zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: ابن رشد الأندلسي الثلاثاء مايو 04, 2010 5:36 pm | |
| ابن رشد الأندلسي إعداد : حنان مصطفى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في بيئة أقل ما توصف أنها كانت عاصمة الفكر والعلم ، في مدينة قرطبة الزاخرة بالعلماء والأدباء والفقهاء ، وفي بيت أُشتهر بالثقافة والفقه نشأ العالم الفيلسوف والقاضي الفقيه النابغة ابن رشد. ومع هذا أعتبر ابن رشد سابقاً لزمانه لتمتعه بميزات عديدة فكرية وعلمية وفلسفية جامعة … ولِدَ ابن رشد الفيلسوف (القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد) سنة 520 هـ ـ 1126م في قرطبة، فتربى في أحضان والده الذي كان من كبار القضاة في الأندلس، وفي رحاب سيرة جده الذي كان قاضي القضاة بالأندلس أيضا، ما أدى إلى نبوغه وتفوقه حتى بزَّ أقرانه في شتى العلوم. درس ابن رشد على أبرز علماء عصره من أمثال: أبي القاسم بن بشكوال، أبي مروان بن مسرة، وأبي بكر بن سحنون، وأبي جعفر هارون. كما تولى منصب “قاضي القضاة” بقرطبة، فلقب بـ”قاضي قرطبة”، كما كان من شُرَّاح المذهب المالكي، ولقب بـ”الشارح الأكبر” نظرا لقيامه بشرح كتب أرسطو، ولخص بعض مؤلفات أفلاطون مثل الجمهورية وغيرها. تفوق ابن رشد في شتى المجالات والعلوم التي ولج بابها، فكانت له شهرته، ومكانته العالية التي نال بسببها إعجاب الكثيرين وقربه الملوك في مجالسهم . كما درس علم الكلام من خلال مذهب الأشاعرة، ودرس الطب والرياضيات، والمنطق والفلسفة التي برع فيها وتفوق ودافع عنها ضد الخصوم، ودعا إلى دراستها إلى أن توفي رحمه الله. يُعد ابن رشد أهم فلاسفة الإسلام ودافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين أمثال الفارابي وابن سينا في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو… بدأت شهرة ابن رشد في ظل دولة الموحدين، وبالتحديد عندما استدعاه أول ملوك هذه الدولة “عبد المؤمن بن علي” إلى مراكش سنة (548 هـ)؛ وذلك ليسترشد برأيه في إنشاء عدد من المدارس هناك على غرار مدارس الأندلس، وعندما قابله ابن رشد أعجب به الأمير أيما إعجاب، وعظمت مكانة ابن رشد عنده، وكذلك عظمت مكانته في عصر الخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن. ثم مات الخليفة “أبو يعقوب” سنة 580 هـ وخلفه ابنه “أبو يوسف يعقوب” الملقب بالمنصور، وتوطدت العلاقة بين هذا الأخير وابن رشد، وعظمت مكانته عنده، وقربه إليه بطريقة أقلقت ابن رشد نفسه، ثم بعد ذلك انقلب الخليفة عليه وأمر بنفيه وإحراق كتبه. ابن رشد في محنته لقد نال ابن رشد مكانة عالية عند الخليفة “أبي يوسف” الذي لقب بالمنصور، ورفع هذا الخليفة منزلته إلى درجة عالية بالقدر الذي جعله يقلق لعلمه أن كل ذي نعمة محسود، وأن أعداءه الحاقدين عليه لن يتركوه هكذا، فوقع ما توقعه ابن رشد بحدوث الفتنة عندما قام بعض الفقهاء والحاقدين عليه فأوقعوا بينهما، وهو ما أزرى به وجعل الخليفة يسومه سوء العذاب، ويعريه من كل نعمة كان قد أعطاه إياها، فنفاه إلى بلدة معظم سكانها من اليهود إمعانًا في العقاب والتعذيب ، ولم يتورع عن حرق جميع مؤلفاته الفلسفية وحظر الإشتغال بالفلسفة وعدد من العلوم ماعدا الطب والفلك والحساب، وكانت إحدى التهم التي وجهت له هي إشتغاله بعلوم الكفار كأرسطو. لم تطل محنته كثيراً فخرج إلى مراكش وتوفي هناك رحمه الله 595 هـ. التوفيق بين الشريعة والفلسفة قضايا مهمة عمل عليها “ابن رشد” كان من ضمنها مسألة التوفيق بين الشريعة والفلسفة، وهي المسألة التي احتلت حيزًا كبيرًا في اهتماماته ودفعته للتوفيق بينهما (أي الشريعة والفلسفة) وذلك لأسباب كثيرة من ضمنها أنه فيلسوف متدين، وذلك ما دفعه إلى أن يحرص على إظهار التوافق بين الدين والفلسفة، كما أنه تميز عمن سبقوه؛ لأنه كان فقيها وقاضيا، وكان عليه أن يبين للناس أن انشغاله بالفلسفة لا يتعارض مع هذه الوظيفة الدينية التي يتقلدها، والتي يجب عليه بمقتضاها أن يكون حارسا للشريعة عاملا على تطبيق أحكامها، إضافة إلى مجيء ابن رشد بعد حملة الغزالي وهجومه الضاري على الفلسفة والفلاسفة في كتابه “تهافت الفلاسفة”، وذكر الغزالي أن الفلسفة أدت بكثير من الناس إلى الكفر والإلحاد؛ فكان لزاما على الفقيه الفيلسوف أن يرد على هذا الزعم مبينا خطأه من صوابه. تضاعف ذلك في ظل الظروف التي عاشها ابن رشد، وهي ظروف اقتضت أن يتصدى لهذه القضية بالذات نظرا لأن المذهب المالكي كان سائدا في الأندلس، وأن فقهاء المالكية لا يتحمسون للفلسفة، بل كثير منهم كانوا يعادونها، ويحرمون الاشتغال بها. أما المبادئ التي اعتمد عليها ابن رشد في التوفيق بين الدين والفلسفة فكانت: أولا أن الدين يوجب التفلسف، وثانيا أن الشرع فيه ظاهر وباطن، وثالثا أن التأويل ضروري للتوفيق بين الشريعة والفلسفة أو بين الدين والفلسفة. ابن رشد واوربا أثر ابن رشد في العالم الإسلامي والمسيحي وأوربا وقد بحث عن أسباب إنتهاء حضارة المسلمين في الأندلس فرأى أنها بسبب تراجع دور المرأة آنذاك. دارت حول شروحه الفلسفية وكتاباته الطبية نقاشات عديدة في جامعة السوربون وتلقف الأوربيون شروحه لمؤلفات أرسطو وتُرجمت أعماله إلى لغاتهم ورغم أن لابن رشد دور بالنسبة لفلسفة أرسطو إلى أن هذا الأخير ذهب إلى مجموعة من الحقائق تؤلف نسقا فلسفيا شامخا يختلف مع بعض الحقائق الدينية، وأن ابن رشد قدم توفيقا عبقريا بين هذا البناء الفلسفي الشامخ وبين الدين الإسلامي، وهو توفيق يصلح للمسيحيين واليهود على السواء لأن الأديان في جوهرها واحد. المصادر: موقع إسلام اون لاين شخصيات من العالم العربي
| |
|