فروق القلق والاكتئاب والمخاوف المرضية عند الأطفال من سن 6-12سنة بين العاديين ‏والماصبين ببعض‎ ‎الاضطرابات‎ ‎

فروق أعراض القلق والاكتئاب‎ ‎والمخاوف المرضية عند الأطفال ‏من سن 6-12سنة بين العاديين والماصبين ببعض‏‎ ‎الاضطرابات‎ ‎النفسجسمية1423هـ/1424هـ
عائشة بنت علي عبده‎ ‎حجازي

تعد‎ ‎الإضطرابات‎ ‎النفسجسمية من أكثر الاضطرابات شيوعاً ‏وانتشاراً في الربع الثاني من القرن‎ ‎العشرين . وهذه الاضطرابات ‏هي عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تصيب بعض‎ ‎أجهزة ‏الجسم المختلفة أو وظائفه ، وتكون من الحدة والاستمرار بحيث ‏تقاوم‎ ‎أشكال العلاج الطبي المعروفة ، والتي تعجز حتى عن ‏تخفيف حدتها.وهذه‎ ‎الاضطرابات تنشأ من أسباب وعوامل نفسية ‏واجتماعية ولكن أعراضها تتخذ شكلاً‎ ‎جسمياً أو عضوياً‎.‎
ويلاحظ المتتبع للدراسات في هذا‎ ‎المجال أنها تتعامل مع العلاقة ‏بين العوامل النفسية وبين الأمراض والأعراض‎ ‎النفسجسمية من ‏جوانب مختلفة فتميل مجموعة من الدراسات إلى الإفتراض بأن‏‎ ‎العوامل النفسية تساهم في ظهور الأمراض النفسجسمية وتعنى ‏مجموعة أخرى باحتمال‎ ‎ظهور الاضطرابات النفسية بعد الاصابة ‏بالأمراض النفسجسمية وتحاول مجمعة ثالثة‎ ‎استكشاف احتمال ‏وجود ارتباط بين عامل نفسي معين وأمراض أو أعراض ‏نفسجسمية‎ ‎معينة‎.‎
وقد حظي الاتجاه الذي يفترض أن‎ ‎العوامل النفسية تؤدي إلى ‏ظهور الأمراض النفسجسمية بالنصيب الأكبر من اهتمام‎ ‎المشتغلين في العلوم النفسية والطبية‎.‎
وقد وضع عدد من الباحثين بعض‎ ‎التصورات للكيفية التي تؤثر ‏بها العوامل النفسية على الحالة الجسمية فقد تنشأ‎ ‎هذه الأمراض ‏نتيجة لما يصاحب خبرات الحياة من قلق وتوتر ومخاوف لايتم ‏التعبير‎ ‎عنها مباشرة ، وفي هذه الحالة يتم كبت المشاعر الذاتية ‏المصاحبة للقلق‎ ‎وبالتالي تمنعها من أن تصبح شعورية‎.‎
أي أن الاضطرابات النفسجسمية قد‎ ‎تحدث نتيجة تراكمات الانفعال ‏على المستوى الجسدي وتحاول الدراسة الحالية‎ ‎التعرف على ما ‏إذغ كان هناك فروق في القلق والإكتئاب والمخاوف المرضية‎ ‎لدىالأطفال الذين يعانون من بعض الأمراض النفسجسمية ‏‏(ربوشعبي،عصبي أزيما ،‎ ‎سكر) والأطفال العاديين‎.‎

مشكلة الدراسة:‏
‏ مع ازدياد نمط‏‎ ‎الحياة الحديثة وتعقدها وزيادة حدة المنافسة ‏والصراع تزدادالأمراض‎ ‎السيكوسوماتيه حدة وانتشاراً ، بحيث ‏أصبحت أمراض العصر وهي تلك الأمراض التي‎ ‎ترجع لأسباب ‏نفسية أو أزمات اجتماعية وتوترات وصراعات وانفعالات ‏وحرمان وقسوة‎ ‎بينما تتخذ أعراضها شكلاً جسمياً. وتأتي هذه ‏المجموعة من الأمراض كدليل على‎ ‎وجود علاقة التفاعل بين ‏الجسم والنفس وحدوث التأثير المتبادل بينهما فالنفس‎ ‎وعواملها ‏وظروفها تؤثر في الجسم ووظائفه ونموه والعكس صحيح يؤثر ‏الجسم في‎ ‎النفس‎.‎
ويمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية‎ ‎في التساؤلات التالية‎: ‎
‎-‎هل هناك فروق في القلق‎ ‎بين مجموعات الأطفال الذين يعانون ‏من بعض الأمراض النفسجسمية (ربو شعبي، سكر‎ ‎الدم،اكزيما)والأطفال العاديين؟
‎-‎هل هناك فروق في الإكتئاب‎ ‎بين مجموعات الأطفال الذين يعانون ‏من بعض الأمراض النفسجسمية (ربو شعبي، سكر‎ ‎الدم،اكزيما)والأطفال العاديين؟
‎-‎هل هناك فورق في المخاوف‎ ‎المرضية بين مجموعات الأطفال ‏الذين يعانون من بعض الأمراض النفسجسمية (ربو‎ ‎شعبي، سكر ‏الدم،اكزيما)والأطفال‎ ‎العاديين؟

أهمية الدراسة : يمكن تحديد أهمية‎ ‎الدراسة من ناحيتين‎: ‎

الأهمية النظرية : ‏
ينصب‎ ‎اهتمام الدراسة الحالية على تناول بعض أنواع الاضطرابات ‏النفسية والتي قد‎ ‎تواجه الأطفال المصابين بالأمراض النفسجسمية ‏وتنعكس بالتالي مضاعفاتها على كل‎ ‎جوانب السلوك لديها‎.‎
محاولة إثراء الأطر‎ ‎النفسية في البيئة السعودية ، حيث أن تناول ‏موضوع الفروق بين الأطفال‎ ‎المصابين بفئات من الإضطرابات ‏النفسجسمية في المتغيرات النفسية (القلق،‎ ‎والإكتئاب والمخاوف ‏المرضية) وبني الأطفال العاديين من الموضوعات التي لم‎ ‎يتعرض ‏لها الباحثون في المجتمع‎ ‎السعودي‎.‎

الأهمية التطبيقية: ‏
محاولة التعرض‎ ‎على بعض الجوانب النفسية لدى كل من الفئات ‏المعنية بالدراسة مما قد يساعد في‎ ‎التعرف على الأسلوب الأمثل ‏لمساعدتهم على التوافق النفسي وحل المشكلات‎ ‎النفسية الخاصة ‏بهم وأيضاً كيفية الوقاية منها. ويمكن في ضوء النتائج التي‎ ‎سوف ‏تخرج بها الدراسة من اقتراح وتحديد أهم التوصيات التربوية ‏والإرشادية‎ ‎التي قد تفيد في رفع مستوى الصحة النفسية لدى فئة ‏الأطفال الذين يعانون من‎ ‎الإصابة بيعض الأمراض النفسجسمية‎.‎

أهداف الدراسة : ‏
تهدف هذه الدراسة‎ ‎إلى البحث في التغيرات النفسية (القلق، ‏والإكتئاب ، المخاوف المرضية )عند‎ ‎عينات من المصابين ‏بالإضطرابات النفسجسمية وهي (الربو الشعبي العصبي، سكر‎ ‎الدم،الاكزيما)والأطفال العاديين‎.‎

حدود الدراسة :
تتحدد هذه الدراسة‎ ‎بالعينة موضوع الاهتمام كذلك ‏أدوات الدراسة المستخدمة وما يتبع من أساليب‏‎ ‎إحصائية ، وقد تم ‏اختيار فئت الدراسة كالتالي:مجموعة الأطفال المصابين‎ ‎بالأمراض ‏النفسجسمية عن طريق مستشفيات مدينة الرياض، محموعة ‏الأطفال العاديين‎ ‎تم اختيارهم عن طريق المدارس المخلتفة في ‏مدينة الرياض حسب الفئة العرمية‎ ‎المعينة بالدراسة‎.‎

فروض الدراسة : ‏
لاتوجد فروق دال‎ ‎إحصائياً في متوسطات درجات القلق بين ‏مجموعات الأطفال الذين يعانون من بعض‎ ‎الأمراض النفسجسمية‎ ‎‎(‎ربو شعبي، سكر الدم،اكزيما)ومجموعة الأطفال‎ ‎العاديين‎.‎

مصطلحات الدراسة:‏
الاضطرابات‎ ‎النفسجسمية،الربو الشعبي العصبي، سكر الدم ، ‏الاكزيما، القلق الاكتئاب‎ ‎المخاوف المرضية‎.‎
مقاييس الدراسة:مقياس القلق للأطفال‎ ‎د.أحمد عبدالخالق،المقياس ‏الربي للاكتئاب د.أحمد عبد الخالق، مقياس المخاوف‎ ‎المرضية ‏الفوبيات د.محمد عبد الظاهر‎ ‎الطيب‎.‎
تنقسم عينة الدراسة إلى أربع‎ ‎مجموعات وتتمثل المجموعات ‏الأربع فيما يلي: المجموعة الأولى : مجموعة الأطفال‎ ‎المصابين ‏بالربو الشعبي وعدد‎ ‎‏30طفل، المجموعة‎ ‎الثانية : مجموعة ‏الأطفال المصابين بسكر الدم وعددهم 20طفل، المجموعة الثالثة‎ : ‎مجموعة الأطفال المصابين بالاكزيما وعددهم 20طفل، المجموعة ‏الرابعة‎ : ‎مجموعة الأطفال العاديين وعددهم 23طفل‎.‎

اجراءات الدراسة :‏
‏ تعديل المقاييس‏‎ ‎الثلاثة على البيئة السعودية ، وضع بدائل لكل ‏مقياس ، تطبيق المقاييس على‎ ‎أفراد العينة ، تولت الباحثة ‏التطبيق بنفسها على أفراد العينة والرد على‎ ‎استفساراتهم ، ‏استغرق تطبيق المقاييس الثلاثة على كل فرد من أفراد العينة ما‎ ‎بين 45دقيقة إلى ساعة كاملة ، تراوحت فترة تطبيق المقاييس ما ‏بين العام‎ ‎‏1419-1421هـ. قامت الباحثة بتفريغ البيانات وتولي ‏مركز البحوث في جامعة الملك‎ ‎سعود مهمة إدخال البيانات في ‏الحاسب الآلي ومعالجة فروض الدراسة‎ ‎إحضائياً‎.‎
الأساليب الإحصائية المستخدمة‎ : ‎‏ ‏
اختبار "ت"،تحليل التباين ، اختبار شيفيه‎.‎

نتائج الدراسة‎ : ‎
تتلخص الدراسة في الآتي‎ : ‎أن هناك فروقاً دالة إحصائياً بين ‏الأطفال العادييين ومرضى الربو الشعبي في‎ ‎متغير القلق لصالح ‏مرضى الربو عند مستوى (0.05). أن هناك فروقاً دالة‎ ‎إحصائياً ‏بين الأطفال العادييين ومرضى الأكزيما في متغير القلق لصالح ‏مرضى‎ ‎الأكزيما عند مستوى (0.05‏‎) ‎أن هناك فروقاً دالة ‏إحصائياً بين الأطفال‎ ‎العادييين ومرضى السكر في متغير القلق ‏لصالح مرضى السكر عند مستوى (0.05). أن‎ ‎هناك فروقاً دالة ‏إحصائياً بين الأطفال العادييين ومرضى الربو الشعبي ومرضى‎ ‎السكر في متغير القلق لصالح مرضى السكر عند مستوى ‏‏(0.05). أن هناك فروقاً‎ ‎دالة إحصائياً بين الأطفال العادييين ‏ومرضى الأكزيما‎ ‎في متغير الإكتئاب‎ ‎لصالح مرضى الأكزيما عند ‏مستوى (0.05). أن هناك فروقاً دالة إحصائياً بين‎ ‎الأطفال ‏العادييين ومرضى الربوالشعبي‎ ‎في متغير الإكتئاب لصالح مرضى‎ ‎الربو عند مستوى (0.05). أن هناك فروقاً دالة إحصائياً بين ‏الأطفال العادييين‎ ‎ومرضى االربو الشعبي‎ ‎في متغير القلق لصالح ‏مرضى الربو عند مستوى‎ (‎‏0.05‏‎). ‎أن هناك فروقاً دالة إحصائياً ‏بين الأطفال العادييين ومرضى‎ ‎السكر‎ ‎في متغير المخاوف ‏المرضية لصالح مرضى السكر عند مستوى (0.05).أن‎ ‎هناك ‏فروقاً دالة إحصائياً بين الأطفال العادييين ومرضى الربو الشعبي ‏في‎ ‎متغير المخاوف المرضية لصالح مرضى الربو عند مستوى ‏‏(0.05).أن هناك فروقاً‎ ‎دالة إحصائياً بين الأطفال العادييين ‏ومرضى الأكزيما‎ ‎في متغير المخاوف‎ ‎المرضية لصالح مرضى ‏الأكزيما عند مستوى‎ (‎‏0.05‏‎)..‎

توصيات الدراسة :‏
‏ بناء عل ماتوصلت‏‎ ‎إليه الدراسة من نتائج يمكن استعراض ‏التوصيات التالية:- ‏
توفير الجو النفسي‎ ‎المستقر والهادئ للأطفال المرضى قدر الإمكان ‏لكي يشعر هؤلاء الأطفال بالأمن‎ ‎النفسي والإطمئنان. إعطاء ‏الطفال المصابين بمرض السكر فرصة التعبير عن‎ ‎انفعالاتهم ‏ومشاعرهم بحرية وسماع ذلك من قبل الأسرة مع تعويدهم على ‏الاعتماد‎ ‎على أنفسهم في تناول الأدوية والاهتمام ببرنامج الحمية ‏الغذائية وتعليمهم حل‎ ‎مشكلاتهم بأنفسهم، شغل أوقات الفراغ لدى ‏الأطفال المصابين بالإكزيما وتشجيعهم‏‎ ‎على الاختلاط واللعب مع ‏أقرانهم ليتعلموا الأخذ والعطاء بحرية والعيش في جو‎ ‎نفسي آمن، ‏عدم السخرية والاستهزاء من الأطفال المصابين بالإكزيما ‏ومراعاة فرط‎ ‎حساسيتهم نحو مظهرهم الخارجي، تدريب الأطفال ‏المصابين بمرض السكر على عمل‎ ‎قوائم المتعة الخاصة بالأنشطة ‏التي يمارسها الطفل في اليوم والليلة للتقيل من‎ ‎أعراض الإكتئاب ‏لديهم ، تدريب الأطفال المصابين بمرض السكر والربو على‎ ‎الاسترخاء العضلي للتخفيف من أعراض القلق لديهم، أهمية ‏العلاج باللغب كوسيلة‎ ‎علاجية لمساعدة الأطفال للتخلص من بعض‎ ‎معاناتهم.

الموضوع علي الرابط:

‏www.girls_education.com/higheducation/master‎.htm‏ ‏

:بسم الله الرحم
بارك الله فيكي دراسة مفيدة جدا وتوثيقك للموضوع ممتاز وإن كنت أطمع في أن يكون علي النحو التالي
إسم المؤلف : (السنة)عنوان الكتاب.دار النشر .مكان النشر(المصدر الإلكتروني).