كما أود أن أضيف أيضاً الآتى :-أسلوب التعلم النشط المتبع في ظل المناهج الجديدة يتيح للتلميذ الفرصة للحوار والمناقشة مع مدرسه ويحثه علي البحث في المعلومات واستخدام الكمبيوتر والمراجع والكتب إلا أن كثيرا من مدارسنا غير مؤهلة لتطبيق هذا الأسلوب بالشكل السليم لضعف البنية التكنولوجية في كثير من مدارسنا خاصة بالأقاليم وعدم وجود مساحة كافية في الحصة لاتاحة جو من الحوار.
يري خبراء التعليم ان هذا الأسلوب يحتاج إلي معلم يتمتع بمهارات خاصة وانه لا يشترط وجود المكون التكنولوجي من الداتاشو والافلام وقاعات الفيديو كونفرانس باعتبارها وسائل مكملة وتساءلوا إلي أي مدي تفي عناصر العملية التعليمية في مدارسنا بمتطلبات هذا المفهوم؟!
قالوا انه لابد من تغيير قناعة المعلم المهنية التي يعمل بها وتغيير ممارساته وان يتم المزاوجة بين التعلم النشط والتقويم التربوي الشامل مع التدريب المكثف للمعلمين.
أوضح البعض ان الاعداد الكبيرة للتلاميذ وضعف الامكانيات وعدم استعمال الوسائل التعليمية الكافية وعدم وجود استراتيجية واضحة للتدريس والاكتفاء بالوسائل التقليدية معوقات اساسية.
يوضح د. أمين أبوبكر وكيل أول الوزارة للتعليم الاساسي ان المكون التكنولوجي احدي آليات التعليم النشط وبصفة خاصة فإنه توجه الوزارة لادخاله في المناهج فعندما يبقي هذا المكون التكنولوجي يسير بالتوازي في منظومة المحتوي أو المنهج مع طريقة التعلم النشط والتقويم ستعطي مخرجا جيدا بخاصة فإن استخدام التكنولوجيا من الآليات الجاذبة للتلميذ مثلها مثل الأنشطة والتلميذ يهوي الكمبيوتر.
يضيف: انه من الممكن توظيف المادة العلمية من خلال شيء محبب للتلميذ مثل الحاسب الآلي مشيرا إلي أن التعليم النشط يجعل التلميذ ايجابيا ومتفاعلا وإذا نظرنا للمناهج الجديدة فإنه بالنسبة للصف الأول الاعدادي فتجد معظم الأنشطة الاثرائية والتعزيزية تستخدم من خلال استراتيجية التعلم النشط.
يقول
د. أمين أبوبكر انه لاشك ان ذلك الأسلوب يحتاج إلي معلم ذي مواصفات خاصة وتدريب للمعلمين ولذلك فقد تم اعداد أعداد كبيرة في كل ادارة تعليمية من 265 ادارة وذلك لرسم خريطة التعلم النشط في المحافظة وهناك بعض المحافظات مثل الوادي الجديد والسويس وبورسعيد ثم تعميم التعلم النشط فيها بشكل كامل.
يشير إلي انه يتم الآن تطبيقه بالتدرج مع المناهج الجديدة وهذه الحدود السابقة تطبق التعلم النشط كاملا في جميع مدارسها ونظرنا إلي ضرورة توسيع الحدود فتم اختيار محافظة حدودية مع ساحلية والأسلوب سيعمم علي مستوي الجمهورية ولكن خطوة بخطوة مع المناهج وسينتهي من تطبيقه في المرحلة الابتدائية كاملا مع العام القادم في الصفوف السادس الابتدائي والثاني والثالث الاعدادي وذلك علي اساس ان المرحلة الابتدائية مغطاة بالنسبة للتقويم التربوي الشامل وتبقي هذه السنوات المشار إليها ومن الأهمية القصوي أن يسير التعليم النشط جنبا إلي جنب مع تطبيق التقويم التربوي الشامل.
قلق
يوضح
د. يسري عفيفي مدير مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم أن المصطلح عندما تم تداوله في البداية فإنه شهد خوفا وقلقا من أولياء الأمور وإذا نظرنا إلي فلسفة التعلم النشط فإننا نجد أنها قديمة وليست جديدة فهناك كثير من المدرسين يطبقونه ومعني ذلك أن المعلم لا يتسرع في اعطاء المعلومات للتلاميذ وإنما يتركهم يستنتجونها بأنفسهم مثل الميكانيكي الذي يعلم صبيانه.
