Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


We Present Wessam The Educational Forum بسم الله الرحمن الرحيم نقدم لكم وسام المنتدي التربوي
 
الرئيسيةFace Bookأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zinab
نائبة المديرVice Administrator
نائبة المديرVice Administrator
zinab


عدد المساهمات : 4698
نقاط : 7895
تاريخ التسجيل : 20/01/2008

بطاقة الشخصية
تربوي:

أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام   أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام I_icon_minitimeالإثنين يناير 21, 2008 9:34 am

أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام:

ليس الغرض من دراسة السيرة النبوية وفقهها، مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية، ولا سرد ما طرف أو جمل من القصص والأحداث ولذا فلا ينبغي أن نعتبر دراسة فقه السيرة النبوية من جملة الدراسة التاريخية، شأنها كشأن الاطلاع على سيرة خليفة من الخلفاء أو عهد من العهود التاريخية الغابرة .

وإنما الغرض منها؛ أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياته صلى الله عليه وسلم، بعد أن فهمها مبادىء وقواعد وأحكاماً مجردة في الذهن.

أي إن دراسة السيرة النبوية، ليست سوى عمل تطبيقي يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية كاملة، في مثلها الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم.

وإذا أردنا أن نجزىء هذا الغرض ونصنّف أجزاءه، فإن من الممكن حصرها في الأهداف التفصيلية التالية:

1.فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ( النبوية ) من خلال حياته وظروفه التي عاش فيها، للتأكد من أن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه، ولكنه قبل ذلك رسول أيّده الله بوحي من عنده وتوفيق من لدنه.

2.أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة، كي يجعل منها دستوراً يستمسك به ويسير عليه ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى في ناحية من نواحي الحياة فإنه واجد كل ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعظم ما يكون من الوضوح والكمال . ولذا جعله الله قدوة للإنسانية كلها إذ قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

3.أن يجد الإنسان في دراسة سيرته عليه الصلاة والسلام ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده، إذ إن كثيراً من آيات القرآن إنما تفسرها وتجلّيها الأحداث التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه منها.

4.أن يتجمع لدى المسلم من خلال دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم، أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء ما كان منها متعلقاً بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق، إذ لا ريب أن حياته عليه الصلاة والسلام إنما هي صورة مجسدة نيرة لمجموع مبادىء الإسلام وأحكامه.

5.أن يكون لدى المعلم والداعية الإسلامية نموذج حيّ عن طرائق التربية والتعليم، فلقد كان محمد صلى الله عليه وسلم معلماً ناصحاً ومربياً فاضلاً لم يأل جهداً في تلمس أجدى الطرق الصالحة إلى كل من التربية والتعليم خلال مختلف مراحل دعوته.

وإن من أهم ما يجعل سيرته صلى الله عليه وسلم وافية بتحقيق هذه الأهداف كلها أن حياته عليه الصلاة والسلام شاملة لكل النواحي الإنسانية والاجتماعية التي توجد في الإنسان من حيث إنه فرد مستقل بذاته أو من حيث إنه عضو فعال في المجتمع.

فحياته عليه الصلاة والسلام تقدم إلينا نماذج سامية للشاب المستقيم في سلوكه، الأمين مع قومه وأصحابه، كما تقدم النموذج الرائع للإسلام الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى الطاقة في سبيل إبلاغ رسالته، ولرئيس الدولة الذي يسوس الأمور بحذق وحكمة بالغة، وللزوج المثالي في حسن معاملته، وللأب في حنو عاطفته، مع تفريق دقيق بين الحقوق والواجبات لكل من الزوجة والأولاد، وللقائد الحربي الماهر والسياسي الصادق المحنك، للمسلم الجامع-في دقة وعدل- بين واجب التعبد والتبتل لربه، والمعاشرة الفكاهة اللطيفة مع أهله وأصحابه.

لا جرم إذن، أن دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليست إلا إبرازاً لهذه الجوانب الإنسانية كلها مجسدة في أرفع نموذج وأتم صورة.

السيرة النبويّة كيف تطوّرت دراستها وكيف يجبُ فهمُها اليوم:

السيرة النبويّة والتاريخ:

لا ريب أن سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تشكل الركيزة الأساسية لحركة التاريخ العظيم الذي يعتز به المسلمون على اختلاف لغاتهم وأقطارهم.

وانطلاقاً من هذه السيرة دون المسلمون التاريخ… ذلك لأن أول ما دونه الكاتبون المسلمون من وقائع التاريخ وأحداثه، هو أحداث السيرة النبويّة، ثم تلا ذلك تدوين الأحداث التي تسلسلت على أثرها إلى يومنا هذا.

حتى التاريخ الجاهلي الذي ينبسط منتشراً وراء سور الإسلام في الجزيرة العربية، إنما وعاه المسلمون من العرب وغيرهم، واتجهوا إلى رصده وتدوينه، على هدي الإسلام الذي جاء فحدد معنى الجاهلية، وعلى ضوء المعلمة التاريخية الكبرى التي تمثلت في مولد أفضل الورى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة حياته.

إذن، فالسيرة النبوية تشكل المحور الذي تدور حوله حركة التدوين لتاريخ الإسلام في الجزيرة العربية.

بل هي العامل الذي أثر في أحداث الجزيرة العربية أولاً، ثم في أحداث سائر العالم الإسلامي ثانياً.

ولقد امتلك فن الرواية لأحداث التاريخ عند العرب والمسلمين منهجاً علمياً دقيقاً لرصد الوقائع وتمييز الصحيح منها عن غيره، لم يملك مثلَه غيرهم . غير أنهم لم يكونوا ليكتشفوا هذا المنهج، ولم يكونوا لينجحوا في وضعه موضع التنفيذ في كتاباتهم التاريخية، لولا السيرة النبوية التي وجدوا أنفسهم أمام ضرورة دينية تحملهم على تدوينها تدويناً صحيحاً، على نحو لا يشوبها وهم ولا يتسلل إليها خلط أو افتراء .. ذلك لأنهم علموا أن سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته هما المفتاح الأول لفهم كتاب الله تعالى . ثم هما النموذج الأسمى لكيفية تطبيقه والعمل به. فكان أن نهض بهم دافع اليقين بنبوة رسول صلى الله عليه وسلم، وبأن القرآن كلام الله تعالى، وبأنهم يحملون مسؤولية العمل بمقتضاه، وأن الله محاسبهم على ذلك حساباً دقيقاً- نهض بهم اليقين بكل ذلك إلى تحمل أقسى الجهد في سبيل الوصول إلى منهج علمي تحصن فيه حقائق السيرة والسنة النبوية المطهرة.

وإنما أقصد بالمنهج العلمي قواعد مصطلح الحديث، وعلم الجرح والتعديل. فمن المعلوم أن ذلك إنما وجد أولاً لخدمة السنة المطهرة التي لا بد أن تكون السيرة النبوية العامة قاعدة لها. ثم إنه أصبح بعد ذلك منهجاً لخدمة التاريخ عموماً، وميزاناً لتمييز حقائقه عن الأباطيل التي قد تعلق به.

يتبين لك من هذا أن كتابة السيرة النبوية، كانت البوابة العريضة الهامة التي دخل منها المسلمون إلى دراسة التاريخ وتدوينه عموماً، وأن القواعد العلمية التي استعانوا بها لضبط الروايات والأخبار، هي ذاتها الواعد التي أبدعتها عقول المسلمين شعوراً منهم بالحاجة الماسة إلى حفظ مصادر الإسلام وينابيعه الأولى من أن يصيبها أي دخيل يعكرها.



تاريخ التأليف في السيرة وأشهر كتبها:

لقد عُني المسلمون عناية فائقة بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسننه، وأيامه، ومغازيه، وقبل أن تدوَّن الأحاديث تدويناً عاماً في آخر القرن الأول الهجري، كانت مقيدة في الحوافظ، مدوَّنة في الصدور عند جمهرة الصحابة، والتابعين، وكان القارئون الكاتبون منهم يدونون منها ما استطاعوا من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد التدوين، ومن ذلك ما يتعلق بسيرة النبي ومغازيه.

السيرة جزء من الحديث

وقد شغلت السيرة النبوية حيزاً غير قليل من الأحاديث، فالذين جمعوا الأحاديث لم تَخْلُ كتبهم غالباً عن ذكر ما يتعلق بحياة النبي ومغازيه، وخصائصه، ومناقبه، ومناقب صحابته، وقد استمر هذا المنهج حتى بعد انفصال السيرة عن الحديث في التأليف، وجعلها علماً مستقلاً، وأقدم كتاب وصل إلينا في الأحاديث، وهو "موطأ" الإمام مالك - رحمه الله - (المتوفى 179)، لم يَخْلُ من ذكر جملة الأحاديث فيما يتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصافه، وأسمائه، وذكر ما يتعلق بالجهاد.

وصحيح الإمام أبي عبد الله البخاري (المتوفى 256) ذكر فيه قطعة كبيرة مما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، كما ذكر كتاب "المغازي" وما يتعلق بخصائصه وفضائله عليه الصلاة والسلام، وفضائل أصحابه ومناقبهم، وذلك كله لا يقل عن عشر الكتاب، وكذلك صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى 261) اشتمل على جزء كبير من سيرة النبي، وفضائله، وفضائل أصحابه، والجهاد والسير.

1- عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمانالأنصاري: كان جده قتادة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدراً وأحداً والمشاهد، وأصيبت عينه يوم أحد، فسقطت على وجنته، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعادت أحسن عينيه وأحدّهما، وأبوه عمر روى المغازي والأخبار عن أبيه، ورواها عن عمر ابنه عاصم، قال فيه ابن سعد: كان راوية للعلم، وله علم بالمغازي والسير، أمره عمر بن عبد العزيز أن يجلس في مسجد دمشق، ويحدث الناس بالمغازي ومناقب الصحابة، ففعل. وكان من المصادر المهمة التي اعتمد عليها ابن إسحاق، والواقدي، توفي سنة عشرين ومائة، وقيل : تسع وعشرين ومائة.

2- عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري : جده الأعلى عمرو صحابي، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، ليفقههم في الدين، ويعلمهم القرآن والسنة. وجده محمد قيل: له رؤية، مات يوم الحرة، وأبوه أبو بكر كان قاضي المدينة، وواليها، وهو أول من دوَّن الحديث بأمر عمر بن عبد العزيز أو من أوائلهم، فقد نشأ إذاً في بيت علم ورواية، وقد نقلت عن عبد الله أخبار كثيرة ذكرها ابن إسحاق، والواقدي، وابن سعد، والطبري. توفي سنة خمس وثلاثين ومائه .

موقع العرب وأقوامها

إن السيرة النبوية - على صاحبها الصلاة والسلام - عبارة في الحقيقة عن الرسالة التي حملها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المجتمع البشري، وأخرج بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة اللَّه. وإذن فلا يمكن إحضار صورتها الرائعة بتمامها إلا بعد المقارنة بين خلفيات هذه الرسالة وآثارها. ونظراً إلى ذلك نقدم فصلاً عن أقوام العرب وتطوراتها قبل الإِسلام، وعن الظروف التي بعث فيها محمد صلى الله عليه وسلم .

موقع العرب

العرب لغة الصحاري والقفار، والأرض المجدبة التي لا ماء فيها ولا نبات. وقد أطلق هذا اللفظ منذ أقدم العصور على جزيرة العرب.

كما أطلق على قوم قطنوا تلك الأرض، واتخذوها موطناً لهم.

وجزيرة العرب يحدها غرباً البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء، وشرقاً الخليج العربي وجزء كبير من بلاد العراق الجنوبية، وجنوباً بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند، وشمالاً بلاد الشام وجزء من بلاد العراق على اختلاف في بعض هذه الحدود، وتقدر مساحتها ما بين مليون ميل مربع إلى مليون وثلاثمائة ألف ميل مربع.

والجزيرة لها أهمية بالغة من حيث موقعها الطبيعي والجغرافي، فأما باعتبار وضعها الداخلي فهي محاطة بالصحاري والرمال من كل جانب، ومن أجل هذا الوضع صارت الجزيرة حصناً منيعاً لا يسمح للأجانب أن يحتلوها ويبسطوا عليها سيطرتهم ونفوذهم. ولذلك نرى سكان الجزيرة أحراراً في جميع الشؤون منذ أقدم العصور، مع أنهم كانوا مجاورين لإِمبراطوريتين عظيمتين لم يكونوا يستطيعون دفع هجماتهما لولا هذا السد المنيع.

وأما بالنسبة إلى الخارج فإنها تقع بين القارات المعروفة في العالم القديم. وتلتقي بها براً وبحراً. فإن ناحيتها الشمالية الغربية باب للدخول في قارة أفريقية، وناحيتها الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أوروبا، والناحية الشرقية تفتح أبواب العجم والشرق الأوسط والأدنى، وتفضي إلى الهند والصين، وكذلك تلتقي كل قارة بالجزيرة بحراً، وترسي سفنها وبواخرها على ميناء الجزيرة رأساً.

ولأجل هذا الوضع الجغرافي كان شمال الجزيرة وجنوبها مهبطاً للأمم ومركزاً لتبادل التجارة، والثقافة، والديانة، والفنون.

وأما العرب المستعربة فأصل جدهم الأعلى - وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام - من بلاد العراق، من بلدة يقال لها أر على الشاطىء الغربي من نهر الفرات، بالقرب من الكوفة، وقد جاءت الحفريات والتنقيبات بتفاصيل واسعة عن هذه البلدة وعن أسرة إبراهيم عليه السلام، وعن الأحوال الدينية والاجتماعية في تلك البلاد.

ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام هاجر منها إلى حاران أو حران، ومنها إلى فلسطين، فاتخذها قاعدة لدعوته، وكانت له جولات في أرجاء هذه البلاد وغيرها وقدم مرة إلى مصر، وقد حاول فرعون مصر كيداً وسوءاً بزوجته سارة ولكن اللَّه ردّ كيده في نحره، وعرف فرعون ما لسارة من الصلة القوية باللَّه، حتى أخدمها ابنته هاجر، اعترافاً بفضلها، وزوج سارة إبراهيم.

ورجع إبراهيم إلى فلسطين، ورزقه اللَّه من هاجر إسماعيل، وغارت سارة حتى ألجأت إبراهيم إلى نفي هاجر مع ولدها الصغير - إسماعيل - فقدم بهما إلى الحجاز، وأسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيت اللَّه المحرم الذي لم يكن إذ ذاك إلا مرتفعاً من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله، فوضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذٍ أحد، وليس بها ماء فوضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ورجع إلى فلسطين، ولم تمض أيامٍ حتى نفد الزاد والماء، وهناك تفجرت بئر زمزم بفضل اللَّه، فصارت قوتاً لهما وبلاغاً إلى حين، والقصة معروفة بطولها.

وجاءت قبيلة يمانية - وهي جرهم الثانية - فقطنت مكة بإذن من أم إسماعيل يقال إنهم كانوا قبل ذلك في الأودية التي بأطراف مكة. وقد صرحت رواية البخاري أنهم نزلوا مكة بعد إسماعيل، وقبل أن يشب، وأنهم كانوا يمرون بهذا الوادي قبل ذلك.

وقد كان إبراهيم يرحل إلى مكة بين آونة وأخرى ليطالع تركته، ولا يعلم كم كانت هذه الرحلات، إلا أن المصادر التاريخية حفظت أربعة منها.

فقد ذكر اللَّه تعالى في القرآن أنه أري إبراهيم في المنام أنه يذبح إسماعيل. فقام بامتثال هذا الأمر {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 103-107].

وقد ذكر في سفر التكوين أن إسماعيل كان أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة، وسياق القصة يدل على أنها وقعت قبل ميلاد إسحاق، لأن البشارة بإسحاق ذكرت بعد سرد القصة بتمامها.

وهذه القصة تتضمن رحلة واحدة - على الأقل - قبل أن يشب إسماعيل، أما الرحلات الثلاث الأخر فقد رواها البخاري بطولها عن ابن عباس مرفوعاً. وملخصها أن إسماعيل لما شب وتعلم العربية من جرهم، وأنفسهم وأعجبهم زوجوه امرأة منهم، وماتت أمه، وبدا لإِبراهيم أن يطالع تركته فجاء بعد هذا التزوج، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه وعن أحوالهما، فشكت إليه ضيق العيش فأوصاه أن تقول لإِسماعيل أن يغير عتبة بابه، وفهم إسماعيل ما أراد أبوه، فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة أخرى، وهي ابنة مضاض بن عمرو، كبير جرهم وسيدهم.

وجاء إبراهيم مرة أخرى بعد هذا التزوج الثاني فلم يجد إسماعيل فرجع إلى فلسطين بعد أن سأل زوجته عنه وعن أحوالهما فأثنت على اللَّه، فأوصى إلى إسماعيل أن يثبت عتبة بابه.

وجاء مرة ثالثة فلقي إسماعيل وهو يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم فلما رآه قام إليه فصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، وكان لقاؤهما بعد فترة طويلة من الزمن، قلما يصير فيها الأب الكبير الأواه العطوف عن ولده، والولد البار الصالح الرشيد عن أبيه وفي هذه المرة بنيا الكعبة، ورفعا قواعدها، وأذن إبراهيم في الناس بالحج كما أمره اللَّه.

وقد رزق اللَّه إسماعيل من ابنة مضاض اثني عشر ولداً ذكراً وهم نابت أو بنالوط، قيدار، وأدبائيل، ومبشام، ومشماع، ودوما، وميشا، وحدد، ويتما، ويطور، ونفيس، وقيدمان، وتشعبت من هؤلاء اثنتا عشر قبيلة، سكنت كلها في مكة مدة، وكانت جل معيشتهم التجارة من بلاد اليمن إلى بلاد الشام ومصر ثم انتشرت هذه القبائل في أرجاء الجزيرة بل وإلى خارجها. ثم أدرجت أحوالهم في غياهب الزمان، إلا أولاد نابت وقيدار.

