النوع الأول: والذى يطلق عليه النوم الكلاسيكى أو النوم البطىء وهذا النوع يتميز بانخفاض سرعة التنفس وسرعة ضربات القلب وانخفاض الدم وهبوط درجة حرارة الجسم وانخفاض سرعة الاحتراق الداخلى بالجسم. وهذا النوع يتميز بأنه لا تصاحبه حركات العين السريعة.
أما النوع الثانى ويطلق عليه النوم النقيضى أو النوع الحالم فهذا النوع يتميز بحركات العين السريعة وتحدث أثناءه الأحلام … ويصاحب هذا النوع من النوم نشاط فى كل الأجهزة وتزداد حركة التنفس وسرعة القلب وضغط الدم وإفراز المعدة.
ويتعاقب النوعان من النوم فى دورات ثابتة تقريباً لكل شخص … ويحدث النوع الثانى مرة كل 9. دقيقة ، ويستمر حوالى 2. دقيقة فى كل دورة … ويقضى النائم حوالى 25% من فترة النوم فى هذا النوع الثانى.
ويحدث النوع الأول من النوم فى أول الليل بكثرة … بينما تطول فترات النوع الثانى أخر الليل.
ويطلق على النوع الثانى من النوم أيضا اسم النوع الحالم وذلك لعلاقة هذا النوع من النوم بالأحلام علاقة وثيقة. إذ نجد أننا إذا أيقظنا النائم خلال فترة حركات العين السريعة فإنه يذكر لنا على الفور أنه كان مستغرقاً فى الأحلام … وهناك دليل آخر على أن هذا النوع من النوم خاص بالأحلام وهذا الدليل مستوحى من أن حركات العين تشبه فى حركتها متابعة الصور المتحركة وكأن النائم يتابع الصور التى يراها فى حلمه.
وقد اختلف الكثيرون فى الأسباب التى تدعو الإنسان أن ينام … فيعتقد البعض أن الإنسان يظل يقظاً بسبب المنبهات الخارجية عن طريق أجهزة الإحساس المختلفة … وأن النوم حيث يسبب قلة هذه المنبهات وبحيث يصبح الإنسان بعدها أكثر استعداداً للنوم.
ومن المعروف أن هناك 5 مراكز عليا فى المخ تتحكم فى أنشطة الجسم المختلفة مثل التنفس والشهية وضغط الدم… وقد تثبت أخيراً أن هناك مركزاً يتحكم فى حالة اليقظة… هذا المركز يسمى التكوين الشبكى وموقعه فى المخ المتوسط … وهذا المركز يجعلنا متيقظين فإذا ما أنتهى من عمله نبدأ نحن فى النعاس.
يقول الله تعالى { إذ يغشيكم النعاس أمنهً منه } .. إذاً فالنوم أمن من الله تعالى للبشر ولذلك فإن من يفقد نعمه النوم المنتظم يعانى من الكثير من التوترات النفسية.
ومشكلة الأرق أو عدم النوم من المشاكل التى تمر على الكثير منا فى المراحل المختلفة من الحياة … فقد يعانى الإنسان من عدم النوم نتيجة لوجود بعض الآلام الجسمانية مثل الصداع والمغص الكلوى والمرارى أو بسبب وجود صعوبة فى التنفس أو الكحة الشديدة … أو نتيجة للتعرض لبعض الحوادث والإصابات التى تؤثر على الجسم وما يصاحب ذلك من الآلام … وقد يعانى البعض من الأرق أو عدم النوم بسبب وجود بعض المشاكل الاجتماعية فى حياته.
ويحدث الأرق فى وقت تزيد فيه وطأة الحياة ويميل الأرق إلى أن يكون اكثر شيوعاً بين النساء وكبار السن والأشخاص المضطربين نفسياً أو فى مواقف غير مناسبة اجتماعياً واقتصادياً … وعندما تتكرر نوبات الأرق فإنها قد تؤدى إلى خوف من عدم النوم وانشغال بتبعاته مما يخلق دائرة خبيثة تفاقم من مشكلة المريض.
وأكثر الشكاوى انتشاراً بين مصابى الأرق هى الشكوى من صعوبة الدخول فى النوم ، يليها صعوبة الاستمرار فى النوم وبعدها الاستيقاظ المبكر … ومع ذلك فإنه عادة ما يشكو المريض من أكثر من واحدة من تلك الشكاوى.
ويصف مرضى الأرق أنفسهم عندما يحين وقت النوم بأنهم يشعرون بالتوتر والقلق والانشغال أو الاكتئاب وكأن أفكارهم تتسابق، وكثيراً ما يجترون أفكارهم حول حصولهم على كمية كافيه من النوم وحول وجود مشاكل خاصة أو حول وضعهم الصحى … وحتى حول الموت … وفى الصباح كثيراً ما يشكون من إحساسهم بالتعب الجسمى والعقلى.
والأرق عرض شائع فى الاضطرابات العقلية الأخرى مثل الاضطرابات الوجدانية والنفسية وفى مرض الفصام وفى مرضى الإدمان كذلك فإن الأرق قد يصاحب الأمراض الجسمية التى يصاحبها ألم أو قلة راحة.
****