Doaa Elgana مشرف Supervisor
الابراج :
عدد المساهمات : 1159 تاريخ الميلاد : 30/04/1986 العمر : 38 نقاط : 1824 تاريخ التسجيل : 19/06/2009
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: أنا ونفسى والشيطان السبت فبراير 20, 2010 9:06 am | |
| أنا ونفسي والشيطان بقلم : د. مصطفي محمود
قالت لي نفسي: نارك وجنتك بين جنبيك.. نارك وجنتك فيما تختار, وما تعجل إليه من أقوال وأفعال, وما تبادر إليه من عمل وما تمتد إليه يدك من حلال وحرام. يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك, ولسانك هو الذي يهوي بك إلي الهاوية أو يصعد بك إلي اعلي عليين.. أنت ما تقول وأنت ما تفعل. انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك, وتشهد قيامتك قبل قيامتك وتعلم ساعتك قبل ساعتك.
قال لي شيطاني مستنكرا: وأين أنت الآن من قيامتك وأين أنت من ساعتك؟ هذا الوسواس الشوم الذي تصحو وتبيت فيه.. انظر حولك يا فتي.. أنت مازلت في الدنيا اقطف زهرتها, وانعم بلذاتها, وأمامك فرص التوبة ممتدة بطول عمرك.. وأنت ما عشت فأنت في رعاية التواب الغفار غافر الذنب وقابل التوب.. لا تعقد أمورك واضحك للأيام تضحك لك..
قلت وأنا أتحسب كل كلمه تضحك لي أو تضحك علي يا لعين.. ومن ادراني أن ما أقول الآن هو آخر اقوالي وما افعل الآن هو ختام افعالي, واني ميت اليوم ومن مات فقد قامت قيامته وبدأت ساعته.
قال شيطاني.. أعوذ بالله من غضب الله ما هذا الكابوس الذي تعيش فيه حياه كالموت وموتا كالحياة لم يبق إلا إن تصنع لنفسك تابوتا وتنسج لك كفنا تتمدد فيه.. أين أنت من هذا اليوم يا رجل؟!
قلت: ومن يدريني ان بعد اليوم بعد
قال شيطاني: هل أقمت من نفسك قابضا للأرواح وفالقا للإصباح أم انك المتنبي الذي لا تخيب له نبوه.. الزم غرزك يا رجل ما أنت إلا عبد من عباد الله.. عش يومك كأنك تعيش أبدا.
قلت: ما قالوها هكذا يا لئيم.. بل قالوا.. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا, واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا.. أرأيت كيف تقلب كل الحقائق.
قال شيطاني: إنما أردت لك الحياة, وأردت أنت لنفسك الموت.. ومرادي كان دائما مصلحتك.
قلت: بل موت النفوس كان مرادك, وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل, وهمك المقيم يا سمسار الجحيم.
*** هل كنت اكلم أحدا؟؟.. أم كان يكلمني احد هل كان حوارا بحق.. أم كان خيالا.. أتخيله إن حديث النفس حقيقة لاشك فيها.. وهو نوع من الإعجاز الرباني.. فهو حيث داخلي لا يسمعه غيرك, ولا يطلع عليه سواك.. ولا يستطيع أي جهاز الكتروني بشري أن يسجله عليك.. والنفس فيه طرف.. والطرف الآخر يمكن أن يكون النفس ذاتها.. ويمكن أن يكون الشيطان.. وإبراهيم الكليم أبو الأنبياء كلمه ربه.. وهكذا ترتفع المكالمة لكل نفس علي حسب قدرها ومستواها. يقول ربنا محادثا موسي في سوره الأعراف الآية144 يا موسي إني اصطفيتك علي الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين. وحينما تكون وساوس النفس من المستوي الشيطاني.. يمكن أن يكون الشيطان طرفا في الحديث.. وحينما ترتفع النفس إلى المستوي الملائكي.. يمكن أن يكون القرين المتحدث ملائكيا.. وكلما ارتفع مستوي الحديث ارتفع مستوي المتحدثين. وللغيب علومه كما أن للفيزياء علومها وللذرة علومها وللنفس علومها. والشيطان حقيقة وليس شخصيه روائية خياليه من بنات خيال المؤلفين. وفي آخر الزمان حينما تقوم القيامة سوف يعترف الشيطان بما فعل بضحاياه أمام الملا وأمام الحشر المجتمع من كل الخلائق. وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما انتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم(22 ـ إبراهيم). وهكذا ينزل ستار الختام علي الدراما الكبرى للوجود التي استغرقت أجيالا وقرونا من ادم أول الخلق إلى الخاتم محمد بن عبد الله آخر الرسل عليه الصلاة والسلام.. في كلمات هائلة تتصدع لها القلوب ومشهد جامع يشيب لهوله الولدان. وسوف نري الشيطان ساعتها, وهو يتكلم في قلب الجحيم وسوف نسمع آخر كلماته إن الظالمين لهم عذاب اليم إن الشيطان حقيقة وليس أسطورة والنار حق والعذاب حق إنها ليست أوبرا يا ساده.. يصفق بعدها الحضور وينزل الستار.. كما يتصور الأوروبيون المتحضرون عشاق الفن. والأمر ليس كما تصوره الرئيس ميتران في الحديث التليفزيوني الذي أجاب فيه علي المذيع الذي سأله.. ماذا تقول لله حينما تراه يا سيادة الرئيس.. فأجاب ميتران: سوف أقول له SORRY هكذا قال الرئيس ميتران في بساطه فرنسيه ولا أظن أن الرئيس ميتران سوف يري الله.. ولا أظنه سوف يقوي علي مكالمته. ولا أظنه سوف يجتمع له رشد أمام ذلك المشهد الرهيب أو يبقي فيه لب لينطق. وكان آخر ما شهدت من الرئيس ميتران مشهدا لا أنساه أيام حرب الإبادة التي أعلنها الصرب علي مسلمي البوسنه. رايته وقد جاء مسرعا من فرنسا ليري بعينيه مصارع المسلمين في الأرض الاوروبيه.. ووقف يتلفت حوله في ثقة واعتداد. أخيرا جاء يوم الطرد النهائي للمسلمين من الأرض الاوروبيه هكذا نطقت عيناه.. وان لم تنطق شفتاه. وقلت له في نفسي ساعتها بل لم تنته القصة بعد يا سيادة الرئيس وقد انتهت حياه ميتران ومات بالسرطان ولم تنته القصة, بل تعددت فصولا.. فشاهدنا لها فصلا ثانيا في حرب كوسوفا, ثم فصلا ثالثا في حرب الشيشان تخوضها روسيا بتمويل امريكي ومسانده اسرائيليه وسكوت اوروبي. والحرب معلنه علي المسلمين في كل مكان هذه الأيام وللشيطان أعوان من شياطين الإنس بلا عدد.. ولله شهداء يختارهم كل يوم ليزين صدورهم بأوسمة البطولة والحرب مستمرة.. وسوف تتعدد فصولا إلى أخر الزمان.. حينما ينزل ستار الختام.. وتعلن الحقائق في مشهد جامع هو يوم القيامة واعترف باني شديد الفضول لرويه السيد ميتران ساعتها.. شديد الفضول لما سيقول.. هل سيقول لرب العالمين SORRY كما زعم في حديثه الكوميدي في التليفزيون ليرحمنا الله جميعا.. فهذا مشهد يشق علي الجبابرة فما بال الضعفاء أمثالنا ومازلت أعجب كيف قالها.. بهذه البساطة الفرنسية انه قطعا لم يتصور انه يتحدث عن واقع سيقع.. ولم يخطر بباله أبدا انه سوف يحدث كما تروي الكتب الدينية والاوروبي العادي يفتح فمه في دهشة إذا قلت له انه سوف يقوم من الموت ليقف بين يدي الله.. رب العالمين.. ولو انه أيقن بذلك وامن به.. لما كان هناك استعمار.. ولما كانت هناك تلك المجازر البشعة والاباده المنظمة التي زاولها الرجل الأبيض في حروبه مع السود في إفريقيا واسيا.. ومع المسلمين في كل مكان.. وإنما الظلم كان يملا صفحات التاريخ ليقين الظالمين بانه لا قيام بعد الموت ولا حساب ولا مسائله. والكبار كلهم ظنوا أنهم لا يموتون ولا يحاسبون.. والذين خطر لهم أنهم يمكن أن يموتوا كان يقينهم أن الله سيبعثهم ملوكا.. وان جنه الاخره لهم.. كما كانت جنه الدنيا لهم.. وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم واقنعهم به.. وكان قدماء المصريين أكثر من أمن بالبعث والحساب والميزان ولهذا كان المصريون أكثر الشعوب إنسانية. انه إفك قديم قدم التاريخ حكاية إنكار الناس للبعث وأكثر الشعوب تقدما وأقواها باسا كانت أكثرها كفرا. وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الأرض الي الفضاء.. وكانت أول رسالة أرسلها الي الشعب الروسي.. أنا في فضاء بلا نهاية.. لا وجود لأحد هنا غيري.. ولم أجد الله.. وحيثما أتلفت لا أجد إلها.. لا احد سواي.. ورددت أبواق الإذاعة الشيوعية في موسكو لفورها.. أن جاجارين جاء بالخبر اليقين, وانه لم يجد إلها في السماوات. هل تصور جاجارين انه سيجد الله في شرف استقباله وان موسيقي الملائكة سوف تعزف له السلام الملكي. وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم.. ليس في الفضاء.. ولكن في الأرض.. وفي أزقه موسكو كأي كلب ضال.. ورأي ساعتها ما كان ينكره.. ولكن بعد فوات الأوان بعد أن أصاب لسانه الخرس وتوقف قلبه عن الخفقان.. ودفن مع سره في ظلام النسيان. وسيظل ما بعد الموت طلاسم وظنونا وغيوبا مغيبه ولن يـكشف السر إلا بعد ان يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل التواصل بينه وبين احد من الأحياء.. وفي ظلام الوحدة المطلقة سوف تتجلي له الحقيقة وسوف يري كل شيئ.. وساعتها لن ينفع الندم.. فكتاب الأعمال أغلق.. وحياته انتهت.. وما بقي سوف تتقطع له نياط القلوب. والويل لمن لا يفهم إن الله موجود ليس لان المسلمين يؤمنون بوجوده, ولكن لأنه حقيقة مطلقه أزليه لا معني لأي شيئ بدونها. الله هو سر الجمال, والرحمة, والمودة, والحرية, والحياة. وأسماؤه الحسني مطبوعة علي الوردة, وعلي إشراقه الفجر, وعلي ابتسامه الوليد, وعلي إطلاله الربيع, وعلي كفتي الميزان, وعلي صولجان الحكم.. فهو العدل الحكم.. و بدونه يستحيل العدل وتستحيل الرحمة وينطمس الكون ويظلم, فهو نور السماوات والأرض. وهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا لن يمسكهما من احد من بعده. إن الدين يبدأ به.. والفلسفة تنتهي إليه.. والعقل يتوقف عنده.. فلا كيف ولا كم ولا أين ولا متي..!!! وإنما.. هو.. ولا اله إلا هو ولا يملك العقل إلا السجود.. ولا تملك العين إلا البكاء ندما رفـعت الأقلام وجفت الصحف اسألوا لنا ولأنفسكم الرحمة.. والتمسوا لنا ولأنفسكم النجاة لم يبق إلا التوسل..
| |
|