يضيف
د. يسري عفيفي أنه لا يشترط في تطبيق الأسلوب استخدام التكنولوجيا من الداتاشو والأفلام وقاعات الفيديو كونفرانس وأجهزة الكمبيوتر إذا لم تكن متاحة وإنما الأهم هو الاستفادة من فلسفته وأن يكون المدرس مرشدا وموجها وهذا هو المفروض حتي يستمتع التلميذ ويشعر أن الوقت يمر بسرعة دون عناء ويستطيع التفرغ لأشياء أخري فالتوجيه والارشاد والملاحظة عوامل رئيسية.
أسلوب أمثل
يقول
د. رشدي طعيمة عميد كلية التربية بجامعة المنصورة الأسبق وأستاذ المناهج أن التعليم النشط هو الأسلوب الأمثل من أساليب التعليم لأنه مبني علي التفاعل بين التلميذ والمعلم والمادة التعليمية وينطلق في أساسه من مسلمة مؤداها أن الإنسان يتعلم أفضل إذا مارس بنفسه أما الاقتصار علي تعريف التلميذ بقواعد العمل دون التطبيق العملي فهذا يفقده كثيرا من معناه وجدواه.
يضيف ان الطبيعي هنا ليس في مفهوم التعلم النشط نفسه ولكن في الاجابة علي هذا السؤال وهو إلي أي مدي تفي عناصر العملية التعليمية في مدارسنا بمتطلبات هذا المفهوم وذلك لأنه يحتاج إلي معلم كفء متدرب علي تطبيقه بالشكل السليم ويحتاج إلي منهج يتم فيه إعادة عرض المادة التعليمية بشكل جديد فضلا عن مراجعة أساليب التقويم لأنه لا يتم إلا في ضوء ما سبق تقديمه للطلاب.
يقول
د. مجدي إبراهيم خبير مناهج اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم إن الدرس الجديد يبدأ بالطالب وينتهي بالطالب ونحن نريد ان يتحمل الأستاذ 10% فقط وباقي الجهد يقع علي الطالب في طريقة الحوار والمناقشة وألا يدخل الأستاذ للفصل للكتابة علي السبورة وتضييع نصف الحصة وإنما تملأ السبورة بالتدريج والتسلسل فيجب أن يكون مرشدا وموجها بحيث يتم شرح الأجزاء الغامضة ويناقش الطالب فيها لأن طريقة الالقاء عفي عليها الزمن والتي تتطلب ذكر كل صغيرة وكبيرة.
يضيف
د. مجدي ان هذا الأسلوب يحتاج إلي مهارة من المدرس وهي أنه لابد من عدم تركيزه علي طلاب بأعينهم داخل الفصل ويترك الآخرين وألا يسأل بالدور وان ينتقي من الدرس الصعب ويجعل الطلاب ينتبهون له وتقسيم الفصل إلي مجموعات ثم يسأل كل فرد علي حدة وأخذ عينات من كل مجموعة ليري مدي فهمهم للدرس واستيعابه فمثلا مجموعة تقوم بشرح الدرس وأخري تضع الأفكار كنوع من التعلم التعاوني وليس مطالب المدرس بالكتابة طوال الحصة ثم تنتهي دون أن يقدم جديدا للتلاميذ.
قال د. مجدي أن هذا الأسلوب يعود التلميذ علي اعمال العقل والتفكير والتصرف في حل المشكلات والعقبات بدلا من مجرد الحفظ والاستظهار وهذا ما يجب أن يسود بالتدرج حتي تكون طريقة لدي التلميذ عند وصوله للمراحل الأعلي من الدراسة وان يتحرر من الطرق السلبية التي لا تفرز مبدعين في شتي المجالات.
فلسفة
يقول
صلاح اسماعيل موجه رياضيات بإدارة عابدين التعليمية ومستشار تربوي بالمعهد الفرنسي إن فلسفة التعليم النشط رائعة ولكن العيب في التطبيق فمازال المعلم يقف حجر عثرة في التعليم النشط بسبب التفكير التقليدي لأنه علي قناعة بأنه ليس في الامكان أبدع من التعليم الكلاسيكي الذي ظل لثلاثين عاما نطبقه.
يضيف أنه لابد لكي ينجح التعليم النشط بتغيير قناعة المعلم المهنية التي يعمل بها ولابد من اعطائه بدائل حتي يقتنع بها بحيث تسمح له بتغيير ممارساته لأن الاقتناع وحده لا يكفي ولابد من اكسابه المهارات اللازمة للتطبيق حتي تتم المزاوجة بين التعليم النشط والتقويم الشامل.
يوضح أن عدم تدريب المعلم علي التعليم النشط هو شيء طبيعي وعدم اقناع المعلم أيضا لأن النقلة النوعية الكبيرة التي تقوم بها الوزارة الآن في حاجة إلي تدريب ونوعية المعلمين بشكل كاف وقد كان قديما قبل 10 سنوات عندما نتحدث عن المجموعات البحثية كان المعلمون يتساءلون دائما ما هي المجموعات البحثية.
يؤكد عبدالمعطي الشيخ مدرس رياضيات بروض الفرج انه بالاضافة إلي المعلم غير المدرب التدريب الكافي علي التعليم النشط فإنه مازالت الاعداد الكبيرة للطلاب وقلة أجهزة الكمبيوتر في العديد من مدارس الأقاليم وعدم استعمال الوسائل التعليمية السكانية والاكتفاء فقط بالسبورة والطباشير في معظم المدارس كما ان عدم استخدام استراتيجية للتدريس بشكل حقيقي في معظم المدارس فمازال العصف الذهني والعرض والمناقشة وحل المشكلات والتعليم التعاوني والاكتشاف غائبة عن المدارس كما أن أساليب التقويم المتقدمة ليست كافية في المدارس.
أوضح أنه مازال التقويم يظل في حدود الواجب المدرسي والمعلمون في حاجة إلي الاسئلة الشفهية اضافة إلي الأعمال التحريرية وملاحظة الأداء وبطاقات الملاحظة والأنشطة الاضافية كما أنه ينبغي اعداد المعلم علي أن التلميذ هو محور العملية التعليمية وليس المعلم وتحفيز التلاميذ وتشجيعهم علي الابداع وايقاظ حب الاستطلاع واستخدام التكنولوجيا الحديثة والوسائل التعليمية المتطورة.
دورات
يوضح
حسن سيد مدرس لغة انجليزية انه علي الرغم من قيام وزارة التربية والتعليم والإدارات التعليمية بعمل دورات مكثفة للمعلمين في الكمبيوتر علي قدم وساق أثناء اجازة منتصف العام ومنذ بداية العام الدراسي وبعد ربط كادر المعلمين في المرحلة الثالثة بالتقدم في الكمبيوتر واللغات والبحوث التي يقوم بها المعلمون فالآن يقبل المعلمون والمعلمات عليها بطريقة لم توجد من قبل حيث كان يسمع المدرسون عن دورات الكمبيوتر بالصدفة وفي مرات نادرة.
يقول محمود عبد الله مدرس لغة عربية ان من أسباب فشل التعلم النشط عدم تعود التلاميذ عليه منذ الصغر خاصة من هم دون المستوي اضافة إلي انه غالبا ما يؤدي إلي تحول الفصل أثناء الحصة إلي سوق عكاظ بسبب تقسيم الفصل إلي مجموعات بحثية وعدم تدريب المعلمين علي استخدام الحافز أثناء الحصة بعد إلغاء جميع أنواع العقاب البدني والنفسي التي كانت تقوم قبل الغائها بدور في انضباط الفصل وعدم تفعيل أساليب توجيه سلوك الطلاب المشاغبين في معظم المدارس علي الرغم من عمل المشرف الاجتماعي واستدعائه أولياء الأمور وفصل بعض الطلاب أحيانا.
يضيف تطوير كتب الرياضيات والعلوم للصفين الأول والرابع الاعدادي وملفات الانجاز بجميع المواد وتطوير الكتاب المدرسي وتنوع استراتيجيات التدريس ومراعاة الفروق الفردية وتحويل المادة التعليمية إلي مصدر للبهجة والمتعة يعتبر بيئة مناسبة للتعلم النشط الذي يؤدي إلي الاكتشاف بأن يتوصل التلاميذ فرادي أو أزواج أو مجموعات بتوجيه المعلم إلي نتائج جديدة من المعلومات المعطاه كما يؤدي إلي التعليم التعاوني حيث يعمل التلاميذ في مجموعاتهم الصغيرة وغير المتجانسة ويتعاونون لإنجاز مهمة ما ويتطلب ذلك اعداد مهام تعليمية وأوراق عمل ترتبط بمحتوي الدرس.
وتأكيدا علي ذلك يقول مصطفي علاء وندي هلال من احدي مدارس الناصرية بقليوب بالصفين السادس والرابع الابتدائي ان الأول لا يحضر حصة الكمبيوتر لانه لا يوجد سوي جهاز واحد بالمدرسة والتلميذة تقول انها لا تستفيد من الكمبيوتر لأنه لا يوجد به العاب ولا يوجد سوي جهازين أحدهما معطل.
محمود حافظ
: