emansaidabdelkader2010 عضو جديد
عدد المساهمات : 2 نقاط : 6 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
| موضوع: أكتب تقريرا تاريخيا مختصرا عن معالم سياسية البيزنطيين مع أتباع الديانة المسيحية في مصر الإثنين مايو 17, 2010 8:29 pm | |
|
أكتب تقريرا تاريخيا مختصرا عن معالم سياسية البيزنطيين مع أتباع الديانة المسيحية في مصر. التقريرتمسك الشعب المصري بالديانة المسيحية كخلاص له من بطش الرومان ، كان على الأباطرة الرومان بذل مزيداً من المحاولات فى اخضاع هذا الشعب إليهم وخاصةً لأن مصر وكما سبقت الإشارة كانت تمثل سلة غلال الإمبراطورية الرومانية ، وبعكس الذكاء اليونانى الأقدم منها لم تستطع هذه الإمبراطورية الرومانية المستبدة تفادى الاصطدام بهذا الواقع، والحقيقة أن هذه الشخصية المصرية المتمسكة بعقيدتها وديانتها على ارتباط وثيق بالشخصية الفنية للكنيسة المصرية أيضاً..فروح الثورة تلك هى أهم ما عرف عن كنيسة الإســــــكندرية ..وهى أولى الكنائس المصرية وهو أيضاً ما جعلها فيما بعد أهم كنائس المشرق والعالم على المستوى الفكرى وليس السلطوى(1)..، فبعد وصول الإمبراطور (قنسطنتين) Constantine إلى العرش وبعد إصدار مرسوم التسامح والاعتراف بالديانة المسيحية فى 313م..وأيضاً بعد انقسام الإمبراطورية وتحويله عاصمتها من روما الى مدينة القنسطنطينية (إسطنبول حالياً) فوق مدينة بيزنطة..أصبحت مصر إحدى الولايات البيزنطية..ودخلت كنيسة الإسكندرية فى مرحلة جديدة للصراع مع السلطة الأجنبية حول الكثير من المسائل العقائدية والفلسفية للديانة المسيحية.وأهم ما ميز هذا الصراع أن كنيسة الإسكندرية كانت أول من وجّهت الخلافات الدينية فى العالم المسيحي بأسره وكان ذلك بظهور آراء فلسفية أو لاهوتية طرحها الأسقف (أريوس) وهو ليبى الأصل عاش بالإسكندرية وكان يقول “إن الأب وحده الله، والإبن مخلوق مصنوع وقد كان الآب إذ لم يكن الإبن”..وهو ما يخالف الإعتقاد المسيحى بالمساواة بين الآب والإبن.. فهوجم (أريوس) واعتبر من الهراطقة من قبل كنيسته والكنائس الأخرى.. وبالرغم من اعتباره مهرطقاً..إلا أن آراءه قد أثرت على من بعده من الغربيين..ونستطيع أن نجد لها صداً فى كثير من الآراء قبلها وقبل المسيحية فى الفكر المصرى القديم (2) وأيضاً بعدها فى كل من الكنيستين البيزنطية والكاثوليكية كما سيلى الحديث عنه فيما بعد. فكنيسة الإسكندرية بعد أن تخلصت من (أريوس) دخلت مرة أخرى فى صراع مع الكنيستين الغربيتين بكامل سلطتهما وقوتهما وهما كنيستى روما وبيزنطة بالإضافة إلى كنيستى أورشليم وإنطاكية (3)..(التى تقع فيما بين تركيا وسوريا..والتى أطلق على تابعيها الروم ولكنها لا تتضمن الشوام الذين انضموا الى المصريين فى معتقدهم ولقبوا بالسريان) وكان أهم وآخر هذه الخلافات حول طبيعة السيد المسيح..حيث رأت الكنائس الغربية أن للمسيح طبيعة إنسانية مستقلة ومنفصلة وطبيعة أخرى إلهية مستقلة ومنفصلة ..فكأن المسيح بشرُ وإلهُ معاً..، كما رأت الكنيسة الرومانية أن الروح القدس منبثق عن الآب والإبن ..فى حين رأت كنيسة الإسكندرية أن للسيد المسيح مشيئة واحدة كما أن الطبيعة البشرية والإلهية صارتا طبيعة واحدة بعد الاتحاد للكلمة المتجسد بدون اختلاط أو امتزاج أو استحالة وهذا الإتحاد هو قبل الولادة أى أن السيدة مريم العذراء هى أم الإنسان والإله معاً..كما رأت أن الروح القدس منبثق من الآب وحده، وعلى سبيل المثال وبناءاً على الرؤية القائلة بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح عند الأقباط نجد أنه غالباً ما كان وجه السيد المسيح الطفل المرسوم أو المنحوت على ساقى أمه العذراء دائماً ما كان ذى وجهاً ناضجاً لا يتصف بالطفولة ..أى أنه مكتمل الإلوهية.. وذلك بعكس الكنيسة الكاثوليكية على سبيل المثال التى تحرص على إظهار معالم الطفولة البريئة على وجه السيد المسيح الطفل ..، وتلك الرؤية القبطية قد دافع عنها آباء كنيسة الإسكندرية ولاسيما الأنبا القديس (أثانسيوس) (من المرجح أنه مصرى) والذى لقى فى سبيل ذلك الكثير من الاضطهاد.ولقد حُسم هذا الصراع بعد العديد من المراحل والجولات فى آخر المجامع الدينية بهذا الشأن وهو مجمع خلقيدونيا (بآسيا الصغرى) سنة 451م أى فى منتصف القرن الخامس الميلادى.. تقريباً، حيث استقلت كنيسة الإسكندرية واستمرت فى اتباع ما اعتقدت أنه هو أصل العقيدة المسيحية وهو ما يعرف بالمذهب المستقيم (الأرثوذكس) (4) والذى سمى بعد ذلك بمذهب اليعاقبة – نسبةً إلى الداعية يعقوب البرادعى السريانى- فى حين اتبعت الكنائس الأخرى (بيزنطة وروما وأورشليم ومعهم إنطاكية) المذهب الملكانى (وهو لفظ سريانى) والذى أطلق عليه بعد ذلك عند كنيسة روما – الكنيسة الجامعة أو الكونية – مذهب (الكاثوليك) التابع للفاتيكان Vatican..وكان هذا الحدث بمثابة بداية فترة جديدة من اضطهادات غربية أخرى ضد المسيحيين المصريين بشكل عام.ولكن الأهم من هذا أن ذلك الحدث يعد أهم وأول الأحداث التى غيرت فى مسار الديانة المسيحية فى العالم أجمع، وبناءً عليه ترتبت العديد من المسائل الأخرى..لعل أهمها – فيما يخص هذا الموضوع – هو اعتبار الكنيسة المصرية أهم الكنائس الشرقية نظراً لتفردها وسبقها واصرارها على هذا الاستقلال الفكرى واللاهوتى..فالكنيسة البيزنطية يعتبرها العالم شرقية بدعوى المقارنة بينها والكنيسة الغربية بروما ..كما أنها على مستوى السلطة الدينية كانت دائماً فى المرتبة الثانية بعد الفاتيكان ..إلا أن الكنيسة البيزنطية فى حقيقة الأمر بالنسبة لنا نحن الشرقيين ما هى إلا كنيسة غربية ..كما أن تأسيسها لم يحدث سوى فى القرن الرابع الميلادى بعد اعتراف الإمبراطور (قنسطنطين) بالعقيدة المسيحية.. بينما كانت الكنيسة القبطية قد أرست قواعدها فى القرن الأول الميلادى..فهذا سبق واضح للكنيسة المصرية.وعلى كل فإن جميع هذه الخلافات التى ظهرت بين الكنائس قبل هذا المجمع الأخير قد أسفرت.. أولاً: عن ازدياد النشاط الفلسفى المصاحب للعقيدة المسيحية فى الشرق فى ذلك العصـر وهو النشاط اللازم من أجل الوصول إلى الإجابات اللاهوتية المختلفة.. مع العلم بأن هذا النشاط الفلسفى المسيحى فى مدينة الإسكندرية أو فى مصر بشكل عام قد بدأ فى الضمور مرة أخرى بعد الإنشقاق وبعد استتباب الأمور وأصبح أكثرضموراً بعد دخول الإسلام إلى مصر..لأسباب سوف نتطرق إليها فيما بعد، ثـم ثانياً: عن اختلاف الأساليب الفنية المتبعة من الكنائس الغربية من ناحية وكنيسة الإسكندرية من ناحية أخرى، فمن الصحيح أن لكل كنيسة فى العالم تاريخ وتراث وبيئة مختلفة عن باقى الكنائس مما يستتبع أختلاف المؤثرات على الأساليب الفنية المتبعة بكل كنيسة..إلا أن هذا الانشقاق الفلسفي يعد بمثابة الشعاع الأول الذى حدد وأبرز هذه الاختلافات إن لم يكن قد حرَّض الكنائس الأخرى فيما بعد على البحث عن الاستقلالية والتميز عن الغير ..بل والقومية ولاسيما لدى المسيحيين المصريين..وذلك بالطبع إلى جانب حسابات المصالح والسياسات العليا لكل كنيسة فى دولتها..حيث كانت المنافسة على السلطة العالمية بين الكنائس قد اشتعلت مع مرور القرون..، وكانت لكل كنيسة الرغبة والتخطيط فى السيطرة الفكرية على العالم من حولها.ولقد ظهرت بعد هذا الإنقسام كنائس أرثوذكسية تتوافق مع الكنيسة القبطية فى آرائها اللاهوتية من أهمها كنيسة الأحباش والسريان والكلدان والأرمن..، أما كنيسة الإسكندرية فلا زالت تحمل اسمها إلى يومنا هذا إشارةً إلى كنيسة الأقباط الأرثوذكس..بالرغم من انتقال كرسى البطريرك من الإسكندرية إلى القاهرة فى منتصف القرن الحادى عشر الميلادى ._______________________________________الهوامش والمراجع(1) ليس صحيحاً كما يشاع فى بعض المراجع ذات الأصل الأجنبى أن كنيسة الإسكندرية كانت تابعة للإغريق الموجودين بالمدينة أو أن أغلبية الذين اعتنقوا المسيحية فى بدايتها كانوا من جمهور المثقفين أو من غير المصريين ..وذلك بسبب أن أغلب الكتابات آنذاك كانت باليونانية، فهذه اللغة كانت لغة العلم والمعرفة فى ذلك الوقت ولقد استخدمها الآباء الأوائل قبل استعمال اللغة القبطية (ابراهيم سلامة ابراهيم- ترجمته لكتاب اقباط مصر – عن بربارة واترسون – الألف كتاب الثانى – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2002- ص68)، بل ونجد أن حتى الأناجيل الأربعة كانت قد كتبت باللغة اليونانية..كما يقال أن السيد المسيح نفسه قد تعلم كيفية التحدث باليونانية وهى اللغة التى قد يكون تحدث بها مع (بيلاطس) كما توقع البعض، كما ينطبق ذلك المزيج على الأسماء اليونانية التى أطلقها المصريون على أبنائهم..فإن هذا التداخل كان نتيجة طبيعية للتزاوج الحضارى الذى حدث على أرض الإسكندرية فنجد أسماء شهيرة مثل القديس آمون أو الأسقف الإسكندر..وغيرهم العديد من المثقفين المصريين الأصل ذوى المعرفة المؤثرة فى العالم وأسمائهم يونانية..مثل أفلوطين وبانطانيوس وأوريجينوس..مما يعنى أنه عند دخول العديد من المصريين فى الديانة المسيحية بدأت مدينة الإسكندرية فى التمصر وذلك من خلال دور الكنيسة القوى الذى لعبته فى أحداث هذه الفترة..وأخرجت للنور ما يعرف بالحضارة القبطية سليلة المصرية. (2)- أنظر رأى (ول ديورانت) فى ذلك – موسوعة قصة الحضارة – المجلد11 – قيصر والمسيح – مكتبة الأسرة – 2001 – ص 392، حيث يرى أن فى آراء (اريوس) تأثراً بفيلون وأفلوطينس وأوريجين..وجميعهم قد عاشوا بمصر لفترات طويلة وسوف يأتى الحديث عنهم فيما بعد..، أما عن أثر مثل هذه الآراء على الكنيستين – روما وبيزنطة – ففى المرجع السابق – الجزء12 – ص 19/23 حيث يتحدث (ول) عن تأثر (قنسطنطين) نفسه بآراء (آريوس) .(3) أ.د. محمد محمد مرسى الشيخ – مقال (الإسكندرية والمسيحية) – كتاب تاريخ الإسكندرية عبر العصور – محافظة الإسكندرية – 1999 – ص84 (4) كانت الأرثوذكسية صفة لجميع المسيحيين فى كل العالم قبل هذا المجمع..وكانوا جميعاً يرون ما تراه كنيسة الإسكندرية صحيحاً وذلك كما جاء فى مجمع إفسس سنة 431م..إلا أنه بمجمع خلقيدونيا..تكون كنيسة الاسكندرية قد أصرت على معتقدها الذى كان سائداً فيما بين مسيحيى العالم..ولذا فمن غير اللائق استخدام لفظ (انشقاق) حيث أن هذا يعنى انها هى التى أتت بالجديد..وإنما هى ظلت تقاوم ما ظهر واستجد من آراء لاهوتية واعتبرتها دروباً من الهرطقة..، وبالرغم من أن كنيسة مصر لم تكن أول من استقلت عن الكنائس الغربية.. فقد سبقتها إلى ذلك استقلال الكنيسة المسيحية الفارسية ذات التأثير النسطورى عام 422م(ول ديورانت – قصة الحضارة – قيصر والمسيح – مكتبة الأسرة – 2001 – الجزء 12 ص 281) ..إلا أن الإختلاف فى الأهمية بين الكنيستين القبطية والفارسية يبدو واضحاً..فالكنيسة القبطية إن دل بقاؤها القوى إلى يومنا هذا ..فإن ذلك يدل على ثقلها الدينى والفكرى والسياسى أيضاً.د. زينب نور الكنيسة القبطية..إنتصار للشخصية المصرية ) | |
|