الحبوب المنبهة واخطارها ...........

الحبوب المنبهة واخطارها:

أدرس في السنة الثانية في الجامعة، أشكو منذ زمن ضعفاً في القدرة على استيعاب المحاضرات والتركيز فيها خصوصاً مع كثرتها وتنوع المواد وكون بعضها في أوقات غير مناسبة (مثلاً، بعد الغداء..).تزداد معاناتي قبل وخلال فترة الامتحانات وذلك حين أضطر لحفظ وفهم كم هائل من المعلومات في وقت قصير.

في اختبارات الفصل الماضي اقترح عليّ شخص ما أن أتناول حبوباً تساعد الذاكرة على التركيز وشجعني على تناولها وأعطاني بنفسه بعض الحبوب البيضاء وفعلاً ما إن استخدمت واحدة حتى شعرت بأن طاقتي وقدراتي الذهنية بل والجسدية قد زادت بشكل ملحوظ واستطعت أن أستذكر بعض المواد الصعبة وبحيوية ونشاط، ولكن الغريب في أمر تلك الحبوب أنهالم تهيىء لي فرصة للنوم، حيث أني بقيت بدون نوم لمدة يومين متواليين

نمت بعدهما نوماً طويلاً وأصبت بكسل شديد وخمول وعادت الذاكرة كما كانت إلى الكسل والضعف.

أرجو إعطائي فكرة عن هذه الحبوب وهل هي من الأدوية المعروفة أم هي من قبيل المخدرات أم ماذا؟ ولكم الشكر.

أ‌. ه .

هذا الوصف الذي ذكرت للحبوب وأثرها عليك ینطبق على مادة (الأمفيتامين 􀂄ومشتقاتها) وهي مادة منشطة للخلایا الدماغية تعمل عن طریق زیادة النواقل العصبية المعروفة باسم (كایتكول أمينات) والمسؤولة عن عدد من العمليات الذهنية (التركيز

والانتباه والنشاط الذهني والجسدي.. إلخ) وأصلها دواء علاجي لبعض الأمراض ولكن صنعت أیضاً ورُوِج لها سراً من قبل من یتعاطون ویروجون للمواد الممنوعة ولها عدة أسماء شائعة (خصوصاً في أوساط الشباب وسائقي المسافات الطویلة) فمن أسمائها: أبو ملف -الأبيض- ملف شقراء- كبتاجون - أبوقوس.. إلخ. وفي الآونة الأخيرة بدأ یروج سوقها لدى الطلاب لأنها تزید القدرات الذهنية خلال فترة تأثيرها، ویجهل كثير منهم حقيقتها، وخطورتها كبيرة مهما ظن البعض أنها فعلاً علاج لضعف التركيز.وتكمن خطورتها في أنها تسبب أیضاً اهتياجاً عصبياً، وحدّة في المزاج وقلقاً ونرفزة وربما أدت إلى تعطل عدد من الوظائف العقلية أو نوبة جنون تتميز بسماع أصوات ورؤیة خيالات ليس لها رصيد في الواقع وترهات وضلالات في التفكير وشكوك خطيرة، كما إنها بعد انتهاء مفعولها تؤدي إلى فتور وصداع وضعف عام في الجسم والذهن، وعند تناولها لفترات طویلة یقل تأثير الحبة فيضطر الشخص إلى تناول المزید من الحبوب للوصول إلى المقدار نفسه من التأثير المراد منها، إلى أن یدخل الشخص في دائرة الإدمان عليها والتي یصعب عليه بعدها التخلص منها خصوصاً وأن من مضاعفاتها حدوث اكتئاب حاد عند التوقف عنها وصداع شدید.

فاحذر أخي الكریم تناول هذه الحبوب وأشباهها وحذّر مَنْ حولك منها.

هناك العدید من الأساليب الفاعلة في معالجة ضعف التركيز وكسل الذاكرة وفيها مؤلفات متعددة متوافرة في المكتبات یمكنك الاستفادة منها، إضافة إلى الحرص على الغذاء الجيد المتوازن.

ینبغي الاستعداد المسبق -من بدایة الفصل الدراسي- للمواد وحسن المتابعة للتحصيل العلمي إضافة إلى حسن تنظيم الوقت وتقسيمه وإعطاء فرصة للنفس للراحة والترفيه

وهناك عدة مؤلفات تهتم بهذه الموضوعات وستفيدك في ذلك بإذن الله. أرجو لك التوفيق.

مجلة الاسرة.........................