يعتبر النمو الخلقى أحد مظاهر عملية التنشئة الإجتماعية والتطبيع الاجتماعى , حيث يتعلم الطفل كيفيه المواءمة والمسايرة
مع ما يتوقعه المجتمع منه , كما يستوعب الطفل داخله مجموعة من المعايير يطلق عليها اسم معايير الحكم الأخلاقى ,
ويتقبل الطفل هذه المعايير, وتمثل بالنسبة له نظامه القيمى .
ومعنى ذلك أن القيمة الخلقية ما هى إلا مجموعة الأحكام والأفكار التى استوعبها الفرد داخله ,ولم تعد مفروضة عليه من الخارج ,
حيث يستطيع الفرد النامى أن يعزف عن كثير من الأفعال والمغريات دون أن يكون هناك أى قوة خارجية تمنعه من ذلك إلا إحساسه
الداخلى الذى يطلق عليه البعض اسم الضمير الأنا العليا أو غيرها من المسميات .
ومن أهم العلماء فى هذا المجال لورنس كولبرج
Kohlberg وقد اتخذ كولبرج موقفا محددا من كل الدراسات والاتجاهات التى سبقته فى هذا الميدان , حيث أهتم بعضهم بدراسة السلوك الفعلى
ومدى التزام هذا السلوك بالقواعد والمعايير الإجتماعية
وما إذا كان كان سلوك ما مرغوب أو غير مرغوب اجتماعيا . فى حين اهتمت
جماعة أخرى من العلماء بدراسة نمو الشعور بالذنب عند الإنسان , حيث يتمثل
ذلك فى فى نقد الذات وتعنيفها وعقابها بالإضافة الي الإحساس بالضيق والقلق والأسي والأسف بسبب عدم الالتزام بقاعدة أخلاقية معينة
, أو معيار اجتماعى أو ثقافى . ويفترض الباحثون فى هذا الميدان أن الإنسان
بصفه عامة والأطفال بصفه خاصة يحرصون على اتباع القواعد الإجتماعية
والاخلاقية حتى لا يعرضو انفسهم لمشاعر الذنب , وهذا التصوير هو الأساس
النظرى لمفهوم تكوين الضمير عندالإنسان عند أصحاب نظرية التعلم وأصحاب نظرية التحليل النفسي.
وتمثل
أبحاث كولبرج مرحلة دراسة النمو الأخلاقى عندالإنسان , حيث يؤكد كولبرج
على أهمية التكوينات والبنى المعرفيه فى الحكم الأخلاقى العقلى moral reasoning
, وتوصل إلى القول بأن تعلم بعض القواعد الأخلاقية لا يؤدى بالضرورة إلى
ما يمكن أن تؤدىاليه التكوينات والبنى المعرفيه وقد استخدم كولبرج مستويات
بياجيه فى وصف النمو الخلقى كما استخدم أيضاً المنحنى النمائى التتابعى فى دراسته لمراحل النمو الخلقى.
ومن ناحية أخرى فقد اعتبر كولبرج
أن المفهوم الأساسى للنمو الخلقى هو العدل حيث يعني النمو الخلقى تحقيق
الاتزان الاجتماعى بين أفراد المجتمع عن طريق الموازنه بين حقوق الأفراد
وواجباتهم فى إطار المبادىء التى تحكم التفاعلات
البشرية ويرى كولبرج أن التلقين الذى بفرضه الكبار على الصغار لا يؤدى إلى
النمو الخلقى عند الطفل , وإنما الذى يؤدى الى النمو الخلقى هو إهتمام الطفل بالأسباب التى انشئت
من أجلها المؤسسات الإجتماعية المختلفة والوظائف التى توديها هذه المؤسسات حيث يتم التفاعل
بين الطفل واقرانه عندما يتحدثون عن الادوار والمؤسسات الإجتماعية فى نطاق بيئاتهم .
مراحل النمو الخلقى عند كولبرج
يرى كولبرج أنه من الضرورى لفهم معنى المرحلة فى النمو الخلقى هو وضعها فى إطار تتابع المراحل الثمانية داخل الشخصية
, وبما أن النمو الخلقى يعتمد على النمو المعرفى والعقلى فإن أى حكم خلقى يصدر عن الإنسان لابد أن يكون له أساس معرفى أى أن هناك
ارتباطا بين العمر الزمنى للفرد ومستواه المعرفى وأحكامه الخلقية .
ويعتقد كولبرج فى وجود ثلاث مستويات للحكم الخلقى تتمثل فى :
1- مستوى ما قبل العرف والقانون : وهو مستوى معظم الأطفال قبل سن التاسعه , وكذلك بعض المراهقين وبعض الأحداث الجانحين .
2- مستوى العرف والقانون : وهو مستوى معظم المراهقين والراشدين فى المجتمع .
3- مستوى ما بعد العرف والقانون : هو المستوى الذى يصلاليه قلة من الراشدين.
ويعنى
العرف والقانون مسايرة قواعد المجتمع وتوقعاته وتقاليدة وقوانينه والتمسك
بها , وهذه هى ما ارتضاها المجتمع لنفسه , ولكن الأطفال لا يعون ذلك فى
السنوات الأولى. أما الأفراد على المستوى الثالث فهم يفهمون القواعد والتوقعات والقوانين , وعندما تتعارض هذه مع المبادئ العامة , فإنهم يصدرون أحكامهم طبقا للمبادئ وليس طبقا للعرف أو القانون .
ويوضح الجدول التالى المراحل التى وضعها كولبرج للنمو الخلقى من المنظور الاجتماعى
وقد وضع كولبرج مجموعة من محكمات السلوك الخلقى تتلخص فى :
السلوك الخلقى لابد أن يكون مسبوقا بحكم قيمى .
الاحكام الخلقية لها اولويه على الأحكام القيمية
السلوك الخلقى والحكم الخلقى يرتبط بالحكم على الذات
الاحكام الخلقية عادة ما تعتمد على أسباب غير نواتجها
الاحكام الخلقية تعتبر موضوعية من وجهة نظر صاحبها وهى أحكام عامة .
وتوصل كولبرج إلى وجود ثلاث فئات تسمح بالحكم الخلقى وهى :
1- طريقة واسلوب الحكم الخلقى وتضم المحكات والعايير التى يصدر بها الحكم الخلقى:
أ- صواب
ب- له حقوق وعليه واجبات
ج- الواجب يساوى الالتزام
د- المدح واللوم
ه- الثواب والعقاب
و- الفضيله وتعنى الخير
ز- التبرير والتوضيح
2- مبادئ الحكم الخلقى : وتحتوى على عناصر الحكم والتقييم المرتبط بالحكم الخلقى وهى الالتزام أو القيمة الخلقية :
أ- النظر فى العواقب التى تترتب على الحكم موجبه أو سالبة ( مقبولة / مرفوضة ) .
ب-نواتج ( موجبة / سالبة ) بالنسبة للآخرين .
ج- الأحترام – الحرية – العدالة والمساواة – المصالح المشتركة والمتبادلة .
3- محتوى الحكم الخلقى : ويشمل الموضوعات المتضمنه فى الحكم الخلقى مثل:
أ- المعايير الإجتماعية المكتوبه (القوانين ) وغير المكتوبه التقاليد )
ب-الضمير الشخصى ( النفس اللوامه )
ج- السلوك الشخصى والوجدان
د- الادوار القياديه والاداريه
ه- الحريه الشخصية وحق الحياة
و – وجود السلوك والثقه فيه ومدى فاعليته فى التعام مع الآخرين
ز- عدالة القوانين ( الثواب والعقاب ) فى مجالات الحياة العامة
ح-الادوار الانتاجية
ط-الضبط الإجتماعى .
ى – الادوار الأساسية .
ك- الاداءات الإنسانية المهارية والتخصصية ومدى الإستفادة منها .
محطات تقييم السلوك الإنسانى :
أ- عدالة الثواب .
ب-عدالة العقاب .
ت-الحق فى الحياة .
ث-الحق فى الملكية الفردية .
ج- الصدق فى المعاملات والحقوق المدنية المختلفة فى الحياة الإجتماعية.
ح- العدالة بوصفها الحرية .
خ- العدالة بوصفها مساواة .
د- العدالة بوصفها ( مصالح مشتركة) حقوق وواجبات .
4- مستويات ومراحل النمو الخلقى :
أ- المستوى الأول : ماقبل العرف والتقاليد ويمثل أخلاق الخضوع وأخلاق الأنانية .
ب-المستوى الثانى : سيادة العرف والتقاليد ويشمل التوقعات المشاركة للنظام الإجتماعى .
ت-المستوى الثالث :مابعد العرف والتقاليد ويشمل المبادىء الخلقية مثل أخلاق التعاقد الإجتماعى , وأخلاق المبادىء العامة .
المصدر الجمعية المصرية للتنمية الأنسانية علي الرابط
http://www.masreya.org/Products.asp?ID=26