذ منها سلاحها و نظر إليها لقد كانت زرقاء العيون ذات شعر أشقر وشديدة الجمال لم يكن محمد في موقف يسمح له بالتفكير في هذه الأمور التافهة
أخذ بطاقتها العسكرية كان اسمها كريستين
if you don't do my order you will be dead(إذا لم تنفذي اوامري ستموتين)
قامت تلك المجندة بهز رأسها موافقة بعدها قام بتصفيد يديها بوساطة صفد كان يحمله معه وكان مجهزا لتقييد الدبلوماسي إذا نجحت العملية
طلب منها ان تنزل الى الطابق الأرضي ونزلا معا وبعدها أمرها بأن تركض لتخرج من الباب الغربي وبعدها قامت هي بالهرب بينما رآها بضعة جنود أمريكان وكانوا يصرخون ولكن محمد أخرسهم إلى الأبد بسلاحه الرشاش
وبعدها بدأ بالركض واللحاق بتلك المجندة (التي ظنت للحظة من اللحظات أنها قد هربت من ذلك المقاتل الشرس(
قبل ركوب الدراجة اظهر محمد لكريستين المسدس الذي كان ما يزال يحتفظ به في خطوة لإخافتها ويبدو أن مهمة محمد نجحت فبعد رؤيتها لجثث الجنود الأمريكان
الذين قتلهم إضافة إلى ما سمعت عنه سابقا عن قوة ذلك المجاهد صاحب العيون الخضراء كل تلك الأمور منعت كريستين من التفكير في الغدر بمحمد
بعدها ركبا الدراجة النارية وكان محمد حريصا على ألا يلمس كريستين ولا ينظر إليها منذ اختطافها وحتى أثناء ركوبهما سوية على الدراجة النارية
أوقف محمد سيارة الأجرة بناء على طلب كريستين من اجل أن يشتري لها الماء لأنها تشعر بالعطش وذهب إلى احد المتاجر ليشتري بضع زجاجات من الماء خرج من السيارة كانت الذكريات تراوده كل الأمر حدث في أسبوع واحد
قبل أسبوع واحد كان الأمر مختلفا للغاية فبعد أن ركب وكريستين الدراجة النارية وانطلق بها بسرعة هائلة وصلا إلى سيارة كانت السيارة وكان طارق ينتظر بها ذلك المجاهد الفتي شديد السمرة قصير القامة ملامحه تشع غضبا وإصرار على الانتقام كان طارق يمثل حالة إنسانية نادرة للغاية أصيب والده في الحرب مع إيران وتوفي بعد انتهاء الحرب بسنين قليلة أما والدته فتوفيت نتيجة الحصار الجائر الذي فرض على العراق بعد 91 ونقص الدواء وعاش طارق يتيم الأبوين في سن مبكر ولم يكن له سوى أخت وحيدة اكبر منه كانت تعمل في احد مشاغل الغزل كانت حياة طارق كئيبة للغاية فلم يستطع التفوق دراسيا ودائما كان شديد الغضب تحسنت الأحوال قليلا عندما تقدم لخطبة أخته ابن صاحب المشغل وتم الزواج وعاش طارق مع أخته وزوجها حيث خصصوا له غرفة كان لها مدخل مستقل وبعض المنافع الأخرى وكانت تلك الغرفة ملاصقة للشقة التي يعيشون فيها بدأت حينها حياة طارق بالتحسن لقد تفوق في المجال الدراسي وأصبح من الأشخاص المتفوقين في المرحلة الثانوية تغيرت حياته مع تغير حياة بلده واحتلاله ومن قبل أمريكا صاحبة الحرية المزعومة قامت بقصف المبنى الذي تعيش فيه أخته مع زوجها وتدميره بالكامل وقد كان طارق ذاهبا لجلب بعض الطعام لكي يتناول الفطور مع أخته وزوجها كما جرت العادة وسمع صوت غارة جوية دمرت آخر ما تبقى له من آمال وأحلام بعدها قرر طارق أن يلتحق بالمقاومة تهلل وجه طارق فرحا عندما رأى القائد محمد على الدراجة النارية ومعه أمريكية مقيدة وصاح غزوة مباركة يا قائدنا
أوقف محمد الدراجة النارية ونزلت كريستين التي كانت في حالة ذهول ثم قام طارق بعصب عينيها وتم وضعها في السيارة ثم قاد طارق السيارة إلى منزل أم عمار ذلك البيت المتواضع الذي كانت تعيش فيه عجوز عراقية فقدت أبناءها الثلاثة احدهم توفي في احد الانفجارات والتي أصبحت من المظاهر المألوفة في العراق الجديد أما ابناها الآخران فتوفيا عندما دهست دبابة أمريكية السيارة التي كانا يستقلانها ولم تفكر قوات الاحتلال حتى بفتح تحقيق في الموضوع بينما لو صدمت سيارة كلبا في الولايات المتحدة الأمريكية يفتح تحقيق وإذا لم يحدث ذلك تقوم جمعيات حقوق الحيوان بالاحتجاج على هذا التصرف بعد فقدان أم عمار أبناءها الثلاثة لم تجد لديها خيارا إلا الانتقام ودعم المقاومة كانت تلك العجوز الذي حفرت مصائب الزمن التجاعيد على وجهها وأكسبتها انحناءة في الظهر وصعوبة في الحركة ولكنها مع ذلك قدمت خدمات هائلة للمجاهدين كانت تجمع الأموال وبعض الحلي من بعض معارفها وترسلها إلى المجاهدين وكما كانت أحيانا تضطر إلى أن تنتقل بين منطقة وأخرى من اجل أن تسلم رسالة من مجاهد إلى آخر إذا كان هناك ضرورة وحاجة لذلك
قامت أم ياسر بتغيير ثياب كريستين العسكرية وألبستها عباءة عراقية وبعض ان انتهت وضعتها في السيارة نظر محمد إلى أم عمار وقال لها
-الله يجزيك الخير يا حجة أم عمار ولا تنسينا من صالح دعائك هل تريدين شيئا
وردت عليه ما أريد إلا سلامتكم
الله يوفقكم يا أولادي, الله ينصركم على عدوكم واستمرت أم عمار في دعائها للمجاهدين حتى بعد أن انطلقت السيارة
حيث قام بعدها محمد بتخبئة الزي العسكري في احد المناطق المهجورة على الطريق تحسبا لوجود أجهزة كشف موقع وتسلل فيه
كل هذا الأمر كان يدور في فكر محمد وهو ينتظر ذلك التاجر أن يجد فكة من اجل أن يعيد له بقية المبلغ الذي دفعه
بينما كان محمد ينتظر ذلك التاجر
أمسكت كريستين الرشاش(المزود بكاتم للصوت) الذي تركه محمد في كيس في المقعد المجاور للسائق بسرعة ووجهت الرشاش نحو رأس السائق لترديه قتيلا بدأت بالتحرك حصلت على الهاتف النقال لذلك السائق واتصلت بأحد المقرات الأمريكية من اجل الحصول على دعم ثم قامت بالخروج من سيارة الأجرة
راودتها الذكريات لقد كانت قبل أسبوع واحد فقط معصوبة العينين ومقيدة والآن لديها سلاح وسيأتيها الدعم لقد فتحت عينيها بعد اختطافها لتجد نفسها في خيمة بدأت بالنظر إلى نفسها لم تكن مقيدة ولكنها كانت تشعر بالرعب والخوف لم تذكر في يوم من أيام حياتها أنها اهتمت بأولئك المتخلفين وفق رأيها لقد كانت دائما
تطلق النار ولم تكترث إذا مات الهدف سواء كان مدنيا أو عسكريا فأولئك الضحايا لا بواكي لهم وهم أشخاص همج يستحقون كل ما يحصل لهم على الأقل هذا كان احد المبادئ المنتشرة في الجيش الأمريكي
ان اشد ما كان يخيف كريستين هو ما سيعاملها أولئك المسلحون في أسرها لقد راودتها ذكريات مريرة للغاية تذكرت حينما استدعاها الضابط المسئول عنها إلى مكتبه وكيف حاول أن يغتصبها وكيف استطاعت الإفلات في آخر لحظة ثم انتهى الأمر بانتقالها إلى فيلق آخر من فيالق جيش الاحتلال الأمريكي
إذا كان ذلك الأمريكي المتحضر قد حاول اغتصابها فماذا سيفعل أولئك المسلحون هل سيغتصبونها ؟ هل سيعذبونها
هل سيقومون بتقطيعها إربا ؟هل سيعاملونها كما تعامل السجينات العراقيات في سجن أبو غريب وغيره من السجون ؟كلها أسئلة كانت تراود تفكير كريستين عندما دخل الى الخيمة ذلك المقاتل اخضر العينين ألقى عليها التحية باللغة العربية (لقد كانت كريستين تعرف اللغة العربية قدرا لا بأس به ولا سيما من كثرة اختلاطها مع المترجمين إضافة الى حب الفضول الذي يعتريها )لقد استغربت كريستين أن ذلك المقاتل الشرس لا ينظر إليها والى مفاتنها بل يوجه نظره إلى الأرض لقد كان مختصر كلامه أنها الآن واقعة في الأسر وانه سيترك القرار للقيادة العليا كما حذرها من ان أي محاولة للهروب ستؤدي الى إعدامها شعرت كريستين بالارتياح قام محمد بعد ذلك بالذهاب إلى غرفة الأمير (هذا والجدير بالذكر ان المعسكر كان بالأصل مجموعة خيم بالقرب من مبنى شبه مدمر وذلك المبنى تم ترميمه مؤخرا بعد ازدياد المساعدات وتم تخصيص بعض الغرف كمستودع للأسلحة وبعضها كدورات للمياه وكحمامات وهناك كان مكتب للأمير وبعض القادة البارزين في المعسكر والذين يكونون مجلس الشورى الذي كان يبت في القضايا الهامة(
كانت كريستين لا تخرج من خيمتها إلا بمرافقة أم عمار (وكان محمد قد طلب من الأمير أن يطلب من أم عمار المجيء لكون بعض الأمور صعبة او مخجلة على محمد وكان هذا الأمر من اجل أن تذهب كريستين إلى دورة المياه أو ليذهبوا ويتمشوا قليلا في المعسكر لقد كانت كريستين تتعجب من عدة أمور أثناء خروجها من الخيمة لم يكن أي مسلح يجرأ على التحرش بها او حتى لمسها ولو بأي شكل من الأشكال
والأمر الأغرب هو حفاوة الترحيب التي تتلقاه تلك المسنة أم عمار فكلما تمر تجد السلام والتحية والدعاء والتقدير
لقد تعجبت كريستين كيف لامرأة أن تفعل هذا وهي في سن الشيخوخة وكيف ان هؤلاء المسلحين يقدرون ويحترمون تلك المرأة لقد أحست كريستين أن ما كان يقال لهم في الجيش الأمريكي أن أولئك المتخلفين لا يتعاملون مع النساء الا كما يتعاملون مع البهائم كان مجرد كذب وتزوير وافتراء
كلف محمد بمراقبة كريستين(ليلا ) وجلب الطعام والماء لها وهذا ما كان يفعله
كان محمد يحضر الطعام والماء لكريستين في كل حين لم تكن تسمع منه سوى كلمتين في كل حين السلام عليكم ثم يضع الطعام والشراب على مدخل الخيمة ثم يذهب
كانت كريستين تفكر ان الحل الوحيد لهروبها هو أن تغوي محمد أو تكسب قلبه بأي طريقة ممكنة
نعم ربما محمد مقاتل شرس ولكنه قبل أن يكون ذلك هو ذكر
في الليلة الرابعة من أيام الأسر وفي عتمة الليل الجامح أطلقت كريستين صرخة دخل محمد على الخيمة بكل سرعة طبعا كانت كريستين تدعي أنها تعرضت لكابوس ذهب محمد وبكل سرعة واحضر لها ماء لتشربه لقد أحست أن ذلك المقاتل لا يعاملها فقط على أنها أسيرته بل بدأ يحبها وانه يهتم كثيرا لحياتها
أرجوك محمد ابقى معي ولنتحادث قليلا
لا لا يمكنني ذلك
ثم من كثرة إلحاحها
عرض محمد عليها عرضا انه سيجلس أمام مدخل الخيمة من الخارج وهي لتقترب من مدخل الخيمة من الداخل وانه سيتحادث معها والفاصل بينهم سيكون الخيمة
-لماذا أتيت إلى هذه البلاد ؟
قررت كريستين أن تبدأ بالكذب والافتراء
لقد فعلت ذلك لأجل أبوي لقد تعرضا الى حادث سير وتعرضا للشلل وأنا كنت مضطرة للعمل بالجيش من اجل أن أساعدهما على العيش بكرامة كانت كلماتها تختلط بصوت بكاء مؤثر
لقد وقع محمد في الحيرة هل سيصدقها أم لا ؟
إذا أردت أن تقتلني فافعل على الفور ولكن أرجوك جد وسيلة لمساعدة والدي المشلولين
لم يخف محمد تأثره عندما أنهى الحوار بكلمة نكمل لاحقا
-متى؟(سألت كريستين )
-غدا في نفس الموعد (أجاب محمد )
كان محمد شارد الذهن على غير عادته ويفكر فيما قالته كريستين
لما حل منتصف الليل سمعت كريستين صوتا من خارج الخيمة لقد كان صوت محمد
استمرا في الكلام والسمر لأكثر من ساعة ونصف كانت كريستين تعرض على محمد أن تعود وإياه إلى أمريكا ليتزوجا هناك رفض محمد هذا الأمر بشدة
في اليوم التالي انتشرت إشاعة قوية أن كريستين ستعدم وكان المسئول الحقيقي عن تلك الإشاعة هو طارق الذي بدأ يشعر بالاستياء من قائده الذي أصبح مشغول البال ضعيف التركيز (والجدير بالذكر أن مجلس الشورى للمعسكر لم يتفق على رأي واحد فقد كان هناك رأي بإعدام كريستين والتخلص منها فهي في المقام الأول والأخير جندية ولا أهمية لها كما أن أسرها قد يشوه سمعة المقاومة في العالم الخارجي ورأي آخر بالحفاظ عليها ومبادلتها بأسرى وأسيرات من العراقيين والعراقيات القابعين في سجون المحتل وبعدها قرر أن يبعث الامير الخبر إلى القيادة العليا وهذا ما تم فعلا ولم يكن الجواب قد وصل بعد(
لقد وصل الخبر على محمد مثل الصاعقة لقد قرر انه سوف يهرب كريستين الى خارج المعسكر وبعدها سيعود ويتحمل أي عقوبة مناسبة
في منتصف الليل اخبر محمد كريستين انه سيخرجها من المعسكر وذلك قبل الفجر بساعة واحدة وفقد فرحت فرحا شديد بدأت بشكره ثم خرجت كريستين من الخيمة في الموعد المحدد ومحمد كان يشير عليها ان تلحق به لقد أسرعا في المشي حتى وصلا إلى احد إطراف المعسكر بالقرب من مكان وضع السيارات فوجئ محمد بشخص ملثم يقف هناك لقد قال : إلى أين أنت ذاهب يا سيادة القائد ؟
لقد عرف محمد الصوت لقد كان طارق وقام بعدها طارق بكشف وجهه
- ابتعد عن طريقي (صرخ محمد بعصبية (
-هل من اجل هذه الساقطة تريد أن تتركنا أيها القائد العاشق
-اصمت وابتعد من طريقي
أشهر طارق مسدسه وصوبه في وجه كريستين التي اختبأت خلف محمد
سحب محمد الرشاش الذي كان يضعه على ظهره وأطلق رصاصة على الأرض بجوار قدم طارق الذي ابعد قدمه خوفا وسقط على الأرض لقد كانت رصاصة تحذيرية بعدها نظر محمد إلى طارق
-أن صبيا مثلك لن يستطيع أن يمنعني من فعل ما أريد
مشى محمد وكانت كريستين تتبعه حتى وصلوا إلى السيارة المخصصة للمجموعة التي يقودها محمد وعندها تعجبت كريستين من طلب محمد ان يقوم بعصب عينيها ولكنها لم تمانع فعصب العينين أهون من أمور أخرى مثل استمرار أسرها أو قتلها لقد كان محمد يريد أن يحمي رفاقه في المعسكر لكي لا تخبر كريستين الجيش الأمريكي بمكان المعسكر إذا استجوبها الجيش الأمريكي
تابعت السيارة طريقها حتى وصلوا إلى مدينة عراقية مجاورة لقد قرر بعدها ان يفك عصبة العينين عن كريستين ثم قام بركن السيارة في احد الشوارع القريبة وقرر انه سيأخذ سيارة أجرة
بعد كل تلك الذكريات التي كانت تدور في عقل كريستين خرجت كريستين من سيارة الأجرة وهي تمسك الرشاش
ودخلت المتجر و وجهت السلاح الرشاش إلى هامة محمد الذي ملأ التعجب محياه
أتخذ محمد احد أكثر القرارات غرابة في حياته عندما قفز من فوق احد الجسور ليسقط في نهر الفرات كانت الذكريات تملأ عقله بدا الأمر بعد أن أمرت كريستين ذلك التاجر المدني الضعيف بأن يقترب بهدوء إلى فوهة الرشاش وهذا ما فعله التاجر لتفاجئه تلك المجندة الأمريكية بإطلاق النار عليه مباشرة وإصابته في جمجمته كانت دماء ذلك التاجر تسيل ولطخت بعض ثياب محمد الذي كان الندم والغضب يملآن نفسه
-لماذا قتلته أيتها المتوحشة ؟ صرخ محمد بكريستين
-كنت أتسلى قليلا وسيكون مصيرك مماثلا له إذا لم تنفذ شروطي
-ما هي شروطك ؟
سوف تستسلم إلى القوات الأمريكية التي ستحضر قريبا وتخبرهم بكافة المعلومات عن ذلك المعسكر الذي احتجزتني فيه وأولئك المسلحين وربما ستفرج عنك قواتنا المسلحة وقد تقدم لك كثيرا من الأموال
تقدم محمد نحو فوهة الرشاش وقال اشهد أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله
أفضل أن تقتليني على أن أنفذ شرطا واحدا من هذه الشروط
-استعد للموت) صاحت كريستين)
سمع محمد صوت دراجة نارية ثم تلاه صوت إطلاق نار ورأى كريستين قد أصيبت في كعب قدمها وسقطت على الأرض والدم يسيل من كعبها فتحرك بسرعة ليأخذ رشاشه ويصوبه باتجاه كريستين ويطلب منها ألا تتحرك وكان صوت يناديه من خارج المحل
- أتيت لإنقاذك يا روميو وعذرا عن التأخير لقد قمت باللحاق بك لكنني فقدت أثرك عند مدخل هذه المدينة
كان ذلك الصوت مألوفا انه صوت طارق وبعد ثوان معدودة قام طارق بالدخول إلى داخل المتجر ليجد كريستين وهي مصابة وملقاة على الأرض
سوف أخبرك بأخر جملة تسمعينها
)The game is over انتهت اللعبة )
كان هذا آخر ما قاله محمد لكريستين
ثم أطلق محمد رصاصة من رشاشه لتستقر في جمجمة كريستين و توقف إجرام تلك المجندة إلى غير رجعة
كان طارق أكثر الأشخاص سعادة في تلك اللحظة لقد أحس أن قائده قد عاد إلى حالته التي عرفها دائما قويا وشجاعا
في تلك اللحظة ملأ الجو أصوات مكبرات الصوت وهي تطلب من المسلحين أن يلقوا أسلحتهم ويسلموا أنفسهم لقد أصبح الجنود الأمريكيون محيطين بتلك المنطقة وبدؤوا في الاقتراب من المتجر
خرج محمد وطارق وبدأا بإطلاق النار على الجنود الأمريكيين المتواجدين في المنطقة
ثم ركبا معا الدراجة النارية حيث قادها طارق
كانت الجهة الشمالية اقل الجهات من حيث عدد الجنود فالمنطقة توصل إلى احد الجسور على نهر الفرات وهناك يقع حاجز تفتيش ضخم مشترك بين القوات الأمريكية والجيش العراقي الجديد
اتجها نحو الجهة الشمالية و قام محمد بإطلاق النار على الجنود الأمريكيين الذين كانوا يبادلونهم النيران
وصلا بالقرب من الجسر وحينها أطلقت احدي الطائرات الأمريكية صاروخا باتجاه الدراجة النارية التي يستقلانها لم تصب الدراجة النارية ولكن تطايرت إحدى السيارات المركونة على جانب الطريق وكادت أن تسقط على الدراجة النارية
تفاجئ محمد بطارق يدفعه بعيدا عن الدراجة النارية يحمي حياته وهو يصرخ بصوت عالي
-أوعدني أن تبقى على درب الجهاد
-أعدك بذلك (رد محمد على طارق )
بعدها ببضعة ثواني هشمت تلك السيارة المتطايرة الدراجة النارية وقضت على حياة طارق اعز أصدقاء محمد
بعد لحظات أصبح محمد محاصرا على حافة بداية الجسر وكان هناك العشرات من الجنود الأمريكيين والعراقيين الذين يريدون القبض عليه حيا .قرر محمد أن يتحداهم جميعا عندما ألقى بنفسه من فوق الجسر إلى نهر الفرات العظيم كان جريان الماء قويا للغاية حاول محمد السباحة لكنه لم يستطع فقد أغمي عليه
خلال هذه الأحداث و في إحدى القرى العراقية النائية
كانت ناديا تتمشى باتجاه الساقية التي توجد بجوار القرية التي تعيش فيها
لقد أصبحت تذهب إلى هناك لتتذكر الأيام الجميلة قبل عامين تقريبا كان فراس ذلك الشاب المتوسط القامة متناسق العضلات سريع الذكاء خفيف الظل قد نظر إليها صدفة حينها عندما كانت تجلس بالقرب من الساقية مع ابنة عمه ثم أتى عدد من أقارب فراس ليخطبوها من أخيها عبد وهذا ما حدث فعلا تم تحديد موعد الزفاف بعد عام لكي يستطيع فراس توفير مستلزمات الزواج كاد العام أن ينتهي وقبل ليلة واحدة من موعد الزفاف قامت القوات الأمريكية باعتقال فراس الذي تمت الوشاية به لأنه يوفر معلومات للمقاومة عن حركة الآليات والعربات الأمريكية لكي يتم استهدافها من قبل المقاومة تعرض فراس للتعذيب الشديد من شبح وجلد وحتى صعق بالكهرباء ولكنه لم يخبرهم أي شيء فحتى لو أراد اخبرهم فهو لا يعرف أي اسم حقيقي في اليوم التالي تم اعتقال ناديا وعبد الله من قبل القوات الأمريكية كانت المفاجأة الأصعب عندما أخذ ديفيد( احد القادة الأمريكيين الكبار في سجن أبو غريب)فراس إلى احد الغرف وربطه بالسلاسل إلى الجدار ليجد خطيبته الحالية والمرأة التي كانت ستصبح زوجته اليوم مقيدة على طاولة وقام ديفيد بتعريتها أمام عيني فراس
ثم قام ديفيد بخلع ثيابه وقام باغتصابها لقد كانت دموع ناديا وصرخاتها واستغاثاتها بالتخلص من هذا الذئب البشري تزيد ديفيد حماسة وتهيجا بينما كانت تقع كالحمم البركانية على فراس
وكان بجوار فراس مجند أمريكي يضربه كلما أغمض عينيه من اجل أن يبقيهما مفتوحتين ليرى ناديا وهي تغتصب و وجهها يمتلأ بالدموع وصرخاتها تملأ المكان بعد وقت من الزمن تعب ديفيد ولبس ثيابه وقال سنعيد الأمر ذاته غدا إذا لم تعترف
لم يحصل ديفيد على مبتغاه لان فراس قد اسلم روحه إلى بارئها وتم الإفراج عن ناديا وأخيها عبد الله فيما بعد
أخبرت ناديا أخيها بكل ما حدث وطلبت منه ان يقتلها لكي يغسل شرف العائلة لم يستطع أخوها الموافقة على هكذا قرار فهي أخته الوحيدة وقد تربيا سويا منذ أن توفي والداهما بحادث سير وكان عبد الله يحب أخته الوحيدة وما زال يتذكر كيف هاجم أولئك المتوحشون منزلهم واعتقلوه مع أخته إلى أبو غريب وكيف تعرض هو للتعذيب من شبح وجلد ومحاولات إغراق بالماء وكان مصير أخته أكثر ما يؤلمه من كل التعذيب الذي حدث معه
بعد عشرة أشهر على إطلاق سراحهما بدأت ناديا بمحاولة للعودة الى حياتها السابقة لقد قررت بعد أن ألح عليها أخوها ان تخرج لتتمشى قليلا وفضلت الذهاب إلى تلك الساقية لتجد شابا ملقيا على طرف الساقية
قررت ان تنادي أخيها الذي كان يعمل في الحقل والذي تعجب من كلامها ذهبا معا الى الساقية ليجدا ذلك الشخص ما زال ملقى على طرف الساقية حمل عبد الله ذلك الرجل إلى بيتهم
بدأت ناديا بمحاولة علاج ذلك الشاب بالطب الشعبي
بعد يوم واحد فتح محمد عيناه ليرى نفسه في بيت متواضع سقفه من الخشب وجدرانه من الطين واللبن
السلام عليكم هل من احد هنا
دخل عبد الله إلى الغرفة ورد السلام على محمد
ثم قال له اسمي عبد الله لقد وجدناك عند الساقية وكنت مغمى عليك وقامت أختي بمعالجتك دخلت ناديا إلى الغرفة بعدها بدقائق نظر محمد إلى تلك الفتاة المحجبة ذات البشرة السمراء والطول المتوسط الذي ملأ الحياء وجهها نظرة سريعة
لقد دخلت تلك الفتاة إلى قلبه أسرع من ألاء تلكم الفتاة التي أحبها بصمت في الجامعة وأكثر من كريستين التي أدى به حبها إلى حالته الآن
فكر بعقلك لا بهرموناتك جملة كان يقولها أستاذ مادة العلوم في المرحلة الثانوية وقد تبين لمحمد صحتها بعد زمن طويل فلقد أحب محمد ناديا لأنها أنقذت حياته وعالجته دون أي مقابل مادي أو معنوي
وهي تقول له أن عليه أن يرتاح لأن جسده ما زال منهكا
نظر محمد إلى عبد الله وقال له
اسمي محمد ويجب علي أن اذهب الآن
لكنك مريض ولا تقدر على الحركة
اسمع أنا مطلوب للجيش الأمريكي وإذا وجدوني هنا فستكونون في كارثة
حاول محمد النهوض لكنه فشل
-أنا مستعد لحمايتك من الآن ولحد تحسن صحتك وبعدها يمكنك الذهاب
قضى محمد تلك الليلة وهو يشعر بالخوف لم يكن خائفا على نفسه بقدر ما كان خائفا على هذه العائلة الطيبة التي أنقذت حياته فكل من أنقذ حياته قتله الجيش الأمريكي فحمزة وطارق استشهدا
في اليوم التالي أحس محمد بتحسن صحته وفي مساء ذلك اليوم وصل خبر أن القوات الأمريكية تطوق القرية وتقوم بحملة بحث وتفتيش
اقترح عبد الله على محمد إن يذهبا معا إلى احد الآبار المجاورة وسوف يختبأ محمد في البئر كان محمد على الرغم من تعبه يحاول أن يتحرك بأقصى سرعة بعد فترة وجيزة وصلا إلى البئر وانزل عبد الله محمدا إلى البئر ليختبئ هناك وعاد بسرعة غالى منزله ليبقى مع أخته الوحيدة
وصلت القوات الأمريكية إلى ذلك البيت وبدأت بالتفتيش ولكن دون جدوى في تلك الأثناء كان عدد من الجنود الأمريكيين يقتربون من البئر لقد أحس محمد بصوت خطواتهم سمع شيئا غريبا لقد سمع صوتا يقول انه سمع أن المطلوب قد وجد عند الساقية استمر الحوار لمدة عشرة دقائق(لم يكن الكلام كله مفهوما بالنسبة له ) وبعدها سمع صوت ركل وضرب وشتائم وتذكر أن احد المترجمين العراقيين قال يا أبا مصطفى ارجع إلى بيتك الآن
بعد ساعات قضاها في البئر اخرج عبد الله محمدا من البئر وقال له أبقى عندنا اليوم
-من هو أبو مصطفى ؟
-رجل كان في قريتنا ثم رحل ليعيش بأمريكا ثم عاد إلى قريتنا كثير السفر والتجوال ودائما ما تضربه القوات الأمريكية أو تعتقله لدى اقتحامها قريتنا
-وهل تعرف أين بيته ؟
نعم انه بجوار التلة الكبيرة
-هل لديه عائلة ؟لا
يعيش وحيدا ولكن لقب أبو مصطفى هو لقبه أيام كان فتى في قريتنا
ولكن لماذا تسأل كل هذه الأسئلة
لا شيء ستعرف لاحقا
نام محمد في بيت عبد الله وقبل الفجر بحوالي الساعة والنصف استيقظ محمد وخرج من بيت عبد الله وتوجه إلى منزل أبي مصطفى
اقتحم الباب بسهولة بوساطة سلك معدني وجده مرميا على إطراف أحد الحقول وذهب الى المطبخ ليأخذ احدي السكاكين الحادة المتواجدة هناك ثم بدأ يدور في المنزل وفي ظل هذه الأثناء كان ابو مصطفى يغط في نوم عميق
دخل محمد غرفة تشبه المكتب يوجد فيها طاولة وحاسوب ومكتبة وقد وصل محمد إلى مبتغاه عندما وجد احدي الأوراق التي تقرير مفصل عن عين للمقاومة العراقية اسمه فراس
دخل محمد الى غرفة النوم بهدوء ووضع السكين على رقبة أبي مصطفى و وأيقظه واخبره انه إذا صرخ فسوف يذبحه مباشرة
خرج الاثنان من الغرفة ووصلا إلى المكتب حيث كان يوجد جهاز حاسوب قام محمد بتشغيله وطلب من أبي مصطفى أن يكتب كلمة السر على ورقة وسوف يدخلها محمد وهذا ما فعله
ربط محمد أبا مصطفى بالكرسي وتكميم فمه وبدأ بالبحث عن الملفات المخفية حتى وصل الى العديد من الملفات الهامة والتي توضح عدد الأشخاص المرتبطين بالمقاومة الذين تمت الوشاية بهم واعتقالهم
لقد قرأ اسمي عبد الله وناديا لقد استغرب من وجود اسم ناديا بعدها قام بنزع الكمامة عن فم أبي مصطفى وطلب منه ما يعرفه من معلومات عن تلك العائلة اخبره أن ناديا كانت مخطوبة لشاب يدعى فراس وكانا على وشك الزواج اعتقل فراس لأنه كان يعمل عينا للمقاومة وبعدها اعتقل وبعد يوم واحد في اليوم المقرر لزفافهما تم اعتقال ناديا مع أخيها إلى أبو غريب وقد استلم ملفها ديفيد
من هو ديفيد ؟
-قائد أمريكي معروف بشدة ولعه وحبه لاغتصاب السجينات
غضب محمد غضبا لا يوصف وقرر أن يذبح أبا مصطفى إلا انه تراجع عن قراره
سأل محمد ذلك العميل عن مفك فدله أبو مصطفى مباشرة على مكانه في المطبخ
وقام محمد بأخذ المفك وقام بفك جهاز الحاسوب للحصول على القرص الصلب
ثم قال له
-أين الأموال التي أخذتها موجود لقد قرأت في إحدى الملفات انك أخذت مئة وخمسين ألف دولار ؟
-لم يبق منهم سوى مئة ألف دولار في تلك الخزنة خذهم جميعا ودعني أعيش أرجوك
ذهب محمد الى الخزنة واخذ الأموال
أين مفتاح سيارتك ؟
-انه في الخزانة في غرفة النوم
ذهب محمد ليأخذ ذلك المفتاح
بعدها ضرب أبا مصطفى على رأسه ضربة أفقدته وعيه ثم قام بشنقه أمام منزله وعلق بجانبها التقرير الذي كتبه ذلك العميل الخائن عن فراس وقاد السيارة إلى احد الحقول البعيدة نسبيا من اجل أن يعود بها إلى المعسكر
عاد محمد إلى بيت عبد الله وفي الصباح فجرا أعطى محمد عبد الله مئة ألف دولار
-هذه هدية بسيطة لإنقاذكم حياتي (قال محمد لعبد الله )
استغرب عبد الله من هذا المبلغ الهائل
ولكنه رمى المبلغ في وجه محمد الذي كان مستغربا من ذلك التصرف
-لو عرفت انك ستفعل هذا لتركتك مرميا بالقرب من الساقية
كل ما فعلناه كان اقل من الواجب ثم من أين أتيت بهذا المبلغ المالي الهائل ؟
-ستعرف الأمر لاحقا عندما تذهب إلى بيت أبي مصطفى
تجمع عدد من سكان القرية أمام بيت أبي مصطفى وقد استغربوا كيف أن ذلك الرجل كان خائنا وجاسوسا للعدو
قرر محمد الرحيل وذهب الى المكان الذي وضع فيه السيارة ثم
عاد محمد إلى المعسكر بسيارة أبو مصطفى وعندما اقترب من المعسكر بدأ حراس المعسكر بالصراخ
عاد القائد محمد
كان الجميع يعتقدون أن محمدا قد استشهد أو انه في أحسن الأحوال قد اسر وتكتم الأمريكيون على الأمر
كان عودته مفاجئة للجميع
ذهب محمد إلى الأمير وأخبره بكل ما حدث معه وبعدها سلمه المبلغ المالي الهائل والقرص الصلب
وختم محمد حديثه أنا مستعد لأي عقوبة تقررها أو يقررها مجلس الشورى في المعسكر نتيجة مخالفتي للأوامر
نظر الأمير الى محمد واخبره
ربما خالفت الأوامر ولكنك الآن قد استطعت أن تعطينا الكثير من المعلومات التي كانت مطلوبة لنا ولا سيما في هذا القرص الصلب
سوف تكون مهمتك الأولى ان تعطينا كامل المعلومات عن هذا القرص وبقية مهامك في القيادة مجمدة حتى إشعار آخر
استلم محمد جهاز كمبيوتر واستطاع إخراج الكثير من المعلومات لكن هناك ملف أثار انتباهه كان الملف عبارة عن ملف نصي يوجد فيه رموز كثيرة وغير مفهومة
قرر محمد أن يستعين بصديق قديم اسمه عمرو كان يعرفه عبر الانترنت قبل فترة طويلة من الزمن وكان عمرو محترفا بالانترنت إضافة إلى بعض الميول العسكرية وفي مجال الألغاز والرموز
أرسل له الملف واخبره أن الأمر ضروري جدا بعد أربعة أيام حصل محمد على الرد
لقد كان ذلك الملف يتضمن رموز للزيارات المفاجئة لكبار القادة الأمريكيين في مناطق العراق
بعد فك الرموز تبين ان هناك زيارة لنائب قائد القوات الأمريكية (جون) لإحدى المحافظات العراقية المجاورة للمعسكر وهذه الزيارة ستتم بعد 6 أشهر من اليوم
أريد أن أقود هذه العملية طلب محمد من الأمير
صمت الأمير لبرهة ثم قال موافق
هذه المائة ألف دولار التي أتيت بها هي تكلفة العملية
وسأعطيك منزل كان يعود لأحد أقاربي الذين استشهدوا لتقوم بالإعداد لتلك العملية
كان البيت في الطابق الأخير من البناء ويوجد غرفة على السطح ملحقة به
كان التفكير بالزواج من ناديا حلم لا يفارق خيال محمد
قرر أن يعود إلى قريتها وسوف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wessam.gid3an.com/
Doaa Elgana
مشرف Supervisor
مشرف Supervisor
Doaa Elgana


الابراج : الثور

عدد المساهمات : 1159
تاريخ الميلاد : 30/04/1986
العمر : 38
نقاط : 1824
تاريخ التسجيل : 19/06/2009

بطاقة الشخصية
تربوي:

بين الجهاد و الحب..روايه Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الجهاد و الحب..روايه   بين الجهاد و الحب..روايه I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 27, 2010 9:34 am

ربي السلام عليكم وبسم ال ربي

قرأت هذه القصة كاملة أمس

ولم أعلق نظرا لضيق الوقت حينها حيث استغرقت وقتا طويلا فى قرائتها

الفكرة العامة جميلة ومؤثرة لكن العنصر التشويقى داخل السرد لم يكن كافيا

أعتقد أنها ليست رواية بالمعنى ولكنها سرد لأحداث حياة شاب

كنت أتمنى أن تكون البداية أكثر تشويقا لا أن تبدأ بـ

عندما دخل محمد ....

لكن يبقى فى النهاية أن فكرة القصة وأحداثها جيدة

ومن الجميل أن يتبنى إنسان مبدأ ويناضل من أجله حتى الختام


بين الجهاد و الحب..روايه Pic20040424072027

دمت بخير ،،، أرق المنى بالتوفيق
دعاء الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامي التلمساني iss.king
الوسام الذهبي
الوسام الذهبي
سامي التلمساني iss.king


الابراج : السمك

عدد المساهمات : 540
تاريخ الميلاد : 17/03/1983
العمر : 41
نقاط : 1372
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
رقم الهاتف الجوال : /

بطاقة الشخصية
تربوي:

بين الجهاد و الحب..روايه Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الجهاد و الحب..روايه   بين الجهاد و الحب..روايه I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 27, 2010 9:53 am

السلام عليكم وبسم ال
سلام يا زميلة..نعم معك حق فهي اقرب الى سرد حياة شخص منها لرواية لعدم وجود مقدمة و عقدة وحل وعبرة في الختام...لكنها ليست رواية بالمعنىالمعروف بل هي ما يمكن ان نسميه الادب الثوري المتمرد على نظم السرد الاكاديمية وهمه الوصول للعبرة قبل كل شئ القصة عبرة في حد ذاتها فهي مقتطفات من معاناة شعب ممثل في شخص يدعى محمد و ما يعانيه...واما عن الحب هو حب الارض و الوطن مهما احببت من قبله من اشياء فحب الاصل يطفو الى السطح بمجرد تعرضه للخطر...فحب المجندة الامريكية فهو الانخداع بالافكار الديمقراطية التي تبناها الاحتلال وحب البنت العراقية حب للمقاومة والتمرد ضد الاحتلال الايراني الامريكي...
وفي الاخير اشكرك يا زميلتي على هاته الالتفاتة الطيبة...وارجو ان تتكرر نصائحك الثمينة....شكرا

تسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wessam.gid3an.com/
Doaa Elgana
مشرف Supervisor
مشرف Supervisor
Doaa Elgana


الابراج : الثور

عدد المساهمات : 1159
تاريخ الميلاد : 30/04/1986
العمر : 38
نقاط : 1824
تاريخ التسجيل : 19/06/2009

بطاقة الشخصية
تربوي:

بين الجهاد و الحب..روايه Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الجهاد و الحب..روايه   بين الجهاد و الحب..روايه I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 27, 2010 10:13 am

ربي السلام عليكم وبسم ال ربي

تحليل رائع للأحداث

أتدرى لقد فتحت أمامى فكرة لقصة جديدة

معاناة شعب ـــــــــــــــ مجسدة فى شخصية بطل القصة

الحب الأسمى ــــــــــــ حب الوطن والأرض

اللهث وراء البريق الخادع ـــــــــــــ ممثلا فى شخصية الفتاة الأجنبية

النضال من أجل المبدأ والصمود عليه مهما كانت العقبات

شكرا لك ،،

بين الجهاد و الحب..روايه Thanks1502021
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين الجهاد و الحب..روايه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإنسان قبل ( الحب ) وبعد ( الحب ) وعند ( الحب ) ...
» روايات و قصص..اكثر من 180 روايه
» الجهاد الإلكتروني العربي يثير مخاوف إسرائيل
» ما أعظم الحب فى الله ! صورة رائعة من صور الحب فى الله
» معركة الزلاقة (الجهاد المشترك بين المرابطين و ملوك الطوائف ضد الممالك الأسبانية .)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي :: المعلومات العامةGeneral Information-
انتقل الى: