الحصن الاخضر مشرف Supervisor
عدد المساهمات : 255 نقاط : 454 تاريخ التسجيل : 16/11/2009
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: خمسون حالة نفسية .............الحالة الثانية: الأربعاء يناير 27, 2010 7:38 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحالة الثانية:طلاق ملتزمة من مستهتر: أنا فتاة من أسرة متوسطة الحال أبلغ من العمر ثلاثاً وعشرين سنة،وأعمل مدرسة، مشكلتي أني صرت في عداد المطلقات بعد زواج دام قرابةأربعة أشهر لم أشعر خلالها بأي حنان، أو مودة من زوجي. حاولت مراراًإسعاده، وإدخال البهجة إلى قلبه، وبناء علاقة وجدانية معه -كأي زوجينجديدين يعيشان لذة الزواج ومتعته- لكنني لم أجد تجاوباً يشجعني، حتىأنني تنازلت عن أمور أراها من بدهيات خصوصياتي، بل وتهاونت فيأمور دينية (كسماع الأغاني...) على أمل أن أجد في قلبه باباً مفتوحاًأستطيع منه النفاذ لأبدأ تغيير واقعه إلى الأفضل.لقد كنت أعلم مسبقاً -قبل الاقتران به- تهاونه، وضعفه في أمور دينه،لكن جذبتني إليه أمور أخرى كوسامته، وتعليمه، وأسرته، جعلتني أقبلالزواج منه على أمل أن أبذل له النصح، والتوجيه، والإرشاد بالحسنى،حتى يصبح شخصاً ملتزماً حريصاً على أمور دينه، فأسعد معه بصفاتهالخَلقية والخُلقية. كانت تلك أحلام اليقظة التي راودتني عندما قبلت بهزوجاً، ولم يجبرني عليه أحد.طلقني -ولم أكن كارهة- لأني في نظره لست بالمواصفات الجمالية التييطمح إليها (رغم أني بحمد الله أتمتع بشيء كثير من ذلك) فهو يطمحبمواصفات أقرب ما تكون إلى ملكات الجمال اللواتي لا يكف عن الاستمتاعبمشاهدة صورهن في المجلات، والقنوات الفضائية.مضى على طلاقي شهران، ومنذ الأسبوع الثالث تقريباً وأنا أعاني قلقاًذهنياً وشداً عصبياً وضعف تركيز، وحيرة، وخوفاً من المستقبل، لقد كرهتلقب مطلقة، ومللت الجلوس في بيت أهلي ولا سيما وقت زيارة أخواتيالمتزوجات، ومللت سؤال الأقارب والمعارف وإشفاقهم علي.إنني في حيرة من أمري ولا أدري ماذا أفعل.منالالحمد لله الذي قد ينعم بالبلوى وإن عظمت، كما قد يبتلي بالنعم، والذي شرع الطلاق لحكمة، وجعل فيه مصلحة الطرفين (أو أحدهما). رغم ما فيه من مرارة وألم وعناء.٣٥الأعراض النفسية التي ذكرتها (القلق، والحيرة، والخوف من المستقبل...)، أمورمتوقعة لخيبة الآمال التي ألمت بك، وللظروف التي مررت بها، فظهورها ليس غريباً ولاشاذاً. أما بقاؤها وتفاقمها إلى أكبر من ذلك فهو الخطر. ولكن ثمة ما يدعو إلى التفاؤل فيحالتك، فمعظم الحالات المشابهة لا تستمر فيها الأعراض طويلاً، ولا تتفاقم إلى أبعد منذلك، ولاسيما إذ كان الفرد ذا شخصية متزنة متحلياً بالإيمان، والتوكل، والصبر،والتفاؤل، ووجد من الأهل والأصدقاء من يدعمه ويعينه نفسياً، واجتماعياً.لو تفكرت ملياً، وتدبرت حالك في هذا الزواج منذ بدايته إلى نهايته وما مررت به،فربما وصلت إلى مرحلة اطمئنان نفسي، وراحة، بدل الحيرة والقلق، وقد يساعدك علىذلك أن تسألي نفسك:* ماذا لو أنك بقيت مع هذا الرجل المقصّر في أمور دينه، ولم تستطيعي تغيير شيءمن صفاته؟ بل ربما أثر هو فيك إلى درجة انحدر فيها إيمانك، وصرت تساومينه علىثوابت دينية، وبدهيات خصوصية، آما ذكرت.هل يصلح هذا الرجل أن يكون زوجاً لك على المدى البعيد، وأن تتعايشي معه بسلام،واطمئنان، واستقرار نفسي.ماذا لو بقيت معه مدة أطول وأنجبت منه وتأثرت بأفكاره وسلوكياته؟!وهكذا يمكنك أن تضعي عدة أسئلة على غرار ما سبق، وتتأملي، وتتفكري فيها،لتخرجي في النهاية بمشاعر وأفكار إيجابية تجعلك تحمدين الله تعالى على هذا الطلاقالذي يعد في حالتك نعمة لا نقمة.من المتوقع أن يُقلقك تأنيب الضمير، وقد تحدثين نفسك: (أنا التي جنيت على نفسي. أناالتي رضيت به أول مرة. ليتني لم أفعل. لو استقبلت من أمري ما استدبرت لرفضته...إلخ). ولا ينبغي أن تستسلمي لهذه الأفكار وما يصاحبها من مشاعر مؤلمة، وتعطيهاالزمام لتحكم حالتك النفسية، بل بادري بالتسليم بالقضاء والقدر، وبأن الله تعالى قد قدَّرذلك، وكتبه قبل خلقك، وخروجك إلى الدنيا، وأن ما أراده الله تعالى كائن، وما على العبدسوى التوكل، وبذل الأسباب.نعم لم يكن قرارك صائباً حينما رضيت به أول مرة، وكنت على علم بضعفه في دينهوتهاونه، لكنك كنت تحملين نوايا حسنة، وكنت تؤملين هدايته وإرشاده.. فعسى الله تعالىأن يكتب لك في ذلك الأجر والمثوبة.لست الوحيدة في هذا الطريق، فلا تستوحشي من ظلمته واصبري، فما أكثر المطلقاتالقابعات في البيوت في انتظار الفرج من الله تعالى، وكثيرات أولئك اللواتي وُفِّقن -بعد طولانتظار- بأزواج صالحين خير من أزواجهن السابقين!.٣٦اشغلي وقتك بما يعود عليك بالنفع والفائدة ديناً ودنيا، بدل أن تتركي نفسك نهباًللهواجس والوساوس والمخاوف، وشاركي أهلك في مشاعرهم، وفي علاقاتهم الاجتماعيةوسائر أحوالهم.أخواتك المتزوجات، وأقاربك جزء من عائلتك يهمهم وضعك، ويسألون عنك تأديةلواجبهم نحوك ونحو العائلة عموماً.. فلماذا تنظرين إلى هذا الجانب بمنظار مظلم معتم،وتظنين أنهم يشمتون فيك على ما جرى، أو كأنهم سبب في حالتك، أو مستمتعونبوضعك.خذي من حالتك عبرة للمستقبل، فاظفري بذي الدين والخلق، ولا تتسرعي، فعسى اللهأن يوفقك لمؤمن لا يفركك إن آره منك خُلقاً رضي خلقاً آخر. واصبري واحتسبي وادعيالله تعالى مالك الملك الكريم الوهاب الذي بيده خزائن كل شيء، ولا تنفدُ عطاياه، ولا يملّالسائلين وتضرَّعي إليه في أوقات الاستجابة كالثلث الأخير من الليل، وساعة الجمعة...وأمّلي خيراً وتفاءلي. تحياتى للجميع............. | |
|