فيطيب لي أن أعرض بعضا من الدراسات التي تناولت مجال التقنيات التربوية ، آملا أن تحقق الفائدة
ودمتم,,,,,,,,,
أثر استخدام برمجيات الوسائط المتعددة على تعلم المفاهيم الرياضية في رياض الأطفال بمدينة الرياض
إعداد / مناهل بنت عبد العزيز بن عبدالله الدريس لخص الدراسة :
تعد التقنيات التعليمية من العناصر التعليمية المهمة القادرة على إثراء مدارك الطفل الحسية في مرحلة رياض الأطفال ، بشرط اختيارها في إطار المنظومة التعليمية المتكاملة , ومن أبرز هذه التقنيات ، الوسائط المتعددة حيث أنها تتمتع بعدة مميزات تجعل منها عنصراً مهماً في حصول الطفل على المعلومات في مرحلة رياض الأطفال .
وتعرف برامج هذه التقنية بمسمى " برامج حاسب متعددة الوسائط " (السحيم : 1422 ، 2 ) ، وذلك لاحتوائها على عناصر متنوعة مثل الصور - الأصوات – النصوص ( شاهين : 1999م ، 15 ) .
ومن بين المجالات المهمة لاستخدام الوسائط المتعددة في التعليم ، إنتاج البرمجيات التعليمية الموجهة للطفل ، مثل تعليم القراءة ( فوده : 1420هـ ,176)، وتعليم المفاهيم العددية والمفاهيم العلمية وغيرها؛ والتي تهيئ للمتعلم فرصة التعلم الذاتي دون تدخل المعلم .
وترجع أهمية استخدام الوسائط المتعددة في مرحلة رياض الأطفال إلى : قدرتها على تقديم المعلومات بطريقة تقربها من واقع الطفل الذي يعيشه خاصة إذا تعذر تقديم الخبرة المباشرة ، وأيضاً توافقها مع طبيعة الطفل ، فالتعلم يكون أفضل إذا بني على الاكتشاف , وقد روعي هذا المبدأ عند تصميم برامج الوسائط المتعددة ، كما أن الوسائط المتعددة تجعل الطفل يشعر بالثقة بالنفس عندما تعزز استجاباته بعيداً عن مشاعر الخوف والقلق (صالح : 2000م ، 78- 83).
إن الفلسفة التي ترتكز عليها رياض الأطفال هي إتاحة الفرصة للطفل في أن ينمي قدراته الذاتية بوساطة النشاطات المعتمدة على مفهوم التعلم الذاتي (الخضير : 1407 هـ ، 31 ) ، ويمكن للوسائط المتعددة بما تتمتع به من مزايا عديدة أن تكون وسيلة ملائمة لتحقيق فلسفة رياض الأطفال من خلال ما تقدمه من برامج تعليمية تراعي فرصة التعلم الذاتي (فوده : 1420 هـ ،113 ) ، وهذا يتحقق في برامج الوسائط المتعددة التي تستند إلى نظريات تعلم وأسس تربوية وعلمية سليمة .
تعد الوسائط المتعددة من الوسائل المحببة للأطفال ، فهم في هذه السن يبدون فضولاً للحاسب الآلي ، وقد أطلق مؤسس مختبر "إم آي تي ميديا"MIT Media Lab للحاسب الآلي اسم آلة الأطفال ، لأنها تنتمي إلى جيلهم ) وولتر”welter” : 1997م ،27 ( ، لذا ينبغي الاستفادة من الوسائط المتعددة في تقديم برامج تعليمية تعزز العملية التعليمية لمرحلة رياض الأطفال ، كما ينبغي اختيار برامج مناسبة للأطفال الصغار وملائمة لخصائص لنموهم ( فوجيل “Vogel” :1997م ، 31 ) ، فهناك برامج لتعليم المفاهيم اللغوية وأخرى لتعليم المفاهيم الرياضية وهي محور هذه الدراسة .
إن الصعوبة الكبيرة التي يواجهها الطلبة والطالبات في تعلم الرياضيات في مراحل التعليم المختلفة ، دفع الباحثة لاختيار موضوع المفاهيم الرياضية في مرحلة رياض الأطفال على وجه الخصوص باعتبار أن المفاهيم الرياضية هي في الواقع لغة تلخص المشاكل الواقعية وتتيح التعامل معها وحلها ، وتؤكد بعض الدراسات على أن حوالي 6 % فقط من الأطفال في المدارس الابتدائية يعانون من ضعف في الرياضيات يعود إلى أسباب النمو أو النضج اللازم في مراكز المخ ، وهذا يعني أن نسبة كبيرة من أولئك الأطفال الذين يعانون من الضعف في الرياضيات تعود أسبابه إلى الأساليب التي تتبع في التدريس في مرحلة رياض الأطفال ( الشربيني : 1989 م ، 7 ).
من هذا المنطلق ينبغي توجيه مزيد من الاهتمام لأساليب تعلم المفاهيم الرياضية عن طريق توظيف الخبرات المختلفة لتعليم المفاهيم الرياضية في المراحل المبكرة من التعليم والاستفادة من معطيات التقنيات الحديثة التي أثبتت معظم الدراسات فاعليتها و من أبرزها الوسائط المتعددة .
وتشير نتائج العديد من الدراسات إلى فاعلية استخدام الوسائط المتعددة في التعليم ، ومن هذه الدراسات دراسة أجرتها كفافي (1416)هـ بهدف معرفة أثر استخدام الحاسب الآلي في تعلم المفاهيم الرياضية لطفل الروضة ، أسفرت نتائجها إلى فاعلية استخدام الحاسب في تعلم الأطفال بعض المفاهيم الرياضية ( الشويعر : 1419هـ ، 47 ) , كذلك كشفت دراسة لـ جمال الدين ( 1996م ، 46 )عن فاعلية استخدام الحاسب الآلي على التحصيل الدراسي , وتنمية مهارات التفكير الابتكاري لدى الأطفال .
وكشفت دراسة ليو (Liu ) ( 1996م ، 26 ) إلى أن الوسائط المتعددة تطيل من فترة انتباه الأطفال ، إضافة إلى استمتاعهم بالتعلم عند استخدام الوسائط المتعددة.
ونظراً لكثرة برامج الوسائط المتعددة في السوق العربية، ووجود اختلاف في الدراسات السابقة من حيث أثرها على زيادة التعلم التي قد تعزا إلى عوامل عديدة منها ضعف الإعداد البرامجي للوسائط المتعددة ، لذا رأت الباحثة تسليط الضوء على أثر استخدام برمجية وسائط متعددة على تعلم المفاهيم الرياضية لأطفال رياض الأطفال بهدف الخروج بتوصيات واقتراحات يمكن أن تسهم في تحسين تصميم برمجيات الوسائط المتعددة المخصصة لتدريس المفاهيم الرياضية للأطفال .
مشكلة الدراسة :
توجد صعوبات كثيرة في تدريس وتعلم المفاهيم الرياضية لدى الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة بما فيها مرحلة رياض الأطفال ، ومما يدل على وجود تلك الصعوبات تدني درجات الطلاب والطالبات في مواد الرياضيات وشكوى الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم من صعوبة تعلم هذه المواد في مراحل التعليم المختلفة ، والمشكلة تكمن في طرق تدريس مواد الرياضيات وعدم استخدام التقنيات التعليمية الحديثة والتي أكدت الدراسات فاعليتها في زيادة التعلم ومن هذه التقنيات تقنية الوسائط المتعددة ، ولو وجدت طرق تدريس سليمة وتقنيات تعليمية فعالة لاستطعنا إيجاد تعلم لمواد الرياضيات أكثر نفعاً وأبقى أثراً وخصوصاً في مراحل التعليم الأولى ومنها مرحلة رياض الأطفال .
ونتيجة لاختلاف نتائج الدراسات السابقة التي تناولت موضوع تأثير الوسائط المتعددة في مراحل التعليم المختلفة حيث أشارت نتائج العديد من هذه الدراسات على فاعلية الوسائط المتعددة في التعليم مثل دراسة كفافي ( 1416 هـ ) وبدير ( 1419 هـ ) وجمال الدين ( 1418 هـ ) والسلمان ( 1420هـ) وغيرها من الدراسات ، ولندرة الدراسات التي تناولت موضوع تأثير الوسائط المتعددة في مرحلة رياض الاطفال في المملكة العربية السعودية ، رأت الباحثة ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة مدى تأثير الوسائط المتعددة في التعليم في مرحلة رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية .
وتتمحور مشكلة الدراسة في محاولة التعرف على أثر استخدام برمجيات الوسائط المتعددة على تعلم المفاهيم الرياضية في رياض الأطفال الأهلية بمدينة الرياض .
أهداف الدراسة :
سعت هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية :
1. معرفة أثر استخدام الوسائط المتعددة على تعلم مفهوم التصنيف في رياض الأطفال .
2. معرفة أثر استخدام الوسائط المتعددة على تعلم مفهوم التسلسل في رياض الأطفال .
3. معرفة أثر استخدام الوسائط المتعددة على تعلم المفاهيم الرياضية بصفة عامة في رياض الأطفال .