وقد ازدهرت حضارة الأنباط في شمال الحجاز، وكونوا حكومة قوية دان لها من بأطرافها، واتخذوا البطراء عاصمة لهم، ولم يكن يستطيع مناوأتهم أحد حتى جاء الرومان فقضوا عليهم، وقد رجح السيد سليمان الندوي بعد البحث الأنيق والتحقيق الدقيق أن ملوك آل غسان وكذا الأنصار من الأوس والخزرج لم يكونوا من آل قحطان، وإنما كانوا من آل نابت بن إسماعيل، وبقاياهم في تلك الديار.

وأما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده معد، ومنه حفظت العرب العدنانية أنسابها. وعدنان هو الجد الحادي والعشرون في سلسلة النسب النبوي، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ويقول كذب النسابون، فلا يتجاوزه. وذهب جمع من العلماء إلى جواز رفع النسب فوق عدنان، مضعفين الحديث المشار إليه، وقالوا إن بين عدنان وبين إبراهيم عليه السلام أربعين أبا بالتحقيق الدقيق.

وقد تفرقت بطون معد من ولده نزار - قيل لم يكن لمعد ولد غيره - فكان لنزار أربعة أولاد، تشعبت منهم أربعة قبائل عظيمة إياد وأنمار وربيعة ومضر، وهذان الأخيران هما اللذان كثرت بطونهما واتسعت أفخاذهما، فكان من ربيعة أسد بن ربيعة، وعنزة، وعبد القيس، وابنا وائل - بكر، وتغلب - وحنيفة وغيرها.

وتشعبت قبائل مضر إلى شعبتين عظيمتين قيس عيلان بن مضر، وبطون إلياس ابن مضر. فمن قيس عيلان بنو سليم، وبنو هوازن، وبنو غطفان، ومن غطفان عبس وذبيان، وأشجع وغنى بن أعصر.

ومن إلياس بن مضر تميم بن مرة بن وهذيل بن مدركة، وبنو أسد بن خزيمة وبطون كنانة بن خزيمة، ومن كنانة قريش، وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

وانقسمت قريش إلى قبائل شتى، من أشهرها جمح وسهم وعدي، ومخزوم وتيم، وزهرة، وبطون قصي بن كلاب، وهي عبد الدار بن قصي، وأسد بن عبد العزى ابن قصي، وعبد مناف بن قصي.

وكان من عبد مناف أربع فصائل عبد شمس، ونوفل، والمطلب، وهاشم وبيت هاشم هو الذي اصطفى اللَّه منه سيدنا محمد بن عبد اللَّه بن المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم .

قال صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".

وعن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن اللَّه خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير القبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً".

ولما تكاثر أولاد عدنان تفرقوا في أنحاء شتى من بلاد العرب متتبعين مواقع القطر ومنابت العشب.

فهاجرت عبد القيس، وبطون من بكر بن وائل، وبطون من تميم إلى البحرين فأقاموا بها.

وخرجت بنو حنيفة بن صعب بن علي بن بكر إلى اليمامة فنزلوا بحجر، قصبة اليمامة. وأقامت سائر بكر، بن وائل في طول الأرض من اليمامة إلى البحرين إلى سيف كاظمة إلى البحر، فأطراف سواد العراق فالأبلة فهيت.

وأقامت تغلب بالجزيرة الفراتية، ومنها بطون كانت تساكن بكراً. وسكنت بنو تميم ببادية البصرة.

وأقامت بنو سليم بالقرب من المدينة، من وادي القرى إلى خيبر إلى شرقي المدينة إلى حد الجبلين، إلى ما ينتهي إلى الجرة.

وسكنت ثقيف بالطائف، وهوازن في شرقي مكة بنواحي أوطاس، وهي على الجادة بين مكة والبصرة.

وسكنت بنو أسد شرقي تيماء وغربي الكوفة، بينهم وبين تيماء ديار بحتر من طيء، وبينهم وبين الكوفة خمس ليال.

وسكنت ذبيان بالقرب من تيماء إلى حوران.

وبقي بتهامة بطون كنانة، وأقام بمكة وضواحيها بطون قريش، وكانوا متفرقين لا تجمعهم جامعة حتى نبغ فيهم قصي بن كلاب، فجمعهم، وكون لهم وحدة شرفتهم ورفعت من أقدارهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wessam.gid3an.com
 
أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» برنامج السيرة النبوية
» السيرة النبوية للأطفال (فلاشات)
» اسطوانة فى ظلال السيرة النبوية
» السيرة النبوية العطرة بعشر لغات أوروبية(This is Mohammad )
» موسوعة السيرة النبوية لزهور الغد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Wessam The Educational Forum وسام المنتدي التربوي :: المنتدي الإسلامي Islamic Forum-
انتقل الى: