1/ 1 خ . ر = العريى المسلم الأول الذى حكم مصر / والأول من حكم مصر فى عصر (خ.ر) = خلفاء راشدين
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد ( بالتصغير) بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لوي بن غالب أبن فهر بن مالك أبو محمد وأبو عبد الله القرشي
فى أول سنة 02 من الهجرة وتوفي فى آخر نفس السنة هرقل عظيم الروم وقام ابنه قسطنطين مكانه
وفى سنة إحدى وعشرين من الهجرة : فيها فتحت الإسكندرية في مستهلها على يد عمرو بن العاص بعد أمور وحروب
وفي نهاية سنة 21 من الهجرة غزا عمرو بن العاص برقة وصالحهم على ثلاثة عشر ألف دينار .
وفى سنة اثنتين وعشرين من الهجرة: فيها قام عمرو بن العاص يغزو طرابلس الغرب وقيل في سنة 23 هـ
وقال المقريزى فى الخطط ج 2 ص 81 : " توفى عمر بن الخطاب فى ذى الحجة سنة 23 هـ وبويع عثمان بن عفان فوفد عليه عمرو بن العاص وسأله عزل عبدالله بن سعد بن أبى سرح عن صعيد مصر وكان عمر ولاة الصعيد فرفض عثمان وعقد (أعطى) لعبدالله بن سرح ولاية مصر كلها فكانت ولاية عمرو بن العاص على مصر الصلاة والخراج منذ أن أفتتحها (غزاها) إلى أن صرف (عزل) عنها أربع سنين وأشهراً" .
وقال ابن عبد الحكم عن يزيد بن أبي حبيب: فاستحبت همدان ومن والاها الجيزة فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بما صنع الله للمسلمين وما فتح عليهم وما فعلوا في خططهم وما استحبت همدان من النزول بالجيزة فكتب إليه عمر يحمد الله على ما كان من ذلك ويقول له: كيف رضيت أن تفرّق أصحابك لم يكن ينبغي لك أن ترضى لأحد من أصحابك أن يكون بينك وبينهم بحر ولا تدري ما يفجأهم فلعلك لا تقدر على غياثهم حين ينزل بهم ما تكره فاجمعهم إليك فإن أبوا عليك وأعجبهم موضعهم بالجيزة وأحبوا ما هنالك فابن عليهم من فيء المسلمين حصنًا فعرض عليهم عمرو ذلك فأبوا وأعجبهم موضعهم بالجيزة ومن والاهم على ذلك من رهطهم يافع وغيرها وأحبوا ما هنالك فبنى لهم عمرو بن العاص الحصن في الجيزة في سنة إحدى وعشرين وفرغ من بنائه في سنة اثنتين وعشرين.
ويقال: إن عمرو بن العاص لما سأل أهل الجيزة أن ينضموا إلى الفسطاط قالوا: مَقدَمٌ قَدِمناه في سبيل الله ما كنا لنرحل منه إلى غيره فنزلت يافع الجيزة فيها مبرح بن شهاب وهمدان وذو وقال القضاعيّ: ولما رجع عمرو بن العاص من الإسكندرية ونزل الفسطاط جعل طائفة من جيشه بالجيزة خوفًا من عدوّ يغشاهم من تلك الناحية فجعل فيها آل في أصبح من حمير وهم كثير ويافع بن زيد من رعين وجعل فيها همدان وجعل فيها طائفة من الأزديين بني الحجر بن الهبو بن الأزد وطائفة من الحبشة وديوانهم في الأزد فلما استقرّ عمرو في الفسطاط أمر الذين خلفهم بالجيزة أن ينضموا إليه فكرهوا ذلك وقالوا: هذا مقدم قدمناه في سبيل الله وأقمنا به ما كنا بالذين نرغب عنه ونحن به منذ أشهر فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بذلك يخبره أن همداد وآل ذي أصبح ويافعًا ومن كان معهم أحبوا المقام بالجيزة فكتب إليه كيف رضيت أن تفرّق عنك أصحابك وتجعل بينك وبينهم بحرًا لا تدري ما يفجأهم فلعلك لا تقدر على غياثهم فاجمعهم إليك ولا تفرّقهم فإن أبوا وأعجبهم مكانهم فابنِ عليهم حصنًا من فيء المسلمين فجمعهم عمرو وأخبرهم بكتاب عمر فامتنعوا من الخروج من الجيزة فأمر عمرو ببناء الحصن عليهم فكرهوا ذلك وقالوا: لا حصن أحصن لنا من سيوفنا وكرهت ذلك همدان ويافع فأقرع عمرو بينهم فوقعت القرعة على يافع فبنى فيهم الحصن في سنة إحدى وعشرين وفرغ من بنائه في سنة اثنتين عشرين وأمرهم عمرو بالخطط بها فاختط ذو أصبح من حمير من الشرق ومضوا إلى الغرب حتى بلغوا أرض الحرث والزرع وكرهوا أن يبني الحصن فيهم واختط يافع بن الحرث من رعين بوسط الجيزة وبنى الحصن في خططهم وخرجت طائفة منهم عن الحصن أنفه منه واختطت بكيل بن جشم من نوف من همدان في مهب الجنوب من الجيزة في شرقيها واختطت حاشد بن جشم بن نوف في مهب الشمال من الجيزة في غربيها واختطت الجباوية بنو عامر بن بكيل في قبليّ الجيزة واختطت بنو حجر بن أرحب بن بكيل في قبليّ الجيزة واختط بنو كعب بن مالك بن الحجر بن الهبو بن الأزد فيما بين بكيل ويافع والحبشة اختطوا على الشارع الأعظم
****************************
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة النجوم الزاهرة ( 6 من 273 ) : " وقال ابن عبد الحكم في تاريخه خطبة عمر: حدثنا عبد الرحمن حدثنا سعيد بن ميسرة عن إسحاق بن الفرات عن ابن لهيعة عن الأسود بن مالك الحميري عن بحير بن ذاخر المعافري قال: رحت أنا ووالدي إلى صلاة الجمعة تهجيرًا وذلك آخر الشتاء: أظنه بعد حميم النصارى بأيام يسيرة فأطلنا الركوع إذ أقبل رجال بأيديهم السياط يزجرون الناس فذعرت فقلت: يا أبت من هؤلاء قال: يا بني هؤلاء الشرط فأقام المؤذنون الصلاة فقام عمرو بن العاص على المنبر فرأيت رجلا ربعة قصد القامة وافر الهامة أدعج أبلج عليه ثياب موشية كأن به العقيان تأتلق عليه حلة وعمامة وجبة فحمد الله وأثنى عليه حمدًا موجزًا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ووعظ الناس وأمرهم ونهاهم فسمعته يحض على الزكاة وصلة الأرحام ويأمر بالاقتصاد وينهى عن الفضول وكثرة العيال وقال في ذلك: يا معشر الناس إياكم وخلالًا أربعة فإنها تدعو إلى النصب بعد الراحة وإلى الضيق بعد السعة وإلى المذلة بعد العزة.
إياكم وكثرة العيال وإخفاض الحال وتضييع المال والقيل بعد القال في غير لمحرك ولا نوال ثم إنه لا بد من فراغ يؤول إليه المرء في توديع جسمه والتدبير لشأنه وتخليته بين نفسه وبين شهواتها ومن صار إلى ذلك فليأخذ بالقصد والنصيب الأقل ولا يضيع المرء في فراغه نصيب العلم من نفسه فيكون من الخير عاطلًا وعن حلال الله وحرامه غافلًا.
يا معشر الناس إنه قد تدلت الجوزاء وذكت الشعرى وأقلعت السماء وارتفع الوباء وقل الندى وطاب المرعى ووضعت الحوامل ودرجت السخائل وعلى الراعي بحسن رعيته حسن النظر فحي لكم على بركة الله إلى ريفكم فنالوا من خيره ولبنه وخرافه وصيده وأربعوا خيلكم وأسمنوها وصونوها وأكرموها فإنها جنتكم من عدوكم وبها مغانمكم وأنفالكم واستوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرًا وإياكم والمسومات والمعسولات فإنهن يفسدن الدين ويقصرن الهمم.
حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لكم منهم صهرًا وذمة فكفوا أيديكم وعفوا فروجكم وغضوا أبصاركم ولا أعلمن ما أتى رجل قد أسمن جسمه وأهزل فرسه واعلموا أني معترض الخيل كاعتراض الرجال فمن أهزل فرسه من غير علة حططته من فريضته قدر ذلك واعلموا أنكم في رباط إلى يوم القيامة لكثرة الأعداء حولكم وتشوق قلوبهم إليكم وإلى داركم معدن الزرع والمال والخير الواسع والبركة النامية.
وحدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا فذلك الجند خير أجناد الأرض " فقال له أبو بكر: ولم يا رسول الله قال: " لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة ".
فاحمدوا الله معشر الناس على ما أولاكم فتمتعوا في ريفكم ما طاب لكم فإذا يبس العود وسخن العمود وكثر الذباب حمض اللبن وصوح البقل وانقطع الورد من الشجر فحي إلى فسطاطكم على بركة الله ولا يقدمن أحد منكم ذو عيال على عياله إلا ومعه تحفة لعياله على ما أطاق من سعته أو عسرته أقول قولي هذا وأستحفظ الله عليكم.
قال: فحفظت ذلك عنه فقال والدي بعد انصرافنا إلى المنزل - لما حكيت له خطبته - إنه يا بني يحدو الناس إذا انصرفوا إليه على الرباط كما حداهم على الريف والدعة.
السنة الأولى من ولاية عمرو بن العاص الأولى على مصر وهي سنة عشرين من الهجرة:
فيها كانت غزوة تستر وفيها توفي بلال بن رباح الحبشي مولى أبي بكر الصديق وحمامة أمه وكان من السابقين الأولين وممن عذب في الإسلام وشهد بدرًا وكان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم مات بدمشق بالطاعون في هذه السنة وقيل في التي قبلها ودفن بدمشق بالباب الصغير وله بضع وستون سنة - رضي الله عنه.
وفيها توفيت زينب بنت جحش بن رباب الأسدي - أسد خزيمة - أم المؤمنين تزوجها النبي وفيها توفي البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك الأنصار في النجاري: كان أحد الأبطال الأفراد في الصحابة - رضي الله عنهم.
وفيها توفي عياض بن غنم أبو سعد من المهاجرين الأولين شهد بدرًا وغيرها - رضي الله عنه.
وفيها توفي سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي: كان من أشراف بنى جمح له صحبة ورواية قال الذهبي: روى عنه عبد الرحمن بن سابط.
وفيها توفي أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رضيع النبي وشبيهه.
وفيها توفي هرقل عظيم الروم وقام ابنه قسطنطين مكانه.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربعة أذرع وتسعة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا.
السنة الثانية من ولاية عمرو وهي سنة إحدى وعشرين من الهجرة:
فيها فتحت الإسكندرية في مستهلها على يد عمرو بن العاص بعد أمور وحروب وفي آخرها افتتح عمرو بن العاص برقة وصالحهم على ثلاثة عشر ألف دينار.
وفيها اشتكى أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه فصرفه عمر وولى عليهم عمار بن ياسر على الصلاة وولى عبد الله بن مسعود على بيت المال وولى عثمان بن حنيف على مساحة أرض السواد.
وفيها كان فتح نهاوند وأستشهد أمير الجيش الذي توجه إليها وهوا لنعمان بن مقرن المزني واستشهد أيضا يومئذ طليحة بن خويلد بن نوفل وفتحت تستر.
وفيها صالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس على أنطاكية وملطية وغيرهما.
وفيها توفي خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أبو سليمان سيف الله كذا لقبه النبي صلى الله عليه وسلم وأمه لبابة أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين ودفن بحمص وقبره مشهور يقصد للزيارة.
وفيها توفي العلاء بن الحضرمي واسم الحضرمي عبد الله بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن مقنع بن حضرموت حليف بني أمية وإلى أخيه تنسب بئر ميمونة التي بأعلى مكة احتفرها في وفيها توفي الجارود العبدي: سيد عبد القيس وكنيته أبو عتاب وقيل أبو المنذر وقيل اسمه بشر ولقب جارودًا لأنه أغار على بكر بن وائل فأصابهم وجردهم أسلم سنة عشر من الهجرة وفرح النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم خمسة أذرع وإصبعان. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وخمسة أصابع.
السنة الثالثة من ولاية عمرو الأولى على مصر وهي سنة اثنتين وعشرين من الهجرة:
فيها افتتح عمرو بن العاص طرابلس الغرب وقيل في التي بعدها وفيها غزا حذيفة مدينة الد ينور فافتتحها عنوة وقد كانت فتحت قبل لسعد ثم انتقضت.
وفيها أيضا غزا حذيفة ما سبذان فافتتحها عنوة وقيل كان افتتحها سعد ثم نقضوا وقال طارق بن شهاب: غزا أهل البصرة ماه فأمدهم أهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فأرادوا أن يشركوا في الغنائم فأبى أهل البصرة ثم كتب إليهم عمر: الغنيمة لمن شهد الوقعة.
وفيها فتحت همذان قاله ابن جرير وغيره وفيها فتحت الري وما بعدها ثم فتحت أذربيجان في قول الواقدي وأبي معشر وقال سيف: كانت في سنة ثماني عشرة وكان بين أهل هذه البلاد والمسلمين حروب كثيرة حتى فتح الله عليهم.
وفيها توفي أبي بن كعب في قول الواقدي وابن نمير والد يلمي واليزيدي وقيل في سنة تسع عشرة.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أعني القاعدة ستة أذرع واثنا عشر إصبعًا مبلغ الزيادة فيها ستة عشر ذراعًا وثمانية عشر إصبعًا.
السنة الرابعة من ولاية عمرو الأولى على مصر وهي سنة ثلاث وعشرين من الهجرة:
فيها فتح كرمان وكان أميرها سهل بن عدي.
وفيها فتحت سجستان وكان أمير الجيش عاصم بن عمر.
وفيها فتحت مكران وكان أمير الجيش لفتحها الحكم بن عثمان وهي من بلاد الجبل.
وفيها - ذكر سيف عن مشايخه: أن سارية بن زنيم قصد فسا ودارابجرد واجتمع له جموع من الفرس والأكراد عظيمة ودهم المسلمين منهم أمر عظيم ورأى عمر بن الخطاب في تلك الليلة فيما يرى النائم معركتهم وعددهم في وقت من نهار وأنهم في صحراء وهناك جبل إن استندوا إليه لم يؤتوا إلا من جهة واحدة فنادى عمر من الغداة للصلاة جماعة حتى إذا كانت الساعة التي كان رأى أنهم اجتمعوا فيها خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطب الناس وأخبرهم بما رأى ثم قال: يا سارية الجبل الجبل! ثم قال: إن لله جنودًا ولعل بعضها أن يبلغهم قال: ففعلوا ما قال عمر فنصرهم الله على عدوهم وفتحوا البلد وقيل في رواية أخرى: إنما كان عمر في خطبة الجمعة.
- وفيها حج عمر بن الخطاب بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهي آخر حجة حجها.
وفيها غزا معاوية بن أبي سفيان الصائفة حتى بلغ عمورية.
وفيها توفي قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب واسمه ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس أبو عمرو الأنصاري الظفري أخو أبي سعيد الخدري لأمه وقتادة الأكبر.
شهد قتادة وقعة بدر وأصيبت عينه ووقعت على خده في يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فغمز حدقته وردها إلى موضعها فكانت أصح عينيه.
قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أبو حفص القرشي العدوي الفاروق.
استشهد في يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي الحجة وقيل لأربع وسنه يوم مات نيفت على ستين سنة وقيل غير ذلك على أقوال كثيرة.
ضربه أبو لؤلؤة - واسمه فيروز - عبد المغيرة بن شعبة بخنجر في خاصرته وهو في صلاة الصبح فمات بعد ثلاثة أيام وتولى الخلافة بعده عثمان بن عفان - رضي الله عنهما وكانت خلافته عشر سنين ونصف لأنه ولي بعد وفاة أبي بكر الصديق في ثامن جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.
قلت: ويضيق هذا المحل عن ذكر شيء من بعضي مناقبه وما ورد في حقه من الأحاديث وقد ذكرنا ذلك في غير هذا المكان.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع وثمانية عشر إصبعًا مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا واثنا عشر إصبعًا.
السنة الخامسة من ولاية عمرو بن العاص الأولى على مصر وهي سنة أربع وعشرين من الهجرة:
فيها سار منويل الخصي إلى الإسكندرية فسأل أهل مصر عثمان إرسال عمرو بن العاص لقتال منويل المذكور فجاء إليها عمرو وحارب حتى افتتحها الفتح الثاني في هذه السنة وقيل: بل كان ذلك في سنة خمس وعشرين وهو الأصح.
وفيها حج بالناس عثمان بن عفان - رضي الله عنه.
وفيها - في قول سيف - عزل عثمان سعدًا عن الكوفة وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط مكانه فكان هذا مما نقم على عثمان وكنيته أبو وهب وهو أخو عثمان لأمه وله صحبة ورواية روى عنه أبو موسى الهمذاني والشعبي وحارثة بن مضرب وغيرهم.
وفيها فتح معاوية بن أبي سفيان الحصون وولد له ابنه يزيد.
وفيها توفي سراقة بن مالك بن جعشم أبو سفيان المدلجي.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ذراعان وأربعة عشر إصبعًا مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وستة أصابع.
********************
وما ذكره المقريزى عن عمرو بن العاص المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني 60 / 167 : " عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك:
أبو عبد الله (أبن عمرو بن العاص أسمه عبدالله) كان تاجرًا في الجاهلية وكان يختلف بتجارته إلى مصر وهي الأدم والعطر ثم ضرب الدهر ضرباته حتى فتح المسلمون الشأم فخلا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستأذنه في المسير إلى مصر فسار في سنة تسع عشرة وأتى الحصن فحاصره سبعة أشهر إلى أن فتحه في يوم الجمعة مستهل المحرم سنة عشرين
وقيل: كان فتح مصر في ثاني عشر بؤنة سنة سبع وخمسين وثلثمائة لدقلطيانوس فعلى هذا يكون فتح مصر في سنة تسع عشرة من الهجرة وتحرير ذلك أن الذي بين يوم الجمعة أول يوم من ملك دقلطيانوس وبين يوم الخميس أول سنة الهجرة ثمان وثلاثون وثلثمائة سنة فارسية وتسعة وثلاثون يومًا فإذا ألغينا ذلك من تاريخ مصر في ثاني عشر بؤنة سنة سبع وخمسين وثلثمائة بقي ثمان عشر سنة وثمانية أشهر وثلاثة أيام وهذه سنون شمسية عنها من سني القمر تسع عشر سنة وشهر وثلاثة عشر يومًا فيكون ذلك في ثالث عشر ربيع الأول سنة عشرين فلعل الوهم وقع في الشهر القبطي وحاز الحصن بما فيه
وسار إلى الإسكندرية في ربيع الأول منها فحاصرها ثلاثة أشهر ثم فتحها عنوة وهو الفتح الأول ويقال: بل فتحها مستهل سنة إحدى وعشرين ثم سار عنها إلى برقة فافتتحها عنوة في سنة اثنتين وعشرين وقيل: في سنة ثلاث وعشرين وقدم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدمتين استخلف في إحداهما زكريا بن جهم العبدري وفي الثانية ابنه عبد الله وتوفي عمر رضي الله عنه في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وبويع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فوفد عليه عمرو وسأله عزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن صعيد مصر وكان عمر ولاه الصعيد فامتنع من ذلك عثمان وعقد لعبد الله بن سعد على مصر كلها فكانت ولاية عمرو على مصر: صلاتها وخراجها منذ افتتحها إلى أن صرف عنها أربع " أنتهى
This site was last updated 05/15/08