أهمية الدراسة :
تتمثل أهمية الدراسة الراهنة في عدة أمور تطبيقية أكثر منها نظرية وهي :
• تحسين أساليب التدريس المتبعة في التعليم من خلال التعلم الذاتي المعتمد على الوسائط المتعددة بإشراف المعلم .
• الإفادة من نتائج الدراسة في مجال أساليب التعلم في مرحلة رياض الأطفال.
• استخلاص توصيات ومقترحات لتطوير عملية تصميم برمجيات الوسائط المتعددة الخاصة بتدريس المفاهيم الرياضية للأطفال .
• قلة الدراسات والبحوث والتي تناولت أثر الوسائط المتعددة على تعلم المفاهيم الرياضية لدى أطفال رياض الأطفال تعد دافعاً لمثل هذه الدراسة .
فرضيات الدراسة :
• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمفهوم التصنيف .
• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمفهوم التسلسل .
• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0.05) بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مجمل الاختبار.
حدود الدراسة :
تقتصر حدود هذه الدراسة على ما يلي :
§ حدود موضوعية : دراسة اثر الوسائط المتعددة على تعلم المفاهيم الرياضية في رياض الأطفال .
حدود مكانية : روضة مدارس الرياض الأهلية مستوى روضة من 4 – 5 سنوات.
§ حدود زمانية : الفصل الأول من العام الدراسي 1423 – 1424 هـ .
مصطلحات الدراسة :
البرمجيات :
هي مجموعة من التعليمات والأوامر التي عن طريقها يمكن حل مشكلة معينة حيث تعطى تلك التعليمات والأوامر إلى الآلة لتنفيذها واحدة تلو الأخرى ( المشيقح : 1418هـ ، 30 ) .
وتبنت الباحثة التعريف الإجرائي التالي وهي :
برامج الوسائط المتعددة التعليمية التي تستخدم من خلال جهاز الحاسب الآلي.
الوسائط المتعددة:
عرف زين العابدين مفهوم الوسائط المتعددة بأنها : " طائفة من تطبيقات الحاسب التي يمكنها تخزين المعلومات بأشكال متعددة تشتمل على النصوص والأصوات والرسوم والصور الساكنة والمتحركة وعرض هذه المعلومات بطريقة تفاعلية وفقاً لمسارات يتحكم فيها المستخدم "(الشرهان : 1420 هـ ، 179) .
وتبنت الباحثة التعريف الإجرائي التالي :
برمجية الوسائط المتعددة " حديقة الدوالج " التي تعرض بوساطة الحاسب الآلي لتدريس مفاهيم رياضية في موضوعي التصنيف والتسلسل لرياض الاطفال .
مرحلة رياض الأطفال :
رياض الأطفال هي "مؤسسة تربوية خصصت لتربية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 - 6 سنوات وتقدم أنشطة وخبرات تربوية تهدف إلى رعاية النمو المتكامل للطفل" ( القحطاني : 1415هـ ،11 ) .
وتبنت الباحثة التعريف الإجرائي التالي :
هي روضة مدارس الرياض الأهلية في مدينة الرياض .
المفاهيم الرياضية :
المفاهيم هي تجريد للعناصر المشتركة بين عدة مواقف أو أشياء أو حقائق ( لبيب : 1993م ،144 ) .
وتبنت الباحثة التعريف التالي :
هما مفهوما التصنيف و التسلسل .
مفهوم التصنيف :
هو القدرة على تنظيم الأشياء على أساس خصائص أو صفات مشتركة ( جروان : 1420، 156) .
وتبنت الباحثة التعريف الإجرائي التالي :
قيام الطفل بتصنيف الأشياء في مجموعات بناءً على خاصية واحدة وتصنيف بناءً على خاصيتين .
مفهوم التسلسل :
هو القدرة على ترتيب عناصر مجموعة حسب خاصية محددة ( أبو زينة : 1997 م ، 128 ) .
وتبنت الباحثة التعريف الإجرائي التالي : قيام الطفل بترتيب الأشياء حسب خاصية معينة ( الطول – الحجم .... ) .
الطريقة التقليدية :
هي طريقة التعلم القائمة على عرض المعلم للمادة الدراسية للصف بأجمعه بأساليب متنوعة تشمل المحاضرات أو المناقشة واستخدام السبورة للشرح وحل التطبيقات من قبل الطالب بإشراف المعلم ( العمر : 1999م ، 9 ) .
وتبنت الباحثة التعريف الإجرائي التالي :
هي طريقة تعتمد فيها معلمة رياض الأطفال في تقديم المفهوم على استخدام وسائل تعليمية ( أشياء محسوسة – صور ......) في حلقة جماعية مع الأطفال وهي فترة من فترات البرنامج ، أو إثراء الأركان التعليمية بالوسائل التعليمية المختلفة .